العدد 3484 - الأربعاء 21 مارس 2012م الموافق 28 ربيع الثاني 1433هـ

بن علوي: دول «التعاون» غير مؤهلة للانتقال إلى اتحاد خليجي

وزير الخارجية العماني يحذر في لقاء مع «الشرق القطرية» من حالة اللاحرب واللاسلم بين إيران والغرب

الوزير المسئول عن الشئون الخارجية بسلطنة عمان، يوسف بن علوي
الوزير المسئول عن الشئون الخارجية بسلطنة عمان، يوسف بن علوي

مسقط - جابر الحرمي (صحيفة «الشرق» القطرية») 

21 مارس 2012

حذر الوزير المسئول عن الشئون الخارجية بسلطنة عمان، يوسف بن علوي من خطورة الأوضاع التي تمر بها منطقة الخليج في الفترة الحالية مؤكداً أن المنطقة استنفدت حالة اللاحرب واللاسلم وأنه رغم صعوبة إيجاد أرضية مشتركة بين الإيرانيين ودول الخليج إلا أنها لن تكون طرفاً في أي نزاع قد ينشأ بين إيران والمجتمع الدولي وأن دول الخليج ستتعايش مع أي تطور تقود إليه المواجهة بين إيران والمجتمع الدولي حول ملفها النووي .

ورأى بن علوي في حوار شامل مع «الشرق» أن تحول منظومة مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد فكرة قد تكون ملائمة للجيل القادم لكنها فكرة لايستوعبها الجيل الحالي وغير مؤهل للحديث عن تصانيف أخرى غير مجلس التعاون، مشدداً على أهمية المضي قدماً في بناء شراكة خليجية بين دول المجلس من أجل المستقبل، منوهاً في هذا الإطار بالتجربة القطرية العمانية في بناء علاقات وصفها بأنها تنطلق من ذهنية واحدة وتؤسس لشراكة قوية في المستقبل .

وفي الشأن السوري حرص بن علوي على الوقوف على مسافة واحدة من أطراف الأزمة قائلاً إن كل طرف لايزال يدعي القدرة على التغيير، وقال إن السوريين يتطلعون إلى تغيير شامل، مشيراً في هذا الصدد إلى أن فكرة تسليح المعارضة السورية قد تكون في النهاية وسيلة لحل الأزمة، مقللاً من تأثير خلافات المعارضة على قدرتها على الإمساك بزمام الأمور والتوصل إلى حل للأزمة السورية .

وتطرق الحديث مع بن علوي إلى الثورات العربية ودعاوى الإصلاح التي لم تستثنِ سلطنة عمان، وفي هذا الإطار أقر بن علوي بأن طموح الشباب العربي في التغيير لامفر منه ولكن يجب أن يلتزم بوسائل منظمة وأن يكون محكوماً بالغايات، كما أقر بوجود حراك سلمي في الشارع العماني سعياً الى مزيد من الاصلاحات.


تفاصيل

الحوار مع شخصية بمكانة وحجم الوزير المسئول عن الشئون الخارجية بسلطنة عمان الشقيقة، يوسف بن علوي عبدالله ، ليس كباقي الحوارات، لأكثر من سبب، ربما أبرزها مكانة الرجل، وما يتمتع به من تاريخ وخبرة سياسية وحنكة في التعامل مع الأحداث، إضافة إلى ذلك توقيت الحوار في هذا الظرف الذي تمر به دول مجلس التعاون الخليجي، والمنطقة، والأمة العربية، وهو ظرف دقيق وحساس، وفيه الكثير من الملابسات، وهو ما يتطلب رؤية واضحة في التعامل مع هذه القضايا الشائكة.

وبالتأكيد لا تغيب الثورات العربية في أي حوار مع مسؤول عربي، فما بالكم بشخصية متمرسة وتتمتع بحنكة سياسية كما هو الحال بالنسبة لبن علوي، الذي تحدث بكل شفافية وصراحة، وهو ما عهد عنه على الدوام في مختلف القضايا، سواء بالنسبة للثورات العربية أو الشأن الخليجي، وخاصة الانتقال من مجلس للتعاون إلى الاتحاد، وما إذا كانت دول الخليج محصنة من الثورات.

ولم يغب الشأن العماني في جوانبه المختلفة عن الحديث بكل صراحة ووضوح، خاصة الأحداث التي تعرضت لها السلطنة العام الماضي، وما إذا كان يمكن أن تتكرر خلال المرحلة المقبلة، والإصلاحات التي تبناها جلالة السلطان قابوس، الذي استطاع بحكمته وحنكته قيادة السلطنة ومعالجة قضايا المواطنين بكل جرأة، وإحداث إصلاحات جذرية وحقيقية، ترجمت على أرض الواقع، سواء في مجلس الشورى أو معالجة قضية الباحثين عن العمل...

وإليكم نص الحوار الذي امتد قرابة الساعة في مكتبه بمبنى وزارة الخارجية الكائن بشاطئ القرم بمدينة مسقط.


الملف السوري

إذا بدأنا بالثورة السورية بعد عام من اندلاعها كيف ترون مسارها وإلى إين تتجه؟

- العلم عند الله ونأمل الخير، وكل السوريين يتطلعون إلى تغيير شامل في سورية لكن ماهي الطريقة وماهو الأسلوب هم من يقرر ذلك ولا يمكن للآخرين أن يقرروا بالنيابة عنهم، سواء كانت الحكومة السورية أو الرئيس السوري أو المعارضة السورية بأطيافها المختلفة، وأعتقد بأنه لا الدول العربية التي تبنت مسار المساهمة والمشاركة في إحداث التغيير السوري سلمياً عندها صورة واضحة، ولا أعتقد بأن السوريين أنفسهم لديهم صورة واضحة عن كيف يمكن أن يكون عليه الحال في نهاية المطاف لكن بالإجمال هناك وفاق إقليمي ودولي وحتى سوري إنه ينبغي أن يكون الحل سليماً وألا يكون بفعل التدخل الخارجي او بضغوط خارجية وهذه صورة عامة.

هل مايزال الحل السلمي ممكناً بعد كل هذه الدماء التي سالت؟

- كل حل هو حل سلمي، فالمقصود من السلمي ان يعقبه سلام، هذا هو المعنى.

هل يمكن على الطريقة اليمنية؟

- كل شيء ممكن إذا اتفق السوريون ففي النهاية لابد أن يتفقوا وهذا أمر لا مفر منه أن يتفقوا على طريقة من الطرق لإحداث التغيير الشامل في سورية، وبطبيعة الحال فإننا لانزال في مرحلة كل طرف يعتقد بأنه لاتزال لديه القدرة على التغيير بطريقته، فهذه مرحلة ضبابية الرؤية وخلال هذه المرحلة للأسف ستكون هناك ضحايا، فكل ثورة تقدم ضحايا وهذا ما يجعلنا نشعر بالأسى والأسف الشديد للدماء التي تهدر في سورية لكن هذا هو الطريق الذي هم فيه الآن.

دول مجلس التعاون الخليجي أقدمت على سحب سفرائها من سورية والبعض رأى أن هذا مؤشر على قرب سقوط النظام؟

- المؤشر لحل المشكلة أو سقوط النظام أو مجيء نظام جديد هذا في علم الغيب، ولكن إخواننا في دول مجلس التعاون وغيرها من الدول العربية قرروا أن يسحبوا سفراءهم أو يغلقوا البعثات الدبلوماسية كوسيلة من وسائل الضغط، وهي تتكاثف على سورية وأصعبها وأهمها الضغط الاقتصادي والعقوبات الاقتصادية التي فرضت من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى، فهذه ظروف ستؤثر بلا شك على الوضع العام في سورية والمقصود هو الضغط على الحكومة السورية ولكن بالنتيجة الفعلية يضغط على الشعب السوري.

جولة كوفي عنان وما يتبعها من دخول للمراقبين الدوليين هل تعتقدون بأنها ستسفر عن حل؟

- الهدف من اختيار كوفي عنان بصفة مشتركة بين الامم المتحدة والجامعة العربية هو أن يصل إلى وضع مبادئ أساسية لكيفية الحل للسوريين بطرفيهم، الحكومة والمعارضة لوقف العنف ووقف القتل وإعطاء فرصة للشعب السوري، سواء كانوا المعارضين الذين يحملون السلاح أو المعارضين السياسيين أو أولئك الأغلبية الصامتة من السوريين أن يجدوا مخرجاً دون مزيد من التعقيدات في الأزمة السورية.


تسليح المعارضة السورية

هناك دعوات لتسليح المعارضة فهل سلطنة عمان مع هذه الدعوات؟

- نحن وكثير غيرنا نعتقد بأن التسليح هو وسيلة وليس غاية وإذا كانت له غاية تأتي في إطار الحل السلمي وتصب في إطار وفاق عالمي لحل الأزمة السورية بأقل التكاليف قد يكون من الممكن أن يجرب لكن إذا كانت هذه الوسيلة ستعقد الموضوع وتؤدي إلى حرب أهلية فأعتقد بأنه لا المعارضة تريد ذلك ولا العالم يريد ذلك ولا أحد يريد ذلك.

ماذا عن الاجتماع الثاني لأصدقاء الشعب السوري الذي سينعقد مطلع أبريل/ نيسان في اسطنبول وما المأمول منه؟

- هو تعبير دولي عن المحاولة ووسيلة من وسائل الضغط الدولي لإيجاد حل لهذه الأزمة، وكل هذا الحراك الدولي سواء الإعلامي أو السياسي أو الإنساني المقصود منه محاولة إيجاد بيئة من خلال وسائل الضغط تلك لإيجاد حل للأزمة، وطرفا الصراع في سورية لايزال يعتقد كل طرف أنه يستطيع أن يحل المشكلة بطريقته بما لديه من قوة ونحن كأطراف في الإطار الإقليمي نعتقد بانه لامجال لذلك، وفي نهاية المطاف وبعد خسائر كثيرة لابد من إيجاد حل توافقي بين جميع القوى السورية لإنهاء الأزمة الإنسانية.

لكن الخلافات التي ظهرت في صفوف المعارضة ألا تؤثر في سرعة التوصل للحل؟

- هذا صحيح وطبيعة الأشياء أنهم ليسوا كلهم على قلب رجل واحد وفي مثل هذه الأحوال رأينا في ليبيا كانوا كلهم ثواراً وهدفهم إزالة النظام حتى انتهى لكنهم اختلفوا فيما بعد ومازالوا في مرحلة الاختلاف، والطريقة ذاتها في تونس وإن كان الاختلاف في الطريقة أقل تعقيداً، لكن مازال هناك حراك لاستجلاء كل أنواع الاختلافات الموجودة بين الناس وهكذا في كل مكان فمن الطبيعي أن تكون هناك اختلافات بين الناس على الوسائل المستخدمة للوصول الى الغاية التي يريدها الكل وهي التغيير نحو الأفضل وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية لجميع الناس وأن يعيشوا بكرامتهم وأن تتم الاستجابة لمطالب الجيل الجديد من الناس الذين هم الشباب، وفي البلاد العربية فإن حجم الشباب يزيد فوق الـ 60 في المئة وبعض الدول 70 في المئة.


الخليج والثورات العربية

خلال ما عرف بالربيع العربي كان التنسيق الخليجي هو الأفضل والأعلى بماذا تفسرون ذلك هل خوف من وصول رياح التغيير إلى منطقة الخليج كما قال البعض إن ذلك الخوف أدى إلى تنسيق خليجي أكثر؟

-هو ليس خوفاً من التغيير، والتغيير لم يكن في أي وقت أمراً يخيف بل هو أمر وارد وضروري وينبغي أن يكون، لأنه متطلبات الجيل الجديد ونحن في مرحلة الانتقال من جيل إلى جيل، وهذه حقيقة لايمكن تجاهلها والجيل الجديد له خاصية أخرى وتطلعات أخرى، فهذا التغيير أمر وارد، سواء بتلك الصورة التي نشهدها في بعض البلاد العربية أو بصورة التطور التلقائي كما هو في دول مجلس التعاون، الذي بدأ منذ السبعينيات من القرن الماضي، فالتطور بين دول مجلس التعاون بدأ منذ السبعينيات وهو في تطور بديناميكيته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ولا نعتقد بأن الموقف الخليجي في هذا هو نتيجة لهذا الخوف ولكنه حرص خليجي على مستقبل العرب وهذا ليس بسبب الأحداث التي وقعت ولكن منذ نهاية الستينيات ونحن نرى أن دول الخليج بمختلف الوسائل كانت سباقة دائماً في دعم ونصرة القضايا العربية لخلق بيئة للعمل العربي المشترك وما نشاهده هو استمرار لذلك الواقع ونحن لانخاف من شيء فكل العالم عندما يزورون دول الخليج يرون نهضة هائلة والمواطنون الخليجيون يشعرون بهذا، وبعض المسائل التي ينبغي النظر اليها بإيجابية وبطريقة منظمة تتعلق بطموح الشباب في الدول العربية وبمستويات مختلفة من بلد إلى بلد، والطموح هو طموح مشروع ولكن ينبغي ان يكون منظماً ومحكوماً بالغاية التي يصل إليها ومنظما بالوسائل التي ينبغي أن يصل إليها وبالتالي هذا سيتحقق ولا مفر منه ولكن منظم ومحكوم بالغايات التي يصل إليها.

إنجازات خليجية

هل نفهم أن دول الخليج محصنة أو بعيدة عن الثورات كما وقعت بنفس النمط الذي وقع في الدول الأخرى؟

- المحصن هو المجتمع، والنهضة الثقافية أو الاقتصادية أو الاجتماعية في دول الخليج أساسها العمل الواحد بين الحكومات والمجتمع فالنهضة العلمية والتعليمية هي التي خلقت المستوى العالي لشبابنا في دول مجلس التعاون؛ إيماناً من قادة دول المجلس بأنه ينبغي أن تتحقق هذه النهضة ولله الحمد بسبب الإمكانيات الاقتصادية التي اتيحت لهذه المنطقة بفعل حاجة العالم إلى الطاقة وسخرت عوائد الطاقة لخدمة المجتمع ولكن ينبغي ألا يقتصر فقط على الجانب الاقتصادي بل يشمل السياسي والاجتماعي وعلى كل الجوانب والمستويات لأن الشباب طموح وسوف يواجهون مستوى من التطور في العالم هم جزء منه بطريقة غير التي كانت موجودة وهذا الطموح مشروع وينبغي أن يتحقق ولكن كما قلت طموح منظم بالوسائل ومحكوم بالغايات التي ينبغي أن يصل إليها.

الإصلاحات بالسلطنة

كيف تمضي الإصلاحات بالسلطنة؟

- كل يوم هناك جديد ولدينا تناغم كبير نابع عن قناعة بالفكر الواضح لصاحب الجلالة باستمرار التطور لتحقيق طموح كل مواطن صغيراً أو كبيراً في أي موقع.

القيادة بالسلطنة ممثلة في جلالة السلطان كانت الأكثر حكمة وحنكة في التعاطي مع الاحتجاجات الأخيرة العام الماضي كيف تسير خطوات تنفيذ ماطالب به السلطان من إصلاحات؟

- هناك نقلة جديدة واسعة الأفق ونحاول أن نستوعبها بنفس الطريقة التي كنا عليها لكن لاشك أن هناك بعض المناطق والمسارات تحتاج إلى بعض الوقت وتحتاج الى استدامة العمل فيها لأن الانتقال من مرحلة إلى مرحلة ليست أمراً سهلاً يمكن تحقيقه في يوم وليلة ولكن الناس تلمس هذه الديناميكية المستمرة ومن يتابع الصحف والمواقع الاجتماعية يستطيع أن يشعر بهذه الديناميكية السائرة في البلد وفي إطار ما يقوم به مجلس الشورى أيضاً للنظر في القوانين والأنظمة وكل ما يسهم في البناء الجديد وأيضاً التنظيمات التي أدخلت، سواء الإداري أو نظام المحافظات أو المجالس البلدية أو نشاط مجلس عمان، سواء كان على مجلس الشورى أو مجلس الدولة، وهي بمثابة خلية توسعت وسوف تنتج عنها خلايا أخرى وكلها تصب في تحقيق الطموح للمجتمع العماني بشبابه وبكافة فئاته وهي خطوات متواصلة، والديناميكية التي نراها في الحراك الاجتماعي وحتى السياسي والاقتصادي دليل على أن هذا البلد يسير في هذا الخط، ولا نستطيع أن نقول إن الأرض مفروشة بالورد ولكن نحتاج إلى جهد وإلى قبول مبدأ الصبر وبعض الجوانب التي قد لا تكون تسير بنفس النمط مع مسيرة البلد ولكن لكل شيء مبرراته.

العدد 3484 - الأربعاء 21 مارس 2012م الموافق 28 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 12:50 م

      رد على زائر 8

      ومن قال لك او قص عليك يا زائر 8 ان الخلافات تننهي بين الاشقاء حتى بين الزوج والزوجه المتحابين الخلافات موجوده ومتجدده مع مضى الايام فما الضير من التوحد الخليجي ولم الخوف الا اذا0000

    • زائر 8 | 9:44 ص

      إلى تعلق 3

      تبي ألأتحاد ألخليجي عزيزي خلهم أول يحلون مشاكلهم ترة مشاكلهم واصلة إلى لركب

    • زائر 7 | 6:21 ص

      الاتحــاد

      نبي الأتحاد الخليجي إي ليش ما تبون الاتحاد خايفين من شنهو!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    • زائر 5 | 3:05 ص

      كلام جميل

      كلام جميل ان الشخص يبحث عن مخارج وحلول للقضايا في وطنه او في البلدان العربية والصديقة بدل التأزيم في بلده وغير بلده هذه العقلية المنفتحة التي تبحث عن الاستقرار والامن والحصانة لمجتمعاتهم ومصالحم الوطنية
      لكن للاسف هناك بعض الدول لحد الآن لم تبحث عن ابسط الحلول ولا تحاول اصلاح البلاد بل تسير الى بالبلد الى نفق مظلم وعواقب وخيمة لا تحمد عقباها.

    • زائر 3 | 2:11 ص

      thank you

      كفيت وفيت

اقرأ ايضاً