العدد 3311 - الجمعة 30 سبتمبر 2011م الموافق 02 ذي القعدة 1432هـ

ملف المقالب

سوق ساخنة شهدتها الانتقالات الصيفية للأندية الأوروبية، وخصوصا تلك التي تسعى بقوة للمنافسة على الألقاب. وعلى رغم الأزمة الاقتصادية والمالية التي تمر بها البلدان الأوروبية، إلا أن ذلك لم يمنع أنديتها من تداول الدولارات فيما بينها لانتقاء أفضل اللاعبين بأعلى الأسعار.

ما بين المد والجزر في السوق التي انتهت بنهاية شهر (أغسطس/آب) والذي أتى تزامنا مع بداية الدوريات الكبرى (باستثناء إيطاليا التي لم يلعب دوريها بسبب إضراب اللاعبين)، تأتي إيحاءات أولية لملف «المقالب» التي شربتها الأندية جراء بيع أو شراء لاعبين.

أولى صفحات «ملف المقالب» يتصدر أسطرها اللاعب التركي نوري شاهين الذي انتقل إلى ريال مدريد الإسباني قادما بورسيا دورتموند الألماني. صاحب الـ 22 عاما لم يلمس الكرة مع زملائه في أي لقاء لحد هذه الآونة، بل إن الذي زاد الطين بلة هو خبر استمرار غيابه لمدة شهرين آخرين، ما يعني أنه سيكون عالة على خزينة النادي الملكي دون أن يساهم ولو بدقيقة في مشوار ناديه الصعب. هذا اللاعب يذكرنا بحالة اللاعب الإنجليزي وودجيت الذي مثّل الريال سابقا، وكانت إدارة الريال تعلم بأنه مصاب قبل شرائه، ولكنها أصرت على استكمال إجراءات التعاقد معه، حتى غاب لمدة تقارب موسماً أو أكثر دون الظهور على المستطيل الأخضر. واستكمالا للصفحة الأولى للملف، تأتي الغرابة في غياب التركي الآخر الذي تعاقد معه الريال وهو ألتيتنوب، إذ مازال يعاني من إصابة في الظهر، دون أن يطرأ أي تحسن على حالته وبالتالي ظهوره مع زملاء إيكر كاسياس.

بعد أن تصدر الريال الملف بلاعبين، يأتي الدور على نادي آرسنال ومدربه فينعر، الذي شرب سريعا كأسا مر المذاق عندما تقبل فريقه 8 أهداف من «المانيو». يأتي ذلك عقب أيام قليلة على استغنائه عن أفضل لاعبي خط وسط في فريقه وهما سيسك فابريغاس وسمير نصري اللذين تحولا بمصاريف مالية كبيرة إلى «برشلونة» و»مان سيتي»، دون أن ينفع المال في وضع حد للمستوى الفني الضعيف الذي يقدمه رفاق فان بيرسي.

وبمجرد التقدم في صفحات «ملف المقالب» الممتلئ بالحالات المتكررة والمتشابهة، يرجعنا المسار إلى إسبانيا مرة أخرى، حيث النادي الثاني في العاصمة (أتلتيكو مدريد)، الذي استغنى عن مهاجميه أغويرو وفورلان بعد سنوات قادا فيهما هجوم النادي المدريدي، الذي أحست إدارته بخطأ البيع من أول لقاء للفريق أمام أوساسونا في الدوري، حين عجز لاعبوه عن تسجيل هدف واحد في شباك الفريق المنافس، بل إن الأدهى من ذلك أنه قد يعاني من استقباله الأهداف الكثيرة، إذ أغرته القيمة المادية التي قدمها «المانيو» لحارسه الشاب المتألق ديخيا وأتم إجراءات بيعه، ما ينذر بموسم قد يكون «كارثيا» للأتلتيكو على جميع المستويات بدءا من الحراسة ونهاية بخط الهجوم.

وبعد موسم للنسيان لنادي ليون الفرنسي الذي استولى في وقت سابق على لقب الدوري المحلي هناك لسبع سنوات متتالية، احتل فيه المركز الثالث ليجد نفسه أمام المشاركة في الأدوار التمهيدية لدوري أبطال أوروبا، قد يجد ليون نفسه أيضا موقف مشابه أو أكثر «حرجا» ببيعه لاثنين من أفضل لاعبيه وهم: تولالان الذي انتقل لملقا الإسباني، وبيانيتش الذي انضم لصفوف روما الإيطالي. هذه المشاهد والإيحاءات الأولية التي رصدها كاتب هذه السطور، يتوقع لها أن تطفو على السطح وبصورة أوضح مما هو عليه، وخصوصا مع تقدم المنافسة في الدوريات، يجعل باب الانتقالات الشتوية مفتوحا لأي تعويضات متوقع أن تقدم عليها الأندية التي شربت من «مقالب اللاعبين»

العدد 3311 - الجمعة 30 سبتمبر 2011م الموافق 02 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً