العدد 3376 - الأحد 04 ديسمبر 2011م الموافق 09 محرم 1433هـ

قصة فنجان القهوة ونهاية العالم!

يقول الذوَّاقة، إن أحد أفضل فناجين القهوة التي يمكن تذوقها في العالم أجمع هو الذي يقدِّمه مقهي «سانت إيوستاكيو» الواقع في قلب «المدينة الخالدة» روما. ربما، فالواقع هو أن هذا المقهي أصبح منذ العام 1938 مقصداً لمئات الآلاف من الزبائن من ذوَّاقة القهوة الذين يتهافتون عليه ويقفون في طوابير طويلة أحياناً انتظاراً للفنجان الموعود.

هناك العديد من الأساطير بشأن سر مذاق هذه القهوة ونكهتها وعطرها الخاص بها دون غيرها. فصحيح أنه يجري تحميص البن حتى الآن على الحطب، وإن كان البعض يقولون إن خصوصيتها تكمن إلى حدٍّ كبير في نوعية المياه النقية المستخدمة في إعدادها والتي تأتي من قناة مياه قديمة.

إذا كان الأمر كذلك فلن يكون غريباً، فمن المعروف أن بعض المباني القديمة في روما لاتزال تتلقي المياه من مثل هذه القنوات.

بَيْد أن الأمر لا ينتهي عند هذا الحدِّ؛ إذ يشير آخرون إلى أن السرَّ يكمن في لحظة التحضير، وهي الأسطورة التي تغذيها حقيقة أن موقع تحضير القهوة لا يسمح لأي زبون بأي حال من الأحوال أن يدخله أو يشهد تفاصيل إعداد فنجان القهوة ذائع الصيت في العالم أجمع. وأياً كان السر ومفتاحه، فمن شبه المستبعد أن يعي أي من ملايين المتردّدين على المكان حقيقة أن البن المستخدم في هذا المقهى إنما يأتي من خلال «التجارة العادلة»، وخاصة من خلال منظمة Altromercato الإيطالية. هذه المنظمة رائدة في مجال «التجارة العادلة» منذ سنوات طويلة. فمن خلالها، وبفضل الاتصالات المباشرة والرحلات المنتظمة إلى المناطق المنتجة، يتغذي مقهي «سانت إيوستاكيو» الشهير بأفضل أنواع البن من البرازيل وإثيوبيا وغواتيمالا وجمهورية الدومينيكان وجزر غالاباغوس وسانتا إيلينا. كل هذا في ظل احترام مبادئ «التجارة العادلة» والإنتاج العضوي. فكما يذكر أصحاب المقهي، يعني استخدام منتجات «التجارة العادلة» دفع سعر عادل، أعلى من أسعار السوق العادية، وتكوين علاقات تجارية طويلة الأمد، بغية ضمان تمويل مشاريع التنمية المحلية البيئية والاجتماعية في البلدان المنتجة.

وهناك ما هو أكثر من ذلك، فيعني شراء مثل هذا البن العادل والتضامني إقامة صلة أكثر مباشرة ومحدَّدة بين المحمِّصين والمزارعين؛ ما يسهم في ضمان جودة المنتج من كل من الطرفين.

وبهذا يقضي مثال هذا المقهي المرموق - الذي تردَّدت عليه قائمة لا تنتهي من المشاهير - على مختلف ضروب الأحكام المسبقة، ليصبح نموذجاً يحتذى.

مانويل مانونييس

وكالة إنتر بريس سيرفس

العدد 3376 - الأحد 04 ديسمبر 2011م الموافق 09 محرم 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً