العدد 3481 - الأحد 18 مارس 2012م الموافق 25 ربيع الثاني 1433هـ

الكنيسة القبطية في مصر تستعد لجنازة البابا شنودة الثالث

سيوضع على كرسيه البابوي لثلاثة أيام لإلقاء نظرة الوداع

بدأت الكنيسة المصرية أمس الأحد (18 مارس/آذار 2012) استعداداتها لجنازة البابا شنوده الثالث الذي غيبه الموت السبت عن 88 عاماً بعد أن ظل على رأس أكبر طائفة مسيحية في الشرق الأوسط لأكثر من أربعين عاماً.

وبناءً على وصيته، سيدفن شنوده في دير الانبا بيشوي في وادي النطرون الواقع في منتصف الطريق تقريباً بين القاهرة والإسكندرية. وكان شنودة الثالث حددت إقامته في دير الانبا بيشوي في 1981 في عهد الرئيس السابق، أنور السادات الذي كان على خلاف كبير معه. وسيتم إلباس جثمان البابا الملابس الكهنوتية ووضعه على كرسيه البابوي لمدة ثلاثة أيام حتى يتمكن جمهور الأقباط من إلقاء نظرة الوداع عليه قبل تنظيم قداس الجنازة في مقر كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية في القاهرة، بحسب مصادر الكنيسة.

وتولى الانبا باخوميوس أسقف البحيرة موقع قائمقام البابا إلى حين انتخاب بابا جديد. ويعد الانبا باخوميوس الثاني في ترتيب تقدمية الترسيم بعد الانبا ميخائيل أسقف أسيوط الذي اعتذر عن تولي الموقع لأسباب صحية. وستبدأ إجراءات اختيار بابا جديد بعد الأربعين بفتح باب الترشيح للموقع وفقاً للقواعد المعمول بها في الكنيسة القبطية. وليس هناك موعداً محدداً أو أي سقف زمني لاختيار البابا الجديد.وكان تم انتخاب البابا شنوده في العام 1971 لخلافة البابا كيرلس بعد سبعة أشهر من وفاة الأخير.

وتقوم المطرانيات المختلفة في مصر بترشيح وتزكية أساقفة لتولي منصب البابا ثم تعرض أسماء المرشحين على جمعية ناخبين تضم أعضاء المجمع المقدس والنواب الأقباط في البرلمان والوزراء الأقباط وأعضاء المجلس الملي.

وبعد عملية الاقتراع يتم إجراء «قرعة إلهية» بين المرشحين الثلاثة الذين حصلوا على أعلى الأصوات .وبدأ الأساقفة الأقباط في جميع أنحاء مصر وفي العالم في التوجه إلى القاهرة للمشاركة في تشييع الجنازة.ويمثل الأقباط ما يتراوح بين 6 في المئة و10 في المئة من قرابة 82 مليون مصري وهي طائفة تشعر بالقلق بسبب الصعود السياسي للإسلاميين في مصر.

وكان شنوده الثالث، الذي أصيب أخيراً بأورام في الرئة ثم توفي من جراء أزمة قلبية السبت، متشدداً في المسائل العقائدية ورفض أي تعديل في قواعد طلاق الأقباط الصارمة.

وأيد البابا الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي كان يعتقد أنه يحمي طائفته في مواجهة الإسلاميين وتبنى الموقف ذاته مع المجلس العسكري الحاكم منذ توليه السلطة في 11 فبراير/ شباط 2011. واعتبر العديدون في مصر إن البابا شنوده الثالث عنصر استقرار في بلد مليء بالتقلبات ولا يزال مستقبله السياسي غير محدد المعالم. وأجج اكتساح الإسلاميين في الانتخابات التشريعية التي أجريت نهاية العام الماضي مخاوف الأقباط على الرغم من التطمينات الصادرة عن مسئولين إسلاميين.

ولا تزال ردود الفعل تتوالي على وفاة البابا شنوده. ففي الفاتيكان، حيا البابا بنديكتوس السادس عشر «قساً كبيراً» وقال الرئيس الأميركي، باراك أوباما إنه كان «مدافعاً عن التسامح والحوار الديني». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان إشادته بعمل البابا شنوده الثالث «من أجل العدل والسلام».

ومنذ مساء السبت توافد آلاف الأقباط على مقر الكاتدرائية في القاهرة لوداع الرجل الذي لم يعرفوا غيره أباً للكنيسة على مدى أربعين عاماً. وعكست الصحف المحلية تأثر المصريين برحيل البابا الذي اعتاد المصريون مسلمون ومسيحيون على وجوده بينهم خلال العقود الأربعة الأخيرة. وعنونت صحيفة «المصري اليوم» قائلة «مصر تبكي» بينما كتبت «الأهرام»: «البابا شنوده ... وداعاً».

جثمان البابا شنودة على كرسي البابوية
جثمان البابا شنودة على كرسي البابوية

العدد 3481 - الأحد 18 مارس 2012م الموافق 25 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً