العدد 3312 - السبت 01 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي القعدة 1432هـ

تناقضات وزارة البلديات

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قبل عامين، زار وزير البلديات قرية القدم، وشارك في افتتاح مشروع «ارتقاء» الذي أطلقه المجلس البلدي، وشهد تفاعلاً كبيراً من المواطنين للنهوض بمستوى النظافة وتحسين المستوى الجمالي للمناطق المهمّشة، والاهتمام بالتشجير، وقد تم زرع عدد من النخلات تجدونها منتصبة عند مدخل القرية، كلما مررتم على شارع البديع.

قبل أربعة أيام، زار الوزير المنطقة الجنوبية لافتتاح حديقة، وزار أمس (السبت) غرب جامعة البحرين، حيث أصدر توجيهاته للإسراع في عمليات تنظيف المنطقة للارتقاء بواجهتها الحضرية، لقربها من المنطقة التعليمية.

هذه الأخبار المبهجة تقابلها أخبارٌ مسيئةٌ في مناطق أخرى. ففي البلاد القديم والسنابس امتنعت الوزارة عن جمع القمامة لأكثر من ثلاثة أسابيع. ويتحدّث الأهالي عن وجود قرار غير معلن، ويعتبرونه عقاباً سياسياً جماعياً. ولنتذكر انهما من ضواحي العاصمة وواجهتها الحضارية، إذ لا تبعدان أكثر من كيلومتر واحد.

لكي نتخيّل شناعة مثل هذا القرار، علينا أن نفكّر فيما كان سيحدث لو قرّر وزيرٌ أو مدير بلديات، في أوروبا أو آسيا أو أميركا اللاتينية، منع جمع القمامة من بعض المدن أو الأرياف. فأول إجراء سيتم استدعاء الوزير المعني ومحاسبته على مستوى الحكومة، وستعطى الأولوية لتغطية هذه الفضيحة في القنوات الفضائية ووسائل الإعلام، وستدخل وسائط التواصل الاجتماعي بكل ثقلها وتأثيرها على الخط.

عندنا، وبعد مرور 23 يوماً من ارتكاب هذه الخطيئة، مازالت الوزارة تلتزم الصمت المطبق. وحين تم تسريب بعض الشائعات عن تعرّض بعض عمال النظافة لاعتداءات، فنّدها الممثلون البلديون على مواقع تواصلهم الاجتماعي، وطالبوا الوزارة بالدليل دون جدوى.

في تعليقات القراء على الموضوع، حذّر أحدهم من أن تصبح خدمات الدولة حسب مزاج بعض الأشخاص، الذين يرون في هذه الخدمات تصدقاً وتعطفاً من الدولة، وليس واجباً يقابله واجب التزام المواطن بعدم التخلف عن دفع الفواتير المستحقة للخدمات كما في الدول العصرية. ووجّه آخر رسالةً إلى وزير البلديات، أشار فيها إلى أن «أبسط حقوق المواطن أن يعيش في بيئة صالحة ونظيفة، فبأي حقّ ستستقطعون مبلغاً وقدره ثلاثة دنانير للمساكن (رسوم البلدية) في هذا الشهر الذي امتنعتم فيه عن جمع القمامة في منطقتنا»؟ وكيف لم يصدر عن وزارة الصحة بيان بهذا الشأن الذي يخص الصحة العامة.

قارئ ثالثٌ علّق بأنه لا يمكن للدولة أن تتخلّى عن مسئولياتها تحت أي عذر، خصوصاً فيما يحفظ سلامة البيئة وصحة المواطن. وتساءل رابعٌ: إذا تخلّت البلديات عن واجبها، والصحة ترهلت خدماتها، والإسكان صارت تبيع للمواطن أوهاماً... فكيف بباقي الوزارات؟

أحد القراء كتب معارضاًً: «تتركون السبب وتقفزون إلى النتيجة، خلك منصف». وإذا كان سيقبل شهادتي، بصفتي من أبناء منطقة تتعرّض كل ليلة إلى مسيلات الدموع منذ أربعة أشهر، وتعرّضت سيارتان لي بين عشرات السيارات للتكسير لدوافع معروفة، فإنني أقول إن العقاب الجماعي ليس حلاً ولا سياسةً منتجةً على الإطلاق.

المجلس البلدي نظّم حملةً أهليةً لتنظيف المنطقة شارك فيها كثيرٌ من المتطوّعين، وتلقى اتصالات من المؤسسات والأفراد للدعم المادي والمعنوي، وبعض النساء أعربن عن استعدادهن للمشاركة في هذه الحملة التطوعية، وسمعت ذلك مباشرةً من نساء كبيرات السن.

ينبغي على من يفتتح حديقةً واحدةً كل عام، أن يلتزم بمسئوليته اليومية في إزالة المخلفات، حمايةً للصحة العامة وحفاظاً على الواجهة الحضارية لهذا الوطن

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3312 - السبت 01 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 4:16 م

      في الحقيقة عدم النظافة في المناطق المذكورة مقصودة..

      كما ذكرت عدم النظافة في هذه المناطق مقصود وبأمر من وزارة البلديات، وحيثُ أنني أعمل في في شركة النظافة المتعاقدة مع الوزارة المذكورة، وكانوا يجتمعوا بنا المسؤلين في هذه الشركة ويأمرونا بنقل حاويات القمامة من هذه المناطق وعدم تنظيفها وهذا أمر من الوزارة على حد قولهم . وبأمكان أي شخص مهتم بهذا الموضوع أن يسأل المسؤلين (مفتشين) شركة النظافة المتواجدين في المناطق المذكورة أو بقية مناطق العاصمة للتأكد من هذا.. وليس السبب الأعتداء على عمّال النظافة.

    • زائر 29 | 3:45 م

      شكرا قاسم حسين وشكرا جريدة الوسط

      بالرغم من الألم والمعاناة اليومية مع تلوث بيئة منطقتنا سواء من مسيلات الدموع أو من أكوام القمامة المتناثرة أو من ضوضاء القنابل الصوتية إلا أنه لايزال يحدونا الأمل في أن نرى شعاع النور بفضل تبنيكم لقضيتنا العادلة المتمثلة في التطلع لبيئة نظيفة خالية من كل مظاهر التلوث.. فشكرا قاسم حسين .. وشكرا جريدة الوسط.. واصلوا الطريق وكان الله في عوننا وعونكم..

    • زائر 27 | 12:01 م

      الواجهات الحضارية تختلف ل (نحن )و (أنتم ) متى ستفهمون ؟؟ ..... ام محمود

      لو كانت مشكلة النظافة ظهرت في أحدى المدن الرئيسية كمدينة عيسى أو مدينة حمد أو المحرق وغيرها من المدن التي تجد اهتماما من جميع النواحي الجمالية والاسكانية لقامت الدنيا و لم تقعد
      ولكن بما ان المشكلة تنحصر في القرى المغضوب عليها فلن تجد من يستمع أو يتفاعل معها
      ولكننا نحذر من ان الاهمال في هذا الجانب الهام له نتائج خطيرة على الصحة العامة
      وفي الكتب القديمة هناك روايات تخبرنا عن انتشار وباء فتاك قبل الظهور الذي اقتربت علاماته
      يقضي على ملايين الناس في العالم
      ولن يتمكن أحد من السيطرة عليه

    • زائر 25 | 9:51 ص

      الكوليرا ياحماعة

      أدا فات الفوت ما ينفع الصوت

    • زائر 24 | 8:28 ص

      للأسف نرى مناظر كهذه في بلد يعتبر متقدم

      وزارة البلديات مثل ما تفضلت علينا اليوم تتفنن في تنفيذ العقاب الجماعي وبعض الجهات كل ما قتل مواطن استعير له مرض اما الدفاع المدني وكأنه متخصص لإطفاء نيران معينة او مناطق محددة او لبعض الأشخاص فقط ! نأمل مع ذلك الأفضل لجميع المواطنين ويعطيكم العافية اهالي البلاد القديم وأهالي السنابس وقواك الله شيخنا على تواضعك الي يبين معدنك الأصيل وحبك للوصن والمواطنين

    • زائر 23 | 7:44 ص

      أفضل حل

      أفضل حل كل شخص ينقل قمماته الى اقرب بلدية ويضعها امام الباب، أو على الشارع العام

    • زائر 21 | 5:30 ص

      وزارة البلدية الى اين

      للاسف بان وزارة البلديات قامت منذ احداث 14 فبراير بما لم تقم بة حتى التحقيقات الجنائية من عقاب جماعي للموظفين ومن ثم الازمة الحالية وذالك دليل بان الوزارة ليس خدمية بل سياسية طائفية

    • زائر 19 | 4:46 ص

      انت لهم بالمرصاد

      والي عنده دليل خله ينشره بنشوف

    • زائر 18 | 4:40 ص

      قصة مصغرة

      ذكرتني بقرار اتخده رئيسي عندما كنت اعمل في البلدية وهو ان لا نوزع اكياس القمامة علي من عليهم رسوم متخلفة لكي تدخل قيمة هذه الأكياس في صندوق البلدية وتعتبر سداد من المبلغ المستحق علي المواطن وبحكم اننا في اجتماع اداري اقترحت برفض ذلك لان المواطن لعدم حصوله علي الأكياس سوف ينثر القمامة في الشارع مما سوف يخلق مشكلة للبلدية

    • زائر 17 | 3:30 ص

      شكراً لك يا سيد

      وزارة للمظاهر ققط و الجوهر فارغ من تقديم الخدمات للمواطن واقلها ازالة القمامة

    • زائر 5 | 1:20 ص

      مجرد رأي

      إقتراحي للأهالي أن يتوقفوا عن دفع جميع الرسوم و الإقتطاعات الشهرية رداً على هذا التقصير ..

    • زائر 3 | 12:28 ص

      كولي احترام لكم

      شكرا علي المقال وارجو الكتابه يوميا عن هذا التقصير المتعمد

اقرأ ايضاً