العدد 1354 - الأحد 21 مايو 2006م الموافق 22 ربيع الثاني 1427هـ

سباق مع الزمن لإنقاذ التراث الشعبي في السعودية

وصل رئيس دائرة الملك عبدالعزيز، فهد السماري إلى شمالي السعودية هذ الشهر لانقاذ التراث الشعبي الذي يندثر بسرعة، لكن خبراء علم سلالات الإنسان يشككون في هدف مهمته. ومنطقة الجوف النائية التي تبعد نحو 1200 كيلومتر من العاصمة الرياض واحدة من 13 منطقة إدارية ادرجت ضمن مشروع وطني لتوثيق الروايات والأغاني والأشعار الشعبية قبل أن تمحوها الى الابد موجات التحديث. لكن أكاديميين مستقلين ينتقدون البرنامج الذي يقولون إنه بدأ بعد فوات الآوان وأن وراءه دافعاً خفياً سعياً لتمجيد حكم آل سعود واضفاء الشرعية عليه. ولايزال التراث الشفهي سائدا خارج معظم المراكز السكنية في السعودية على رغم وجود تراث مكتوب صاحب ظهور الإسلام قبل أكثر من 1300 عام. ويشرف السماري على البرنامج وصرح لـ «رويترز» خلال جولة في مواقع اثرية عتيقة في واحة سكاكا في الجوف بانه لم يكتب الكثير عن تاريخ هذه المنطقة من العالم، مشيراً الى وجود كل أنواع المواهب سواء من حيث الذاكرة القوية أو سرد الروايات في الجوف.

وتابع أن «الرواة» مهمون على رغم قلة عددهم وأضاف «ذاكرتهم قوية والجميع يعرفهم لانهم يضفون الحياة على اي تجمع، ولكن عددهم يقل بشكل كبير». ويوجد أكثر مناجم المعلومات ثراء في الجوف وحائل القريبة والاحساء في المنطقة الشرقية وجبال جيزان البعيدة بالقرب من الحدود مع اليمن. وتابع أن التمدن في الرياض وجدة يدمر التراث وأشار إلى أن ضرورة مثل هذه المشروعات لوقف تآكل ذاكرة البلاد، مشيراً إلى أن جمع أكثر من 3200 رواية فردية حتى الآن.

وقال السماري إن أسلوب الحياة القديم للبدو دمر كليا فعلاً لأن القبائل استقرت حالياً في المدن والقرى. وأضاف أنه لم يعد يوجد بدو، مشيراً الى أن بعثة توجهت الى صحراء الربع الخالي في الآونة الأخيرة لم تعثر على دلائل تذكر على وجود البدو. وتدون المعلومات التي يتم جمعها وتسجل وتودع في دارة الملك عبدالعزيز وهي مركز توثيق أسس خصيصا لهذا الغرض

العدد 1354 - الأحد 21 مايو 2006م الموافق 22 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً