العدد 3455 - الثلثاء 21 فبراير 2012م الموافق 29 ربيع الاول 1433هـ

اليمن يقترع لمرشح وحيد وصناديق الاقتراع تغيب عن قطبيه

تظاهرة للحوثيين ضد انتخابات الرئاسة الشكلية
تظاهرة للحوثيين ضد انتخابات الرئاسة الشكلية

اقترع اليمنيون أمس الثلثاء (21 فبراير/ شباط 2012) للمرشح التوافقي والوحيد عبدربه منصور هادي ضمن استحقاق تاريخي يطوي صفحة حكم الرئيس علي عبدالله صالح، في ظل أعمال عنف في الجنوب بين القوات الحكومية والانفصاليين المتشددين الرافضين للانتخابات.

وانطلقت عمليات التصويت في الساعة الثامنة صباحاً وسُجِّل إقبال كثيف مع تقدم ساعات النهار، وخصوصاً في العاصمة (صنعاء)، ولكن في ظل مقاطعة كبيرة في مناطق المتمردين الحوثيين في شمال اليمن واضطرابات في الجنوب حيث ينشط التيار الانفصالي. وأكد الرئيس اليمني المقبل أثناء إدلائه بصوته في صنعاء وسط تدابير أمنية مشددة، أن استحقاق الانتخابات هو «أغلاق لصفحة الماضي...».


صناديق الاقتراع تغيب عن شمال وجنوب البلاد

اليمنيون يقترعون لمرشح وحيد ويطوون صفحة صالح

صنعاء - أ ف ب

اقترع اليمنيون أمس الثلثاء (21 فبراير/ شباط 2012) للمرشح التوافقي والوحيد عبدربه منصور هادي ضمن استحقاق تاريخي يطوي صفحة حكم الرئيس علي عبدالله صالح، في ظل أعمال عنف في الجنوب بين القوات الحكومية والانفصاليين المتشددين الرافضين للانتخابات.

وانطلقت عمليات التصويت في الساعة الثامنة صباحاً وسجل إقبال كثيف مع تقدم ساعات النهار، وخصوصاً في العاصمة صنعاء، ولكن في ظل مقاطعة كبيرة في مناطق المتمردين الحوثيين في شمال اليمن واضطرابات في الجنوب حيث ينشط التيار الانفصالي. وأكد الرئيس اليمني المقبل أثناء إدلائه بصوته في صنعاء وسط تدابير أمنية مشددة، أن استحقاق الانتخابات هو «إغلاق لصفحة الماضي وفتح لصفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها مستقبل اليمن الجديد».

ووصل عبدربه منصور هادي بالسيارة إلى مركز الاقتراع الذي يبعد مئات الأمتار فقط عن منزله، وكان محاطاً بتدابير أمنية مشددة عزاها مقربون منه إلى مخاوف من تعرضه لاعتداء. وقالت رئيسة المركز الانتخابي المخصص للنساء عبير العفيفي لوكالة «فرانس برس»: «لقد دهشنا بالإقبال وبتدافع النساء حتى قبل موعد الاقتراع».

من جهته، قال الناخب محمد العرامي (35 عاماً) الذي اعتصم لأشهر في صنعاء ضد صالح «على رغم الانتماء السياسي والعسكري لهادي إلا أنني سأنتخبه من أجل أمن واستقرار اليمن». ويأخذ التصويت طابعاً رمزياً إلى حد بعيد إذ يحظى هادي بدعم غالبية القوى السياسية في البلاد، ويأتي انتخابه في إطار اتفاق المبادرة الخليجية الذي تخلى بموجبه صالح عن السلطة لنائبه، أي هادي نفسه، مقابل حصوله على حصانة من الملاحقة.

وبعد عام من الاحتجاجات، يصبح صالح المتواجد حالياً في الولايات المتحدة للعلاج أول رئيس في دولة من دول الربيع العربي يتنحى عن السلطة بموجب اتفاق سياسي، وذلك بعد حكم استمر 33 عاماً. وقد دعا صالح اليمنيين إلى الاقتراع لهادي الذي ظل موالياً له لسنوات كثيرة.

من جهتها، قالت الناشطة المعارضة وحائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن الانتخابات الرئاسية «يوم عيد بالنسبة لليمنيين لأنه يوم رحيل علي عبدالله صالح وإنهاء حكم المستبد والظالم وإنهاء فترة من الزمن عبث بها صالح واستمرت 33 عاماً». وقالت كرمان «ندعو الرئيس الانتقالي الجديد إلى أن يعمل من أجل الشباب وإلا فإن ساحات الاعتصام موجودة وستظل كلجان مراقبة على حكومة الوفاق وعلى الرئيس المنتخب».

وحذرت كرمان هادي من أنه «إذا لم يحقق أهداف الثورة، فكما أسقطنا الأول سنسقط الثاني بأيدينا». وكانت كرمان تدلي بصوتها في مركز اقتراع نسائي بالقرب من جامعة صنعاء أمام ساحة التغيير التي اعتصمت فيها مع آلاف الشباب اليمنيين من أجل المطالبة بإسقاط نظام صالح.

