العدد 3334 - الأحد 23 أكتوبر 2011م الموافق 25 ذي القعدة 1432هـ

روبن هود وعلي بابا

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

روبن هود كما ذكر في موقع «ويكيبيديا» هو شخصية إنجليزية تبرز في الفلكلور الانجليزي وهي تمثل فارساً شجاعاً، مهذباً، طائشاً وخارجاً عن القانون، عاش في العصور الوسطى وكان يتمتع ببراعة مذهلة في رشق السهام.

تمثل أسطورة روبن هود في العصر الحديث شخصاً قام على سلب وسرقة الأغنياء لأجل إطعام الفقراء، وبالإضافة إلى ذلك حارب روبن هود الظلم والطغيان. كان يعمل هو ومجموعته القوية المسماة (ميري من) ومعناها الرجال المبتهجون، المكونة من 140 شخصاً معظمهم من اليومن (أبناء الطبقة المتوسطة) في غابات شيروود في محافظة نوتنغهامشاير بالقرب من مدينة نوتينغهام البريطانية.

حالياً، وتحت شعار «يا شعوب العالم انهضوا» و «انزل إلى الشارع»، و «اصنع عالماً جديداً»، دعا «الغاضبون» إلى التظاهر في 951 مدينة في 82 دولة بحسب موقع «15 أكتوبر»، وذلك احتجاجاً على الوضع الاقتصادي الهش الناشئ عن الأزمة الاقتصادية العالمية وسلطة رؤوس الأموال.

ومع تحركات ومظاهرات «الغاضبين» التي تجتاح العالم، وبالخصوص مدن الدول الرأسمالية الكبرى، والتي كانت نتاجاً لرفض شعبي للسياسات المالية في تلك البلدان، استحضرت فكرة عودة «روبن هود» في فكر الأوروبيين، وعلي بابا في فكر العرب مع انطلاقة ثورات الربيع العربي، إذ إن هاتين الشخصيتين كانتا نتاج حلم المستضعفين في خلق سياسة عادلة لـ «توزيع الثروات» بين مختلف الطبقات.

أصبح العالم في كل أقطاره يسعى ويرغب في الإنصاف، والعدالة، سواء كان ذلك على صعيد الديمقراطية التي يفتقدها العالم العربي، أو العدالة في توزيع الثروات التي يفتقدها العالمان الغربي والعربي في آن واحد.

ربما روبن هود وعلي بابا، خلقا حالة من التوازن الشعبي في توزيع عادل للثروة، والإنصاف بطريقتهما الخاصة، حتى وإن كانت بأسلوب يجمع عليه الكثيرون بأنه «خطأ وغير صحيح»، إلا أن ذلك الأسلوب كان طريقاً للوصول إلى الغاية الحقيقية السامية.

روبن هود وعلي بابا، كانا لصين ولكنهما سرقا من لصوص أيضاً، وأعادا المسروق للعامة والناس، ولدينا في عالمنا من هم ليسوا لصوصاً ولكنهم يتسترون على اللصوص، ويدافعون عنهم، لحماية مصالحهم الشخصية والآنية، والتي من شأنها أن تتراكم لتولد أزمات عالمية لا يمكن معالجتها لاحقاً.

لدينا في عالمنا من يدعون الإصلاح والمعارضة ومحاربة الفساد، ولكنهم لا يتجرأون على ذكر منابعها أو أصولها، أو حتى المطالبة بإرجاعها فضلاً عن استردادها وإيجاد الآليات اللازمة لتوزيعها بعدالة، كما فعل روبن هود وعلي بابا من قبل.

روبن هود وعلي بابا، لم يخطبا في القوم بخطابات رنانة، ولم يتلاعبا ويدغدغا مشاعر الناس، في معاني الإنصاف والعدالة، ولا المعارضة السلبية والإيجابية ولا غيرها، بل تحركا بالفعل والقول من أجل استرداد الحقوق وإنصاف الجميع، واسترداد المسروق، ومحاسبة المفسدين وإيجاد آليات واضحة لتوزيع الثروة وإن كان بطريقتهما الخاصة، بعيداً عن الثرثرة والتلاعب بالكلمات.

روبن هود وعلي بابا، وقفا في وجه اللصوص، وحارباهم، ولم يقفا ليدعماهم ويشجعاهم على سرقاتهم، ويقدموا الدعم الكامل لهم. ولذلك خرج «الغاضبون» في كل العالم لمحاربة سرقة المال العام والداعمين لهم المستنفعين منهم

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3334 - الأحد 23 أكتوبر 2011م الموافق 25 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 8:00 ص

      المشكلة اليوم تفشي الجشع والجور بين الناس

      في بداية جلب العمالة الأجنبية صاحب العمل يتكفل بجميع المصاريف لأستقدامه مع الوقت جاء احد العاملين الأجانب قال لصاحب العمل سوف اجلب لك عمال بدون ان تصرف لهم تذاكر فوافق جاء له عامل آخر قال له سوف اجلب لك عمال بدون ان تصرف لهم تذاكر وسوف يدفع لك عن كل عامل 300 دينار فوافق وتكررت هذه المعاملات بزيادة المبالغ لما وصلت اليه اليوم من جشع وسرقة غير مباشرة من هؤلاء الفقراء هذا هو حال كثير من المواطنين البحرينين وسمكه وحده تتلف الكل

    • زائر 7 | 5:58 ص

      صدقت

      نعم صدقت في لصوص يسرقون ثروات لاكن الا تعتقد انهم أفضل من لصوص تسرق حياتك وشرفك وثروتك

    • زائر 5 | 3:25 ص

      مفهوم الشاطر هو هو هو

      الذي يسرق من الاغنياء ويعطي الفقراء ويعتبر هذه شطاره .
      وتحضرني قصة في زمن الامام الصادق (ع ) :
      اشتكى الناس على احدهم يقوم بالسرقة فأحضره الامام فقال له : لماذا تقوم بهذا العمل ؟
      فرد عليه الشاطر : السرقة عليها سيئة واحدة وانا اتصدق على الفقراء فأكسب 10 حسنات فيكون انا ربحت 9 حسنات فما الضير في ذلك ؟

    • زائر 4 | 3:03 ص

      جميل هذا الكلام (همهم التلاعب بالالفاض)

      روبن هود وعلي بابا، لم يخطبا في القوم بخطابات رنانة، ولم يتلاعبا ويدغدغا مشاعر الناس، في معاني الإنصاف والعدالة، ولا المعارضة السلبية والإيجابية ولا غيرها، بل تحركا بالفعل والقول من أجل استرداد الحقوق وإنصاف الجميع، واسترداد المسروق، ومحاسبة المفسدين وإيجاد آليات واضحة لتوزيع الثروة وإن كان بطريقتهما الخاصة، بعيداً عن الثرثرة والتلاعب بالكلمات

    • زائر 3 | 3:01 ص

      في كل مكان

      ولدينا في عالمنا من هم ليسوا لصوصاً ولكنهم يتسترون على اللصوص، ويدافعون عنهم، لحماية مصالحهم الشخصية والآنية، والتي من شأنها أن تتراكم لتولد أزمات عالمية لا يمكن معالجتها لاحقاً.

    • زائر 2 | 1:52 ص

      المسج واضح

      حقيقية الأمر يا استاذ هاني ان الحقيقة جلية وواضحة كالشمس للكل , لسنا محتاجين للت والعجن في الحقائق نحن شعب مثقف وواعي وتكفى الحر الأشارة وكثر الدق يفش للحام

    • زائر 1 | 12:51 ص

      عشت يا ابن الفردان وعاشت البحرين

      هذه هي مشكلة العالم, والاسوا هنا في عالمنا العربي وبلدنا الذي يهمنا اكثر والذي يحزننا كثيرا ان يكون من هؤلاء اناس محسوبين على الدين, والذين يدعون انفسم بحماة الدين, لا والله هؤلاء هم اعداء الدين اعداء الانسانية, فمن يدافع عن الظالمين والمفسدين, هم شركاء للظالم وهم من يزين للفاسد اعماله ليزيد في ظلمة وفساده, (لهم في الدنيا خزى وفي الاخرة عذاب اليم)
      عشت يا ابن الفردان وعاشت البحرين

اقرأ ايضاً