العدد 3432 - الأحد 29 يناير 2012م الموافق 06 ربيع الاول 1433هـ

هل تحل لعنة النفط القذر على صربيا؟

جاء في حكاية قديمة صربية، أن الله قال لرجل فقير وهو يدخل منجم ذهب: «بغضِّ النظر عمَّا ستفعله داخل المنجم، فستندم عندما تخرج منه!». والمقصود أن الرجل إذا أخذ بعض الذهب، فسيندم على أنه لم يأخذ أكثر (...) وإذا لم يأخذ أي ذهب على الإطلاق، فسيندم على عدم أخذه أي ذهب على الإطلاق!

تجد صربيا الحديثة نفسها الآن في وضع مشابه لبطل هذه الحكاية القديمة. فقد اكتشف الخبراء أن بضع مناطق جنوب شرق البلاد ترقد على ملياري طن من الصخر الزيتي الذي يمكن معالجته ليتحول إلى نفط تبلغ قيمته نحو 60 مليار دولار في العقد المقبل.

بل وهناك المزيد؛ فمن المقدَّر أن يجني إدخال وتطبيق التكنولوجيات الكافية لتحويل الخام إلى مشتقات، ما بين 120 و 180 مليار دولار، وفقاً لدراسات أجرتها معاهد التعدين المحلية والدولية ووزارة البيئة والتعدين الصربية، حرصت كل الحرص على إحاطتها بالسرية التامة حتى هذا الشهر. «هدفنا هو أن ندخل أحدث التقنيات العالمية لتحويل الصخر الزيتي إلى مورد من شأنه أن يحسِّن بشكل كبير ميزان الطاقة في صربيا»، بحسب ما أكد وزير البيئة والتعدين، أوليفر دوليتش، خلال زيارة أخيرة لبلدة أليكسيناتش الصغيرة، على بعد نحو 210 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة. يذكر، أن هذه البلدة ومناجم الفحم الواقعة في المناطق المحيطة - والتي أغلقت منذ وقوع كارثة أودت بحياة 90 من عمال المناجم في الثمانينيات - ترقد على الحيِّز الأكبر من احتياطي الصخر الزيتي.

هذا، وتمكنت صربيا بالكاد على مدى السنوات القليلة الماضية، من الوقوف على قدميها وسط تباطؤ الاقتصاد العالمي، لكنها تدفع ثمن تحسنها الاقتصادي المعتدل على شكل ارتفاع معدّلات البطالة وتواضع الرواتب والأجور.

وارتفع معدَّل البطالة في البلاد إلى 23.7 في المئة في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، بالمقارنة بنسبة 19 في المئة في العام 2010. وأعلن مكتب الإحصاءات الوطنية أن هذا هو أعلى مستوى للبطالة منذ الإطاحة بالدكتاتور السابق سلوبودان ميلوسيفيتش منذ أكثر من عشر سنوات مضت.

وعلى رغم التفاؤل بأن يوفر قطاع النفط الجديد فرص عمل للعديد من الأهالي، ولاسيما الشبان، فقد حذر العديد من الخبراء من «حكاية النفط» هذه والجانب المظلم لها الذي لا يدركه عامة الناس؛ أي أن طريقة استخراج الخام من الصخر الزيتي هي «أقذر التكنولوجيات» في عالم اليوم، وتأتي آثارها بالدمار على البيئة بشكل لا رجعة فيه.

وفي غضون ذلك، أولت وسائل الإعلام الصربية اهتماماً ضئيلاً بالجدال الدائر حول وسائل استغلال الصخر الزيتي والحملات الدولية المتزايدة ضدها. ومن ثم، يبدو أن تداعيات المشروع الخطيرة على البيئة قادمة لا محالة، لتحل لعنة النفط القذر.

فيسنا بيريتش زيمونيتش

وكالة إنتر بريس سيرفس

العدد 3432 - الأحد 29 يناير 2012م الموافق 06 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً