العدد 3464 - الخميس 01 مارس 2012م الموافق 08 ربيع الثاني 1433هـ

انسحاب مقاتلي المعارضة من «بابا عمرو» ومجلس الأمن يطلب السماح بدخول فرق «المساعدات»

بريطانيا تسحب جميع دبلوماسييها... وروسيا تعتبر قرار مجلس حقوق الإنسان غير متوازن بحق دمشق

أفراد من الجيش الحر السوري في حي البياضة في حمص
أفراد من الجيش الحر السوري في حي البياضة في حمص

انسحب مقاتلو المعارضة السورية المرهقون من حي مدمر بمدينة حمص أمس الخميس (1 مارس/ آذار 2012) بعد حصار استمر 26 يوماً بهدف سحق معقل للاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ نحو عام ضد حكم الرئيس بشار الأسد.

وقال نشطاء سوريون إن بضعة مقاتلين بقوا في حي بابا عمرو لمحاولة تغطية «الانسحاب التكتيكي» لزملائهم. وناشد بيان باسم المقاتلين اللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من المنظمات الإنسانية «دخول بابا عمرو وتوفير الحاجات الإنسانية لأهلنا في الحي الذين رفضوا مغادرته وأصروا على البقاء في منازلهم المدمرة بالكامل... ويبلغ عددهم نحو 4000 شخص».

وقال الصليب الأحمرفي وقت لاحق إنه تلقى «مؤشرات إيجابية» من السلطات السورية بشأن مبادرته الخاصة بهدنة لأغراض إنسانية. وقال أحد النشطاء إن الجنود السوريين بدأوا التوغل في بابا عمرو من جميع الأحياء بعد أن غادر أغلب المقاتلين وإنهم يلاحقون المتبقين منهم، مشيراً إلى أن 17 معارضاً على الأقل قتلوا. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف، هشام حسن إن طاقم المنظمة لم يصل إلى بابا عمرو بعد. وأفاد بيان الصليب الأحمر «مع استمرار العنف في حمص أصبح الوضع الإنساني مقلقاً للغاية». وأعلن المجلس الوطني السوري المعارض أمس تشكيل مجلس عسكري للإشراف على الوحدات المسلحة المناهضة للأسد وتنظيمها تحت قيادة واحدة.

وعلى صعيد متصل، طلب مجلس الأمن الدولي من السلطات السورية «السماح بالدخول الحر والكامل والفوري لفرق المساعدات الإنسانية إلى كل السكان الذين يحتاجون للإسعاف». ووافقت روسيا والصين على البيان الذي جرت المصادقة عليه بعد أن رفضت سورية السماح لمسئولة الشئون الانسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس بدخول أراضيها. وقالت سورية إن الموعد الذي اقترحته أموس كان غير مناسب.

وجاء في البيان الذي تلاه سفير بريطانيا في المجلس، مارك ليال غرانت أن «أعضاء مجلس الأمن يعربون عن خيبة أملهم العميقة» من عدم سماح الحكومة السورية لاموس «بزيارة سورية في الوقت المطلوب، رغم الطلبات المتكررة والاتصالات الدبلوماسية الكثيفة للحصول على موافقة سورية». ودعا المجلس إلى السماح لاموس «بالدخول الفوري دون أية إعاقة». وقال البيان إن «اعضاء مجلس الأمن يستنكرون التدهور السريع للوضع الإنساني خاصة الزيادة المضطردة في أعداد المدنيين المتضررين، ونقص إمكانية حصولهم الأمن على الخدمات الطبية، ونقص الطعام وخاصة في المناطق المتضررة من القتال والعنف مثل حمص وحماة ودرعا وادلب».

إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي غاتيلوف في جنيف إن بلاده تأمل أن تسمح الحكومة السورية بدخول وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، البلاد في أقرب وقت. وانتقد غاتيلوف قراراً صدر عن مجلس حقوق الإنسان يتعلق بالأزمة السورية، وقال «إن القرار بالنسبة لنا مثال آخر على أحادية الرأي السياسي فيما يتعلق بالأزمة السورية، ويتم دفعه من قبل بعض الدول. إن النص المعروض غير متوازن حيث يعتبر الحكومة السورية هي المسئولة عن الأوضاع الإنسانية، ولا يتضمن إشارة إلى ضرورة إيجاد حل دبلوماسي وسياسي للأزمة، لقد اقترحنا بعض التعديلات قد تساعدنا على الخروج بوثيقة متوازنة تتضمن اقتراح لجنة تحقيق مستقلة حول الوضع في سورية، وتم تجاهل هذه التعديلات ما يعني أن بعض الجهات تتجاهل استنتاجات اللجنة».

وقال مسئولون كويتيون إنها روسيا ستوفد وزير الخارجية سيرجي لافروف لمقابلة نظرائه بدول الخليج في الرياض الأسبوع المقبل، إلا أن روسيا نفت أن يكون قد تم تحديد موعد لذلك الأسبوع المقبل. وقادت المملكة العربية السعودية وقطر مطالب لتسليح قوات المعارضة السورية بعد حق النقض (الفيتو) الذي استخدمته كل من روسيا والصين ضد مسودة قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن سورية. وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي بشأن سورية وقال مبعوثون غربيون إنه سيركز على القضايا الإنسانية في محاولة لكسب تأييد الصين وروسيا لكنه سينتقد الأسد كذلك.

من جهته، حث كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سورية إلى التوجه إلى بابا عمرو «الليلة». وقال عنان في نيويورك إنه يتوقع أن يزور سورية قريباً وإنه حث الأسد على السعي لإنهاء الاضطرابات.

وأعربت الحكومات الغربية والعربية التي دعت الأسد بالفعل للتخلي عن السلطة ووقف إراقة الدماء عن قلقها المتزايد إزاء المدنيين الذين يواجهون الموت في حمص. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قبل انسحاب المقاتلين من حمص «أشعر بقلق بالغ من تقارير عن أن نظام الأسد يتأهب لهجوم بري شامل على سكان حمص». وقال دبلوماسي بريطاني إن لندن سحبت كل دبلوماسييها من سوريا وعلقت الخدمات في سفارتها بدمشق نتيجة تدهور الوضع الأمني في البلاد.

وعلى صعيد متصل، قتل ثمانية عناصر نظاميين وسبعة منشقين في اشتباكات تدور منذ صباح أمس (الخميس) في محافظة القنيطرة السورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بيان «أسفرت الاشتباكات حتى اللحظة عن سقوط سبعة عناصر من المنشقين وثمانية عناصر من الجيش والأمن النظامي»

العدد 3464 - الخميس 01 مارس 2012م الموافق 08 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 7:25 ص

      المصلي

      غليون يقول اذا سقط نظام بشار الأسد فأننا سنعترف بأسرائيل وسنقطع علاقتنا بأيران وحزب الله خوش كلام يالبيب افهم هذا العهر يكرم القارىء

    • زائر 4 | 6:50 ص

      هل يقبل حكام الخليج ؟؟؟

      أن تيكون معارضوهم مسلحين كما في سوريا الذين يدعمونهم بالمال والسلاح ؟؟؟

      أقول في قانون في الدنيا وضعه الله تعالى وهو ( كما تدين تدان )

    • زائر 3 | 3:52 ص

      الجيش العربي سيطارد الارهاب أين ماكانو

      الجيش الحر كما يدعون يطلب الصداقه مع الكيان الصهيوني وهذا يكفي في ان نسميه مستعرب وليس عربي يعني مرتزق عميل لصهيونيه الامريكيه والكيان الصهيوني سيزول لامحاله

    • زائر 2 | 2:31 ص

      لاحول ولاقوه

      لاحول ولا قوه الآبالله والله اليهود ماقاعدين يسؤون اللي يسويه. هذا الإرهابي بشار لكن إذا عجز البشر فرب البشر سيأخذ حق كل مظلوم

اقرأ ايضاً