العدد 3334 - الأحد 23 أكتوبر 2011م الموافق 25 ذي القعدة 1432هـ

أفرحونا أيها التونسيون

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ملايين التونسيين توجهوا أمس للإدلاء بأصواتهم لأول مرة منذ الاستقلال وهم واثقون بأن نتيجة تصويتهم لن يتم تزويرها. التونسيون اتجهوا لصناديق الاقتراع لتشكيل مجلس تأسيسي لصوغ دستور جديد وهم يرفعون رؤوسهم بكل فخر واعتزاز، وينظرون إلى المستقبل بأمل كبير، وهو إثبات أن العرب بشر مثلهم مثل غيرهم، لهم حقوق وعليهم واجبات، لهم قيمة ولهم صوت مسموع في بلادهم... هذا البلد الجميل الذي أطلق ربيعاً عربياً يستطيع الآن أنْ يثبت للجميع أنّ العرب قادرون على إدارة خلافاتهم بسلمية، وأنهم قادرون على التفاهم فيما بينهم بالاحتكام لقواعد دستورية متحضرة ترقى إلى ما هو متوافر لإنسان الدول المتقدمة والتي تقوم على احترام إرادة شعوبها.

التونسيون أدخلوا عالمنا العربي مسار النهج السلمي في العمل السياسي من دون طوائف، ومن دون قبائل، ومن دون رموز تطغى بشخصياتها على المشهد السياسي، ومن دون أيديولوجيات طاردة للآخر... وهم اليوم يمسكون بزمام الأمور ليعطونا درساً آخر في طريقة النهوض ببلدهم الذي ودع الاستبداد وشرع الأبواب نحو ديمقراطية حقيقية وعدالة اجتماعية وحريات شخصية وحريات عامة. لن يحتاج شاب آخر مثل المرحوم محمد البوعزيزي أن يحرق نفسه بعد اليوم إن شاء الله، فالعملية السياسية المنفتحة على المجتمع تتحمل الصعاب وتتحمل الشكاوى وتتحمل الانتقادات.

التونسيون الذين فاجأوا العالم في نهاية 2010 بانتفاضتهم السلمية والخاطفة، بإمكانهم في نهاية العام 2011 أن يفاجئوا الجميع بكيفية التعامل مع بعضهم بعضاً بصورة مدنية، وكيف يقبلون بالاختلاف داخل حدود الوطن، ويؤسسون لحياة دستورية تستوعب الإسلامي الذي لا يلغي العلماني، كما تستوعب العلماني الذي لا يلغي الإسلامي.

لطالما تحدث رئيس حزب النهضة الشيخ راشد الغنوشي عن الديمقراطية والتعددية، حتى استحق أن يسمى «شيخ الديمقراطية» في أوساط الإسلاميين... كان ذلك في فترة التنظير وفي المهجر، والآن لدى الغنوشي وحزب النهضة الفرصة لإثبات أقوالهم عبر الأفعال، ولإثبات أن الإسلامي ليس أقل من غيره في الاعتراف بالآخر، والتعايش مع الآخر... وليس أقل من غيره في حماية حقوق الأفراد، وحقوق المرأة، وحقوق الأقليات، كل ذلك على أساس المواطنة الراسخة ضمن مؤسسات ديمقراطية. أفرحونا أيها التونسيون بديمقراطية نفخر بها أمام العالم

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3334 - الأحد 23 أكتوبر 2011م الموافق 25 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 6:37 ص

      فكما فرحنا لتونس نفرح ل

      الحمد لله الذي بلغنا عهدا من الحرية والديمراطية بداء ربيعه في تونس الحبيبة والتي تبعد عنا الاف الكيلومترات ولكنها في قلوبنا ، نتمى للشعب التونسي النجاح والتوفيف ، فكما فرحنا لتونس فرحنا لارض الكنانة مصر ، ونفرح الان للشعب الليبي الذي اعلن اليوم تحرير ليبيا بعد ظلام دامس وحكم متجبر ، فرعون موسى سمعنا عنه،ولكن رأينا بأم أعيننا الشاه وصدام وزين العابدين والقذافي وقريبا صالح ، هذا هو وعد الله يهلك ملوكا ويستخلف أخرين والبقية تأتي إن شاءالله لبقية الشعوب المقهورة المظلومة المستضعفة .

    • زائر 19 | 6:24 ص

      البحرين جميله

      وتوافد علينا كل الجنسيات في العالم كي ينعمو من الخير والأمان و البحريني ...........

    • زائر 18 | 5:53 ص

      زائر 9 تعجبني

      خخخخخخخخ.....في الصميم

    • زائر 17 | 5:25 ص

      رد علي 12

      اللهم خلي لنا ملكنا ولا تغير علينا..تاج راسنا وخليجنا العربي خليج الخير الي يتمني كل واحد في العالم ان ينال من خيرة وتتوافد علينا كل الجنسيات في العالم كي ينعمو من الخير والأمان الي محسودين عليه

    • زائر 16 | 5:10 ص

      يستحقون ذلك

      مبروك لهم هذا العرس الجماعي .. مبروك لهم مشاركتهم بالعز وفخر في الانتخابات وان شاء الله الربيع العربي يعم كل الشعوب الثائرة ..

    • زائر 15 | 3:19 ص

      مبروك.. تونس حرة

      لماذا في تونس نفخر بالعرس الديمقراطي الذي لم يتحقق لو لا الثورة ضد من استبد برأيه لعدة سنين؟؟؟؟. فها هم يشكلون المجلس التأسيسي ليبنو قواعد صلبه و صحيحه لدمقراطية حقيقية.. و لماذا لا نوبخهم و نقول لهم أنتم تقفزون على المراحل و هذا ليس في صالحكم؟؟

    • زائر 14 | 2:59 ص

      الحمدلله

      إيه يا أستاذي العزيز لقد أنتصر الشعب التونسي و تخلص من قيود العبودية

    • زائر 13 | 2:58 ص

      ولا تنتظروا المصير الذي ينتظر لكم من شعوبكم

    • زائر 12 | 2:48 ص

      لحن الحياة

      إذا الشـــعبُ يومًــا أراد الحيــاة
      فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ

      ولا بــــدَّ لليـــل أن ينجـــلي
      ولا بــــدّ للقيـــد أن ينكســـرْ

      ومــن لــم يعانقْـه شـوْقُ الحيـاة
      تبخَّـــرَ فــي جوِّهــا واندثــرْ

      أبوالقاسم الشابي

    • زائر 10 | 2:16 ص

      نتمني لكروبي والمعتدلين

      ان ينقذو ايران من الدكتتورية التي تدوس رقابهم

    • زائر 9 | 2:03 ص

      الفال حق سوريا

      اتمنى من الاخوة الديمقراطيون ان لا ينسون سوريا

    • زائر 8 | 1:59 ص

      للجميع

      المجلس التاسيسي للجميع
      صوت لكل مواطن للجميع
      حكومة منتخبة للجميع
      توزيع الثروة للجميع
      البحرين للجميع

    • زائر 7 | 1:32 ص

      علامات نجاح ثورتهم

      قلة تعدد المذاهب ولا يوجد حقد دفين وناس تبي تأخذ الثار

    • زائر 6 | 1:31 ص

      القيد قد انكسر

      القيد قد انكسر على صخرة العزيمة والاصرار , و الليل قد انجلى بعزيمة الشعب التونسي .

    • زائر 5 | 1:27 ص

      مبرووك لهم

      شكرا يا دكتور على مقالك الرائع , و ان شاء الله نرى كل دول العالم تسير على خطى تونس

    • زائر 4 | 1:24 ص

      أبشر ايها الشعب العربي

      فأول الغيث قطرة
      شكرا لتونس

    • زائر 3 | 1:06 ص

      الحرية للتوانسة

      والله دمعة عينى وانا ارى العرس الديمقراطي الحقيقي وطوابير الناخبين الطويله وصوت لكل مواطن . الا يستحق العرب كلهم !!

    • زائر 2 | 11:08 م

      هنا الغبطة

      بلد ابو القاسم الشابي تونس الخظراء امس عرس وطنياً و عربي قلبً واحد عندهم ليس عندنا والسب الكبير ليس فيه دخلاء نبارك لهم ونتمنا لانفسنا هي الغبطة .

    • زائر 1 | 10:47 م

      الكلمة أمانة

      الكلمة أمانة فإما أن تسخرها لنصرة ظالم أو لنصرة مظلوم , إما أن تسخرها لنصرة الحق أو لنصرة الباطل, إما لنصرة الديمقراطية والحرية الحقة وإما لنصرة الإستبداد والديكتاتوية المغلفة بعناوين براقة كاذبة ومخادعة.. وأخيرا كل إناء بالذي فيه ينضح ...

اقرأ ايضاً