أما اللواء النافذ علي محسن الأحمر الذي شكل انشقاقه عن صالح وانضمامه للمحتجين تحولاً كبيراً في المشهد السياسي اليمني، فقال لدى إدلائه بصوته في صنعاء «أنا سعيد جداً بهذا اليوم لأنه يوم انتقال السلطة سلمياً وهذا يبشر بعهد جديد وبمستقبل باهر لليمن». وأضاف «إن شاء الله تحت قيادة عبدربه منصور نبني اليمن الجديد».

وتغيب عمليات الاقتراع عن مناطق شمالية تعد معقل المتمردين الحوثيين، كما تغيب أيضاً عن المناطق التي تسيطر عليها «القاعدة» في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين.

وكذلك غابت صناديق الاقتراع عن مناطق واسعة من محافظتي لحج والضالع الجنوبيتين حيث ينشط الحراك الجنوبي، كما سجلت أعمال عنف متفرقة واشتباكات بين القوات الحكومية والانفصاليين الجنوبيين المتشددين الرافضين لإقامة الانتخابات الرئاسية، بحسب مصادر أمنية وناشطين.

وأسفرت هذه المواجهات في المكلا بحضرموت (جنوب شرق) وفي لحج وعدن عن مقتل عسكريين اثنين ومحتج وطفل. وفي عدن، كبرى مدن الجنوب، شهدت أحياء دار سعد والمنصورة والمعلا وخور مكسر وكريتر توترات شديدة ومواجهات فيما أعرب سكان عن خوفهم من الاقتراع في ظل انتشار عمليات تبادل إطلاق النار.

وفي حي المعلا، أقدم أنصار الحراك على اقتحام ثلاثة مراكز انتخابية هي أبوبكر الصديق والشهيدة فاطمة و14 أكتوبر، وقاموا بمصادرة صناديق الاقتراع وإحراق مبنى أحد المراكز بحسب شهود عيان.

وذكر شاهد أن أنصار الحراك «يمزقون البطاقات الانتخابية في الشارع الرئيسي وبعضهم يحمل السلاح ويطلق أعيرة نارية».


مبعوث أممي: الانتخابات بداية طريق صعب

صنعاء - أ ف ب

رأى مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر أن الانتخابات التي نظمت أمس الثلثاء (21 فبراير/ شباط 2012) ليست إلا بداية لطريق «صعب وشائك» رسم ملامحه اتفاق انتقال السلطة الذي جنب اليمنيين الانزلاق إلى الحرب الأهلية.

ولعب بن عمر دوراً محورياً في التوصل لاتفاق انتقال السلطة وفي تطبيقه، وهو اتفاق قبل بموجبه الرئيس علي عبدالله صالح ترك السلطة بعد 33 عاماً أمضاها في رئاسة اليمن مقابل حصوله مع معاونيه على حصانة من الملاحقة. وقال المبعوث في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» في صنعاء إن انتخاب المرشح التوافقي والوحيد عبدربه منصور هادي رئيساً جديداً لليمن هو «بداية طريق صعب وشائك، ولكن هناك أمل».

وبحسب بن عمر، فإن اليمنيين «أدركوا أنه لا يمكن أن يكون هناك غالب ومغلوب وفي المقابل، قام المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة بالمساعدة على التوصل إلى الاتفاق السياسي». ورأى هذا الدبلوماسي الأممي المخضرم والمغربي الأصل أن اليمن يواجه «أخطاراً كثيرة، أولها انعدام الثقة بين الأطراف السياسية».

أما أبرز المخاطر الأخرى فهي على حد قوله «تدهور الوضع الأمني وانعدام وجود الدولة في عدد من المناطق وكذلك الوضع الإنساني الخطير». وكان اليمن دخل دوامة خطيرة من الاضطراب والعنف مع اندلاع حركة احتجاج شعبية مطالبة بإسقاط نظام صالح قبل أكثر من عام ومع انتشار العنف بين الموالين والمعارضين لصالح في ظل تدهور للوضع الإنساني والاقتصادي وانحسار لسيطرة الدولة على أراضيها، ما سمح بتمدد تنظيم «القاعدة» في الجنوب.

وبعد أشهر من المناورة، وقع صالح في النهاية اتفاق المبادرة الخليجية لنقل السلطة. وبموجب هذا الاتفاق شكلت حكومة وفاق وطني كما شكلت لجنة عسكرية لرفع المظاهر المسلحة ولإعادة هيكلة المنظومة الأمنية والعسكرية التي يسيطر أقرباء صالح على مناصب حساسة فيها. وما زال أقرباء صالح في مواقعهم لاسيما نجله أحمد الذي يقود الحرس الجمهوري.

وبشأن هذا الموضوع قال بن عمر إنه «لا بد من إعادة هيكلة» الجيش كما هو منصوص عليه في اتفاق انتقال السلطة.

وقال «هناك إجماع بين اليمنيين وفي إطار الاتفاق أنه يجب إعادة هيكلة الجيش، لكن هذا مشروع طويل المدى ولن يتم في ظرف شهر أو شهرين أو ثلاثة».

وبن عمر الذي بذل جهوداً جبارة في التوسط بين أطراف النزاع للتوصل إلى صيغة لآلية تنفيذية للمبادرة الخليجية، يذكر بأن المرحلة المقبلة عنوانها الحوار. وقال بن عمر الذي يزور اليمن للمرة التاسعة، إن الانتخابات الرئاسية المبكرة «هي حلقة في إطار خريطة الطريق التي تم الاتفاق عليها في الرياض وهي بداية المرحلة الانتقالية الثانية ومدتها سنتين».

وأضاف «خلال هذه المرحلة سيتم تنظيم حوار وطني واسع تساهم فيه جميع الأطراف وخصوصاً الأطراف التي لم تشارك حتى الآن في العملية السياسية أي الشباب المعتصمون والمتمردون الحوثيون والحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال

العدد 3455 - الثلثاء 21 فبراير 2012م الموافق 29 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 2:44 م

      ليس كلما قلته صحيح يا معلق 4

      الى المعلق رقم 4 شكلك تحلم باشياء مستبعده ههههههههههههههههههههههههههههههههههه
      يا حبيبي اذا كنت تجهل حكمة اليمنيين فهذا شانك خليك على جهالتك لا يصح الا الصحيح
      اين انت في عام 89 وو 90 عندما طالب زعيمك المشرد علي البيض ( ملحم زين ) بالوحدة الاندماجية التي كنا نرفضها تماما بالشمال ولكن قبلناها لاسباب ان الارض هي واحدة وبسب الاستعمار البغيض قسمت الى شطرين
      لماذا لم تخر ج في ذلك الوقت وتوقفه عند حده وتطلب منه استفتا يا غبي
      الان عندما اصلحنا كلما افسدتوه تريد ان تغرد خارجا عليك ان تتبعه احسن لك

    • زائر 6 | 10:05 ص

      +6+56l,h'k uvfd pv

      طبعا الفرس هم الوحيدين الاعداء الحقيقين للعرب جميعا عجبي. اما الصهيانه فهم احباب الله في الارض المسالمين تماما دنيا مقلوبه الحق باطل والباطل حق
      صدام 99 في المئة مبارك 99 في المائة وباقي الدول العربيه 100 في المئة لانه لايوجد اي سباق رئاسي في الاصل يالله نبلعها ونسكت ضغط سكر قولون موت ياانسان عربي مسلم قبل يومك؟!!!!!!

    • زائر 5 | 6:30 ص

      ليس كل ما تقولة صحيحا رقم2

      الجنوبين رفضو الانتخابات المزيفة لانريد وحدة هذا شعار الجنوبين فك الارتباط مع الشمال هذا حق من حقوق الجنوبين انت اكيد من الذي نهبو الاراضي الجنوبية وخايف على المصالح الشخصية فهاذا حال الكثيرين من السرق من حكومتكم فلاداعي لتضليل الحقايق

    • زائر 4 | 6:24 ص

      يمن الايمان والحكمــــة

      إن الانتخابات باليمن أنهت حكم الفساد وستعود اليمن السعيد بحكمة اهلها الشعب الاصيل ألذي هو اصل العرب وسيتم تطهير اليمن من بعض الافكار الاجنبية وبعض البدع التي دخلت الينا من الفرس ولن تكون هناك اي علاقات مع دول الاستكبار والاطماع مثل إيران وسيتم تحويل اليمن الى بلد سياحي وزراعي وستكون جنة البلدان وبيت (العرب )الجميل

    • زائر 3 | 3:30 ص

      ليس كل ما تقولوه وتكتبوه صحيحا

      الانتخابات اجريت بجو هادئ وكان الاقبال كبير جدا فاق التوقعات وخاصة في عدن وحضرموت صنعاء وتعز واب والحديدة وذمار ولحج وابين وشبوة والضالع وكل محافظات اليمن كانت النسبة كبيرة جدا الى حد ان بطاقات الاقتراع نفذت في كثير من المحافظات وخاصة عدن وتعز وحضرموت هذا ان دل على شيء فانما يدل على اليمنيون يرفضون العنف ويرفضون ايضا من يحاول ان يتدخل في شؤنهم الداخلية بعض المرتزقة في محافظات الجنوب وصعدة حاولو ان يعكرو صفو الاجواء لكن بفضل الله اصر الشعب اليمني على المضي قدما
      ولكن عجبي لبعض وسائل الاعلام

    • زائر 1 | 11:34 م

      مبروك

      مبروك لليمنيين. ونتمنى لليمن مستقبل زاهر في ظل حكم عبدربه هادي

اقرأ ايضاً