العدد 3283 - الجمعة 02 سبتمبر 2011م الموافق 03 شوال 1432هـ

«ثم ماذا بعد ذلك؟»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

«ثم ماذا بعد ذلك؟»... سؤال طرحه أحد المواطنين الذين أفرج عنهم موخراً، والسؤال موجه إلى الجميع، في الدولة والمجتمع. فهذا المواطن تعرّض إلى الكثير من المعاناة، كغيره، ولكن قلبه على البحرين وعلى أبنائها، وسؤاله يبحث عن المعنى الأبعد لكل ما حدث أو سيحدث.

وهذا السؤال مهم، بالنسبة إلى القوى السياسية، وبالنسبة إلى الدولة، وعدم القدرة على الإجابة عليه يُعبّر عن قصور في الاستراتيجية. وفي الحقيقة لو سأل البعض نفسه هذا السؤال فإنه لن يرتكب الأخطاء الفادحة التي مرت بنا، والخشية هي أن هذا السؤال لازال ليس مطروحاً بشكل جاد، ولا يجرؤ أحد على الإجابة عليه بشكل عقلاني وواقعي.

في أعقاب كل ما حدث يبدو أن الدوامة السياسية مستمرة، ووقود هذه الدوامة هي مجموعة من الشكوك والظنون المخلوطة بالجهل والأحقاد... وفي حديثي مع المواطن، أشار إلى أنه لم يكن له في المعارضة أي دور وإنما هو ضحية لاقى ما لاقاه على أيدي أناس ربما لا يعلمون لماذا فعلوا به ما فعلوا.

في ثنايا الحديث عن طبيعة الأسباب وما جرى له، تذكرت حديثاً لأستاذ العلوم السياسية في جامعة لندن (الراحل) فرد هاليداي (وكان يتحدث عدة لغات من بينها العربية والفارسية)، الذي قال إنه زار العراق في العام 1980 وكانت الحرب مع إيران لم تبدأ بعد، وجلس مع عدد من الباحثين الاستراتيجيين في العراق ليستفسر منهم عن الخلافات بين البلدين، وأثناء الحديث سألهم إن كانت لديهم أعداد من الصحف الإيرانية للاستدلال على بعض ماذكروه، فأجابوه إنهم لا يقرأونها، وبعض الأعداد لديهم منذ زمن طويل بعيد لا يمت إلى المرحلة الحرجة التي كانوا يمرون بها. وكان مستغرباً كيف أن ذلك الحماس في العداء الذي كان يدفعهم نحو الحرب لم يكن مدعوماً حتى بالاطلاع على صحافة البلد الذي يودون محاربته.

الوضع في البحرين مماثل جداً، فالذين يشنون حملات التشكيك، ويغذون الأزمة ولا يدعون أية فرصة لحل سياسي ذي مغزى، لا يعرفون حقيقة الرأي الآخر، بل إن مجمل ما يدفعهم نحو تعميق الخلافات يعتمد أساساً على تقارير موهومة وخزعبلات مخترعة من قبل بعض المتوهمين أو المخدوعين أو المغرضين.

ثم ماذا بعد ذلك؟... هل سيتمكن أحد، مثلا، من إزالة فئة من المجتمع ورميها في البحر؟ هل سيتمكن أحد من انتزاع البحرين من جغرافيتها السياسية؟ هل سنقسم بلادنا إلى مناطق تخضع للحجر والتسييج والجدران؟ هل سنبني معسكرات نضع فيها أبناء فئة معينة بأهاليهم، أو فرض تواجدهم في «غيتو» كما كان يُفعل باليهود في بعض مناطق اوروبا قبل الحرب العالمية الثانية؟ هل تقوى جماعات المعارضة على التفاهم مع شارعها في حال كانت هناك فرص مواتية للحل السياسي الجدي؟

أسئلة عديدة تحتاج إلى أن تعطى متنفساً، وأن يفسح المجال لمقترحات أكثر انفتاحاً على الواقع والمستقبل، بحيث نتمكن من إحداث اختراق نوعي للأوضاع المضطربة التي عصفت بنا على مدى الأشهر الماضية

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3283 - الجمعة 02 سبتمبر 2011م الموافق 03 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 62 | 1:18 م

      خاطره

      ارجو من الاخوان المعنيين لتغليب لغه العقل والمنطق بدلا من لغه الجهل والتشردم، دعونا نحمي تراب هدا الوطن يدا بيد ونرفع شعار كلنا للوطن . 

    • زائر 61 | 11:57 ص

      دكتور منصور صباحك خير

      سالت او يسالون هل تستطيع اقطاب المعارضة التفاهم او السيطرة علي الشارع في حال وجد حل جدي ، السؤال تعرف إجابته انت اكثر من غيرك ، أعول قليلاً علي مهرجانات جمعية الوفاق كيف كان التنظيم من قبل الجمهور كيف كان الانصات كيف كان الانصياع كيف كانت الي الان التمسك بالسلمية ، كاتبنا او طارح السؤال ، لو يشاهد الشارع الجدية والوقفة الصريحة على اساس هذه الثورة او اي اسم تريد او يريد طارح السؤال ، لرأيت الامور اختلفت انته وغيرك دائماً تقول شعب البحرين متحضر واعي ، دكتور تعبنا  

    • زائر 60 | 9:43 ص

      الدوامة السياسية مستمرة الى أجل غير معروف .... ام محمود

      الأمراض السياسية المزمنة والمستعصية تخلق مناخات غير صحية من جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهذه المناخات المتعبة والمحملة بكل أنواع الغبار والأتربة والضباب تجعل من الحياة مرهقة والتقدم صعب واستشعار السعادة والراحة بعيد المنال
      من الخطر الغاء وجود الآخر وسلبه ما يملك وتهميش حضوره والتعامل معه على انه مجرم أو كأنه عضو غريب على المجتمع يجب محاربته ومعاقبته بجميع الطرق
      الدوامة التي ذكرتها خطيرة لأنها ستوصلنا الى منطقة عميقة من الصعب تخطيها وتجاوزها
      حتى الشاطرين سيغرقون فيها

    • زائر 59 | 9:29 ص

      الخلافات أصبحت تبني على تقارير موهومة وخزعبلات مخترعة من قبل المغرضين والواشين وهذا مضحك مبكي .... ام محمود

      عند زيارتي لمنطقتي الأصلية التي هي مدينة عيسى أدرك حجم الهوة والمسافة الكبيرة التي خلقتها الأزمة بين الطائفتين السنية والشيعية لأن هناك البيوت متقاربة ومتلاصقة بحكم الجيرة ولكن القلوب أصبحت متباعدة ومتنافرة ويملؤها الحقد والكراهية يوميا تحدث معارك و شجار لأسباب تافهه بسبب توقيف السيارات بالخارج بالقرب من بيت الجار الفلاني فتقوم القيامة وينادون الشرطة وتخرج النساء والرجال وترتفع الأصوات
      الوضع أصبح غير مقبول وليست هذه أخلاق البحرينيين الذين نعرفهم
      بالفعل ان هناك فئة تود رمي فئة اخرى في البحر

    • زائر 58 | 9:20 ص

      لا يوجد حل سياسي ذو مغزى أو ذو معنى وهذا ما أوصلنا الى المراحل المحرجة ....... ام محمود

      يوجد مثل يقول ( إذا تصارعت الأفيال يُداس النمل ) من الملاحظ لحكاية المواطن الذي ذكرته وحكايات كثيرة لاناس أصابتهم الأزمة بشكل مباشر وخسروا وفقدوا الكثير سواء وظائف أو أبناء أو مسكن آمن أو مقتنيات وهم أساسا ليسوا من المعارضة وليس لهم نشاط ولكن حظهم العاثر أوقعهم كضحايا بسبب عدم تفهم الطرف الآخر وانهم لا يعلمون لماذا فعلوا ما فعلوه
      الكل يتساءل لماذا وصلنا الى هذه المرحلة التي كان بالامكان تفاديها بالخطوات الصحيحة ولماذا سقط هذا العدد من الشهداء ولماذا غاب الحل السياسي وجاء بدله الحل الأمني

    • زائر 56 | 8:26 ص

      أنا أجيبك يا دكتور

      انا أعتقد يا أخي العزيز أن على القوى السياسية توحيد المطالب و عدم التناحر و تحكيم لغة العقل و المعقولات بدل لغة العاطفة و العشوائيات. من وجة نظري الشخصية أن تتوجه المعارضة الان بجميع أطيافها للإصلاح و التوقف عن غيرها من مطالب و التي قد ترجع البلاد لأأزمة أكبر و إنقسامات اعمق. و الله تعالى العالم بأمره. و السلام.

    • زائر 52 | 7:33 ص

      قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر

      قلمك ملئ بالاهموم ولكن للاسف عام وصار لازم الضغط على الجرح وتسمية الاشياء بمسمياتها الكل عارف الى وين الشارع رايح بس ينتظر الاستفاده الاكبر من الوضع
      والضحية مو النظام كما يروجون ولكن "نحن"
      خاطري من قلب امر مجلس ربعي في بني جمره لان التلفون مو كفايه ...

    • زائر 44 | 6:07 ص

      قامت وزارة التربية بنقل طلاب المنطقة الغربية الذين سجلوا بالمسار الصناعي لمدرسة الجابرية بدلا من الشيخ عبدالله وهذه أقرب ولكن للوزارة حسابات أخرى.

    • محب البحرين | 4:49 ص

      حسافه يالبحرين

      كثير منهم يا عزيزي الدكتور, ورغم تشدقهم بالدين, لا يعرفون من القرآن الكريم إلا كما قال احمد مطر (أصبح الذكر الحكيم هو بسم الله الرحمن الرحيم, صدق الله العظيم), فكيف بهم أن يقرأو لكاتب يكتب عن الحاضر في جريده, أو كتاب يحكي التاريخ بنزاهه وصدق.

    • زائر 42 | 4:37 ص

      قابلية القسمة مستمرة

      كان الحكم طرفا واحدا ثم قسمته الأزمة إلى قسمين كل الناس تعلم ما بينهما من الغث والسمين، وكانت الموالاة قسما ثم أصبحت على أقصر الأقوال قسمين، وكانت المعارضة رأيا واحدا ثم أصبحت على أقصر الأقوال قسمين، والجامع بين أقسام الحكم والموالاة والمعارضة في الإنقسام أنهما على طرفين : متشدد ومتوسط، هذا في الداخل عوضا عن تعقيدات الموقف الدولي والإقليمي الذي لم يعد بمقدور الحكم نفسه الخروج من منطق تجاذباته، فالحل اليوم ليس بحرينيا فقط بل سعوديا إماراتيا إيرانيا دوليا، وهذا هو نتاج التعصب ضد الإصلاح المعقول.

    • زائر 41 | 4:16 ص

      هل استطاعات قوى المعارضة في اليمن التفاهم مع الشارع؟

      هل استطاعات قوى المعارضة في اليمن التفاهم مع الشارع وإقناعه بقبول الفتات؟

    • زائر 40 | 4:04 ص

      دكتور منصور صباحك خير

      سالت او يسالون هل تستطيع اقطاب المعارضة التفاهم او السيطرة علي الشارع في حال وجد حل جدي ، السؤال تعرف إجابته انت اكثر من غيرك ، أعول قليلاً علي مهرجانات جمعية الوفاق كيف كان التنظيم من قبل الجمهور كيف كان الانصات كيف كان الانصياع كيف كانت الي الان التمسك بالسلمية ، كاتبنا او طارح السؤال ، لو يشاهد الشارع الجدية والوقفة الصريحة على اساس هذه الثورة او اي اسم تريد او يريد طارح السؤال ، لرأيت الامور اختلفت انته وغيرك دائماً تقول شعب البحرين متحضر واعي ، دكتور تعبنا  

    • زائر 37 | 2:58 ص

      ردا على زائر رقم 9

      المعارضة مستعدة للحوار الجدي وفق المبادئ السبعة التي توقفت عندها المفاوضات مع ولي العهد والحكومة هي من أتت بحوار التوافق الوطني بين رئيس البرلمان وهو يمثل الشعب وبين من ليس له علاقة بعلاج الوضع السياسي الجاليات الأجنبية ماذا تقول ؟ ورغم ذلك دخلت المعارضة وما هي الحلول العودة الى ما قبل 14 فبراير بل أدمر بمرئيات جدا سخيفة وبالتهجم على طائفة وهي المكون الأساسي الأول في هذا البلد والدليل خلو المقاعد في مبارة البحرين بالأمس .

    • زائر 36 | 2:49 ص

      دكتورنا العزيز

      أولا الصحفالصفراء و الإعلام لم يقصروا في تقليب انفوس على بعضها وخلق الطائفية وبات تلفزيون البحرين في أوج الأزمة كأنه غرفة تحقيق وخصوصا مع الرياضيين وتوقيفهم ولاحظنا تأثير توقيفهم على المنتخب والحضور الجماهيري هذا هو الحضور لنرجع الى الوراء في تصفيات 2006 و2010 ونرى حجم الجمهور البحرين تخسر سمعتها يوما بعد يوم ولا تعود الى مصاف الدول الديمقراطية إلا عن طريق الحل السياسي الجدي بحكومة منتخبة وبرلمان كامل الصلاحيات ودوائر عادلة وان الشعب هو مصدر السلطات بجميع طوائفه .

    • زائر 35 | 2:45 ص

      لو كانت الحكومة جادة!!

      في حين يتم تهديد كل من يتحدث عن أو يؤيد مطالب المعارضة .. نرى وعاض السلاطين في تحريض دائم ضد طائفة وفي العلن دون حسيب او رقيب .. حين تحجب كل صفحات الانترنت المعتدلة نرى مواقع التحريض الطائفي مفتوحة وو... وماذا بعد يادكتور؟

    • زائر 34 | 2:45 ص

      سلمت يا دكتور

      للأسف يا دكتور نحن نعرف سبب تشويه الحقائق و هو التلفزيون و الصحافة التي لا تهتم بالبلد بل بتشويه الحقيقة و الفتنة و سب الطائفة و لكن للأسف على من لا يتحقق و ييسارع لظلم غيره بدون التفكير بأنه يدمر أحلامه و مستقبله و مستقبل وطنه

    • زائر 32 | 2:31 ص

      المواطن X

      بعد ذلك كلنا ضحايا لا اعمال ولا علاج ولا علم ولا امان و نعيش في بلد الامن بلا حرية ولان نستطيع نشر هذا الكلام اقول بعد ذلك لا بد من تغيير المكان

    • زائر 27 | 2:05 ص

      المعارضة

      اذا كانت المعارضة جادة عليها ان توقف الشباب و تجلس مع الحكومة لايجاد حل جدي فلا يمكن للحكومة ان تفكر في حل جدي و ذراعها ملوية او و هي تحت التهديد.

    • زائر 22 | 1:47 ص

      عبد علي البصري

      من المستحيل ان هذه الاحداث حدثت بدون مسببات او بدون فهم او استيعاب ، القضيه ((ليست ثم ماذا بعد)) فلا يعلمها الا الله وأنما القضيه هي (( لماذا الذي كان )) دراسه موضوعيه سياسيه واقتصاديه واجتماعيه بعدها ستعرف جواب سؤالك ثم ماذا بعد . أما عن استراتيجيه هذه الاحداث . ففي هذه النقطه ربما يكون هناك قصور في والرؤى المتبعه التي ادت لهذه الاحداث . وأما عن قراءه الشعب البحراني فهو يعرف الواقع والحاضر والماضي ويعرف المستقبل تقريبا .

    • زائر 19 | 1:24 ص

      ساري

      خلها على الله يا دكتور

    • زائر 17 | 12:16 ص

      اذا عرف السبب بطل العجب

      البحرينيون حينما خرجو للشارع خرجو لطلب العيش الكريم بعيدا عن التمييز و الاقصاء و هذه و ربك من الحقوق الاساسيه مثل الهواء و الماء

    • زائر 16 | 11:52 م

      الدولة المدنية مطلب لا غنى عنه من اجل تماسك الوطن وبقاءه موحدا

      من منا يعرف الآخر ؟ من منا يعترف بالآخر ؟ كلنا في الهواء سوى ، ندعي ونتشدق بالديمقراطية ونحن بعيدين كل البعد عنها ، كلنا ننطق بالهوى والعاطفة وغير مستعدين للاعتراف بالآخر ، الوطن ضاع بين ثنايا روايات لا تنتمي الى حاضرنا وواقعنا ، والكل تمترس خلف طائفته بديلا عن الوطن في تناقض واضح عن مفهوم المواطنة واصبحت الدولة المدنية التي تفصل الدين عن الدولة مطلبا ملحا لانقاد الوطن من التشردم والضياع وتفوّت الفرصة على المتربصين من الجيران الاقليميين من النفاد الى جسد الوطن وتضمن العدل والحق الى اهله

    • زائر 15 | 11:45 م

      ثم ماذا بعد ذلك ؟

      مفهوم لو تعقله المتعقلون لم يقبلوا على ارتكاب أدنى فداحة من الفداحات
      ولكن ماذا بعد ذلك ؟ الجواب : لا يصح إلا الصحيح ومآل الأمور أن ترجع إلى نصابها بعون الله ويأخذ كل ذي حق حقه هذا لإيماننا بالله وهذا ما أثبته التاريخ والتجارب وننظر وتنظرون . حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 9 | 9:47 م

      توافق سياسي عادل

      ان اااة لا يغير بقوم حتي يغيرو ما بأنفسهم

    • زائر 7 | 8:49 م

      هل تقوى جماعات المعارضة على التفاهم مع شارعها في حال كانت هناك فرص مواتية للحل السياسي الجدي؟

      مقال رائع ,, وضعت لنا يا دكتور اسئلة وتحتاج إلى اجوبة وانا اقول إن الأيام سوف تُجيب عليها ..

    • زائر 2 | 7:52 م

      كلام سليم

      الوفاق تعلمي من كتابات منصور الجمري

اقرأ ايضاً