العدد 3343 - الثلثاء 01 نوفمبر 2011م الموافق 05 ذي الحجة 1432هـ

إرث القذافي لليبيا... غاز الخردل

المواقع تحت المراقبة منذ اندلاع الحرب

تولت خلية خاصة عملت بعيدا عن الأنظار خلال أشهر الحرب في ليبيا، حراسة غاز الخردل الذي كدسه الزعيم الليبي السابق معمر القذافي وأخفى قسما منه عن الأمم المتحدة.

وأعلن النظام الليبي الجديد الاثنين (1 أكتوبر/تشرين الثاني 2011) وجود موقعين لتخزين غاز الخردل في مكان سري. ويحتوي الأول على أسلحة «جاهزة للاستخدام العسكري الفوري»، كما ذكر الخبير الليبي يوسف صفي الدين، المسئول عن هذا الملف.

وتنجم عن غاز الخردل حروق كيميائية خطرة في العيون وعلى الجلد وفي الرئتين.

وأضاف صفي الدين أن «هذين الموقعين الآمنين» اللذين حرص معمر القذافي على إخفائهما عن الأمم المتحدة، لا يتسببان بأي خطر صحي.

وكانت الأمم المتحدة على علم بموقع ثالث فتشته في 2004 قرب ودان (جنوب) في واحة الجفرة وبدأ التخلص من مخزونه من الغاز في 2010 بإشراف دولي، واستمرت العملية حتى فبراير/شباط 2011 لدى اندلاع الانتفاضة.

وقد «أبطل مفعول» كمية غاز الخردل التي بقيت فيه (11,25 طنا) من خلال إضافة مواد تقلص كثيرا من سميته، كما قال صفي الدين.

وكان هذا المنتج الخطر مثار اهتمام بالغ منذ بداية النزاع الذي عملت خلاله خلية مؤلفة من تقنيين محليين ومن الحلف الأطلسي من بنغازي، مهد التمرد، بعيدا عن الأنظار، على الأسلحة الكيميائية والمعدات النووية في البلاد.

وكان يتولى رئاسة الخلية «اللواء عبد الفتاح يونس» القائد العسكري للثوار ووزير الداخلية السابق الذي اغتيل في 28 يوليو/تموز في ظروف غامضة، كما قال صفي الدين الذي كان عضوا فيها.

ويتذكر صفي الدين أن «المرحلة الأولى كانت تقضي بمراقبة الأسلحة الكيميائية التي كان القذافي يشرف عليها ومنعه من استخدامها».

ويقول منصور ضو قائد الكتائب الأمنية في نظام القذافي والمسجون في مصراتة (215 كلم شرق طرابلس) إن «القذافي تخلى بسرعة عن فكرة استخدام أسلحة كيميائية. فالأميركيون كانوا يراقبونها عن كثب ولم يكن في وسعنا الاقتراب منها»، ولم تتعرض للقصف من الجو.

وحرصت خلية بنغازي السرية أيضا على استعادة الكميات الضئيلة من المواد المشعة المستخدمة في الصناعة الليبية وخصوصا الكوبالت 60 الذي كان يمكن استخدامه لصنع قنبلة «قذرة» تنشر ذرات مشعة.

وذكر صفي الدين إن «المرحلة الثانية كانت تقضي بمراقبة جميع المواقع الكيميائية. ولقد استولت عليها قواتنا الواحد تلو الآخر».

ووزعت أيضا أعداد كبيرة من أقنعة الوقاية من الغاز على المقاتلين منها أكثر من عشرة آلاف في مايو/أيار في مصراتة،التي كانت طردت لتوها قوات القذافي بعد معارك ضارية وحيث تفشت شائعات عن التهديد الكيميائي.

ويتخذ اليوم فريق من الأميركيين والليبيين منهم صفي الدين من ودان مقرا لهم للاهتمام بهذه المسألة. ويرفض الأميركيون الرد على أسئلة الصحافيين حول هذا الموضوع. ويؤكد مسئول عسكري كبير في مصراتة بعد لقاء معهم «إنها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه)».

ويؤكد صفي الدين والمقاتلون المحليون إن حراسة غاز الخردل في ودان، كما في الموقعين السرييين، مشددة.

ويقول المقاتل أحمد مصراتي مازحا «قبل ثلاثة أسابيع، دمرت سيارة اثنين من المقاتلين في غارة جوية عندما اقتربا كثيرا من المواقع المحصنة التي تحتوي على الغاز» في ودان، من دون أن يصاب احد.

ويؤكد صفي الدين أن قنابل صوتية استهدفت مقاتلين آخرين كانوا يتدربون قرب الموقع قبل أيام، ويضيف إن كل متطفل يعرض نفسه لغارة جوية إذا ما اقترب اقل من 50 مترا عن المواقع «الكيميائية» المحصنة.

وتبنى مجلس الأمن الدولي الاثنين قرارا دعا فيه ليبيا والبلدان المجاورة إلى وقف انتشار الأسلحة التي كدسها القذافي في المنطقة

العدد 3343 - الثلثاء 01 نوفمبر 2011م الموافق 05 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً