العدد 3414 - الأربعاء 11 يناير 2012م الموافق 17 صفر 1433هـ

عودة هنري المذهلة تتناقض مع الفشل المعتاد لنجوم الماضي

لم ينجح العديد من الرياضيين المتقدمين في السن في مقاومة إغراء العودة للمنافسات لكن قليلين فقط عادوا بنفس روعة تييري هنري مع أرسنال في الملعب الذي شهد في الشهر الماضي فقط وضع تمثال برونزي له تخليدا لانجازاته.

وأحرز المهاجم الفرنسي البالغ عمره 34 عاما والعائد إلى ارتداء قميص أرسنال لأول مرة منذ نحو 5 سنوات هدفا بعد 10 دقائق فقط من دخوله كبديل ضد ليدز يونايتد في كأس الاتحاد الانجليزي لكرة القدم يوم الاثنين وهو كان الهدف الوحيد في مباراة الفريقين بالدور الثالث للمسابقة.

ووصف المدرب آرسين فينغر ذلك بأنه "حلم" وبالنسبة لمشجعي أرسنال وكل الرومانسيين الذين يحبون الإثارة كانت اللحظة ساحرة حقا.

وسجل هنري -الذي ترك أرسنال العام 2007 وهو هداف الفريق على مر العصور محرزا 226 هدفا في 370 مباراة- هدفه رقم 227 مع النادي اللندني في ظهوره رقم 371 معه.

وبعد عودته إلى أرسنال بعقد إعارة قصير الأمد خلال فترة ما قبل انطلاق موسم دوري المحترفين الأميركي لكرة القدم إذ ينهي مسيرته مع نيويورك رد بولز شعر هنري بالإثارة أيضا.

وقال المهاجم الفرنسي: "لم أظن مطلقا أنني سألعب مجددا لأرسنال أو أسجل هدف فوز. ببساطة أحب هذا النادي وأتمنى النجاح في تقديم المزيد".

وتابع "أتمنى ألا يكون الهدف الأخير. الشعور الذي انتابني عندما سجلت الهدف كان مذهلا".

وأضاف فينغر "إنه أسطورة بالفعل والليلة أضاف القليل الى ذلك بهذا الهدف".

ومضى المدرب الفرنسي قائلا: "كان الأمر بمثابة الحلم. إنها قصة من الممكن روايتها للأطفال الصغار إذا أردت أن تحكي لهم قصة حول كرة القدم. لسوء الحظ لا تسير الأمور هكذا في لعبتنا. لكن ذلك حدث الليلة".

وأجبر هدف هنري الجميع على القيام من مقاعدهم في المدرجات، حتى الأسطورة الإنجليزي ديفيد بيكهام وأطفاله.

وأشار فينغر إلى أنه "يمكننا تمديد عقد هنري لمدة 8 أسابيع، ثم عليه أن يعود إلى نيويورك مباشرة".

ويعتزم فينغر الدفع بهنري بجوار فان بيرسي خلال المباراة على ملعب سوانسي سيتي يوم الجمعة المقبل، من أجل الاستفادة من خبرة مهاجمه الفرنسي بجانب مهارة فان بيرسي. وجاءت عودة هنري بعد عودة مماثلة لبول سكولز مع مانشستر يونايتد في مباراته ضد مانشستر سيتي في كأس الاتحاد الانجليزي يوم الأحد بعد أن أعلن اعتزاله كلاعب في نهاية الموسم الماضي.

ومثل هنري استفاد سكولز (37 عاما) من أعوام من التدريب بأفضل الوسائل وأنظمة الغذاء المتوازنة والعلاج الطبي المتطور وبعد الحفاظ على لياقته مع بدلاء يونايتد منذ الصيف الماضي بدا وكأنه لم يبتعد عن الملاعب.

ومع ذلك يقول كثيرون إنه لا يجب على الرياضي أن يعود أبدا والرياضة مليئة بالعديد من اللاعبين الذين لطخوا سمعتهم بتجاهل هذه الحقيقة.

والبعض نجح بالفعل ولاقى أيان راش نجاحا في ثاني فترة له التي استمرت 8 سنوات مع ليفربول مثلما كان في أول 7 أعوام هناك بعد أن لعب لموسم واحد غير ناجح مع يوفنتوس.

كما لعب يورغن كلينسمان لفترتين مع توتنهام هوتسبير ويقدره النادي اللندني كثيرا بينما استمتع البرازيلي جونينيو بثلاث فترات مختلفة ناجحة مع ميدلسبره.

وكان للفارس ليستر بيجوت أيضا عودة ناجحة إلى سباقات الخيول وعمره 54 عاما في 1990 بعد 5 سنوات من الابتعاد عن المنافسات بينها عام ويوم في السجن بسبب التهرب الضريبي.

وعاد رياضيون آخرون بعد المرض أو الإصابة وحققوا نجاحات مفاجئة إذ فاز نيكي لاودا بلقب بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات العام 1977 بعد معاناته من إصابات خطيرة ودخوله في غيبوبة إثر حادث مروع في سباق جائزة ألمانيا الكبرى في العام السابق.

وتغلب لانس ارمسترونج على إصابته بالسرطان ليفوز بسباق فرنسا للدراجات 7 مرات، بينما كان الكرواتي جوران ايفانيسفيتش على مشارف الاعتزال قبل أن يبدل رأيه ويفوز بلقب بطولة ويمبلدون للتنس بعد مشاركته ببطاقة دعوة خاصة في 2001.

لكن هناك من يقول انه يتعين على هؤلاء الذين يعتزلون عدم العودة وان عليهم أن يتذكروا قولا رياضيا مأثورا آخر: كلما كبر سنك كلما كانت صورتك أفضل.

وحاول لاعب التنس بيورن بورغ وسائق فورمولا 1 مايكل شوماخر والسباح الاولمبي مارك سبيتز العودة في الماضي وأخفقوا جميعا في استعادة السحر الذي منحهم مكانتهم العالية.

والسويدي بورج واحد من أعظم لاعبي التنس على مر العصور وأحرز 11 لقبا في البطولات الأربع الكبرى من بينها 5 ألقاب متتالية في ويمبلدون قبل أن يعتزل في 1983 وعمره 26 عاما.

وحاول بورج العودة لملاعب التنس في 1991 مستخدما مضربه الخشبي القديم لكنه فشل في الفوز بأي شيء قبل أن يعتزل مجددا بعد عامين.

وكان وقع عودة السباح الأميركي سبيتز أقوى. فقد سجل سبيتز رقما قياسيا اولمبيا وعمره 22 عاما عندما نال 7 ذهبيات في دورة اولمبية واحدة في ميونيخ العام 1972 ثم اعتزل قبل عودته بعد 20 عاما ليفشل كما هو متوقع في حجز مكان ضمن الفريق الأميركي المشارك في دورة برشلونة 1992.

وهناك أيضا الألماني شوماخر الذي أحرز 7 ألقاب في فورمولا 1 وينظر إليه كواحد من أعظم السائقين على الإطلاق. وقرر شوماخر العودة إلى الحلبة وعمره 41 عاما في 2010 وتفوق عليه منذ ذلك الوقت السائقون الأسرع والأصغر سنا

العدد 3414 - الأربعاء 11 يناير 2012م الموافق 17 صفر 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً