العدد 3485 - الخميس 22 مارس 2012م الموافق 29 ربيع الثاني 1433هـ

محاكمة الكادر الطبي والفيلم الوثائقي

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الفيلم الوثائقي الذي قدمته هيئة الدفاع عن الأطباء المتهمين باحتلال مجمع السلمانية الطبي، وتمت مشاهدته في المحكمة يوم الثلثاء الماضي - والذي لم تعلق عليه النيابة العامة - يوثّق بشكل دقيق كيف تعامل الأطباء مع الضحايا والجرحى وحتى المرضى العاديين إبان الأزمة، ويثبت بشكل قاطع أن الكادر الطبي من أطباء وممرضين ومسعفين تعاملوا مع الأحداث الجارية بردة فعل أبسط ما يقال إنها كانت في قمة الإنسانية والمسئولية والشجاعة ونكران الذات.

ذلك ما وثقه الفيلم... ولكن ما رأيته شخصياً من عددٍ من الأطباء إبان الأزمة لا يقل عن ذلك.

لم يكن غير عدد قليل من موظفي «الوسط» متواجداً بمبنى الصحيفة في يوم الأربعاء 16 مارس/ آذار 2011 يوم إخلاء الدوّار من المتظاهرين، ولذلك لم يكن لي من بد سوى الذهاب إلى مركز البديع الصحي بعد أن اتصل أحد المواطنين طالباً قدوم أحد الصحافيين إلى المركز لنقل ما كان يحدث هناك.

عند وصولي المركز عند الساعة الواحدة ظهراً، كان المركز في حالة استنفار تام ويضج بالأطباء والممرضين، وكان عدد الكادر الطبي كبيراً جداً، فقد توجّه جميع الأطباء والممرضين القاطنين في القرى المجاورة لهذا المركز بدلاً من الاختباء في منازلهم، بعد أن سُدّت الطرق عليهم للوصول لمراكزهم الطبية ومنعوا من دخول مجمع السلمانية الطبي.

لم يكن عدد المصابين في المركز كبيراً، فقد عمد الأطباء إلى علاج المصابين بشكل سريع ومن ثم يعودون لمنازلهم بدلاً من إبقائهم في المركز.

في ذلك اليوم قام الأطباء بمعالجة نحو 50 حالة أغلبها إصابات بالرصاص وطلقات «الشوزن». وكان هناك أحد المصابين يرقد على سرير طبي في أحد الممرات وقد فقد ثلاثاً من أصابعه.

كان الأطباء يشكون من نقص المستلزمات الطبية في المركز الصحي، إذ إنه ليس مجهزاً لمثل هذه الحالات، فلا توجد في المركز غرفة للعمليات أو أجهزة طبية للتعامل مع مثل هذه الحالات، كما لا توجد أكياس دم، وحتى الأدوات المستخدمة لخياطة الجروح لم تكن صالحة لمثل هذه الحالات، فكل ما كانوا يستطيعون القيام به هو الإسعافات الأولية.

بعد فترة قصيرة تم القبض على عدد من هؤلاء الأطباء والممرضين وظلوا في الحجز لمدة طويلة قبل أن يتم الإفراج عنهم ويحوّلوا إلى المحكمة المدنية بدلاً من المحاكم العسكرية التي كانت تنظر قضيتهم.

وبحسب ما أوردت إحدى الصحف المحلية فإن رئيس جمعية الوسط العربي الإسلامي ورئيس قسم الطوارئ إبان الأزمة جاسم المهزع حينما استدعي للشهادة أمام المحكمة العسكرية قال «لم يكن هناك احتلال في مستشفى السلمانية وإنما احتلال جزئي في مواقف السيارات ومدخل الطوارئ»، ونفى أن الأطباء المنتمين إلى طائفة معينة رفضوا علاج المرضى من طائفة أخرى.

وفي ردّه على ما أوردته الصحيفة لم ينفِ المهزع ما نقل عن شهادته وإنما قال عن شهادته «إنها تأتي انسجاماً مع الموقف الحضاري والنزيه من جانب المؤسسة القضائية... وقد تمثل ذلك في توجيه الشهود بأن تكون الشهادة من خلال ما سمعناه وشاهدناه».

لم أفهم حتى الآن كيف تم تحويل الأطباء إلى سفاحين وسراق ومخربين؟ وكيف تحوّلت ملائكة الرحمة إلى قتلة؟

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3485 - الخميس 22 مارس 2012م الموافق 29 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 4:05 م

      الغالي تغليق17

      الطيب قارىء تقرير بسيوتي بلمقلوب او احد قراءه لك بلنيابه احد الااشياء المحسوبه للسيد بسيوني هي تيراءه الاطباء ممت نسب اليهم فهل انت تغالط نفسك ام تتبلى على بسيوني وهل اتهامك ينم عن جهل او سوء نيه وضح يلحبيب....ديهي حر

    • زائر 17 | 1:20 م

      وهل ؟

      يا اخى كيف ترجع ثقة الشعب في هؤلاء الاطباء بهد ان اتهمهم تقرير بسيونى بشكل واضح جدا وارجو عدم خلط الامور هكذا ,, هؤلاء في نظر اغلبية شعب البحرين مجرمين ونكثوا بميثاق وشرف المهنه , حتى لو برأتهم المحاكم الا ان حكم الشعب ثابت , كيف تعيد الثقة اليهم من جديد ؟

    • زائر 16 | 8:06 ص

      عزيزي الكاتب

      المشكله ليست في الحقيقه وليس في الأفلام المشكله في الطائفيه والتعصب الديني وياليت من يتعصبون دينيا يفقهون في الدين شيئا وانما حاجة في نفس يعقوب ويعلمون جيدا ان الأطباء في البحرين براء كما برائة الذئب من دمي يوسف وحسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 15 | 7:38 ص

      دهاليز ملتفة

      الان نحن نعيش بدهاليز نعرف البداية والنهاية صعبة وكل دهليز اعمق من الاخر
      حياتنا نراها بحقيقيتها ونرى ماجرى بها ولكن نرى دهاليز تتفاقم ولجان تتكاثر كلها تتجه الى نفق مظلم ولكن القضية السياسية تلتف كالافعى التي تخنق االشعب تريده ابتلاعه ولكن قدرة الله سبحانه ستخلص الشعب العظيم وستداوى الجروح بأذن واحد احد

    • زائر 13 | 3:27 ص

      لماذا يحاكم الأطباء؟

      السبب بسيط هو أن الطاقم الطبي شاهد بأم عينه نتائج الإستخدام المفرط للقوة والتي تمثلت في إرهاق الأرواح البريئة مثال ذلك تفجير جمجمة أحمد فرحان وجمجمة رضا بو حميد وجمجة علي عبدالحسن. فبدلا من محاكمة المفرط في القوة يحاكم الأطباء. والحقيقة المطلقة التي لا تقبل الشك أن الأطباء أبريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء ويراد إشغال المجتمع بمحاكمتهم حتى ينشغل الناس عن مطالبهم ولكن سوف ينقلب السحر على الساحر لأن المجتمع الدولي يراقب كل المحاكمات.

    • زائر 12 | 2:44 ص

      كل منتمي لطائفة معينة مجرم ومدان في نظر السلطة

      كانت ولا زالت السلطة تنظر الى كل منتم الى طائفة معينة مجرم ومدان ولا يشفع له اخلاصه لعمله ووطنه لان المعيار كما يراه صاحب السلطة
      وما انطبق وعانى منه الاطباء والكوادر الطبية المحترمة عانت منه باقي الكوادر بل كل مواطن منتمي لتلك الطائفة والامر لازال مستمرا باشكال مختلفة

    • زائر 11 | 2:20 ص

      من سرق الادويه من مجمع السلمانيه

      شبكات التواصل الالكترونيه قدمت ادله واعترافات جاهزه فقط اضغط على اليوتيوب وستسمع الاعتراف واضح بأخذ الادويه في شاحنه من الباب الخلفي لمجمع السلمانيه فاين طلاب الحقيقه واين مدعي مكافحه الجريمه اعتراف بلجرم المشهود يسقط واحده من اهم التهم الموجهه للاطباء الشرفاء وهي اخذ الادويه من صيدليه المستشفى ما حجم الادويه التى تحتاج الى شاحنه من نوع سكس وييل لنقلها من الصيدليه للجهه المنقوله اين العدل......ديهي حر

    • زائر 10 | 2:03 ص

      كاردنا الطبي فخر المفاخر وتاج على الراس

      لقد كنا من ضمن من تواجد في المستشفى خلال ايام الاحداث ورأيت بأم عيني ولا احتاج لأحد يصف لي ما حصل، نعم رأيت اطباءنا الشرفاء وهم يمارسون عملهم في منتهى التفاني والاخلاص وفي قمة المروؤة
      والإنسانية ولا ينكر او يتنكر لما قدموا
      رأيناهم يتراكضون من مصاب الى آخر
      يقارنون الحالا ويبادرون لأكثرها احتياجا للعناية ورغم الارباك لكثرة الحالات الا انهم قامو بأكثر من واجبهم.
      لهم ألف تحية وسيخلدون في التاريخ وخاصة بعد ان نالهم الظلم بدل التكريم

    • زائر 9 | 1:33 ص

      الله عليهم

      قلبي يعورني كل ماسمعت ان خيرة الناس والذين كانوا بيوم من الأيام طلبه متفوقين وسهروا الليالي والدولة ولا تدري عنهم بذل ان يتعبوا عليهم ويطوروهم انتهزوا الفرصة بالأحداث ليعدبوهم وكإن الحقد الدفيين ظهر لأنهم تعودوا ان يصلوا للمناصب بالواسطة والحيلة هل وصلتم ؟ وارتحتم. ........

    • زائر 8 | 1:09 ص

      الملف الطبي الذي تريد الحكومة غلقة بسرعة

      ولكن حجم الانتهاكات التي تعرض لها الاطباء تفضحهم و تاكد مظلومية هذا الشعب
      و ملف الاطباء من الملفات الي تصرخ في وجه الحكومة ....

    • زائر 7 | 1:05 ص

      كيف تم تحويل الأطباء إلى محتلين وسراق ومخربين؟

      نعم هم مذنبون لأنهم:
      - شهدوا على فضاعة الإنتهاكات على المواطنين
      - قاموا بتقليل الضرر على الذين تم الإعتداء عليهم بالرصاص والشوزن
      - إلتزموا بالقسم والمهنة الإنسانية لوظيفة الطبيب والممرض
      - إمتازوا بالأخلاق الإسلامية ولم يكونوا من المنافقين أو المتمصلحين الراقصين على حثث غيرهم أو الآكلين لقمة أخوانهم
      - وأكثر الذنوب لأنهم ينتمون إلى طائفة عريقة في الوطن تمتد جذورها مع تأريخ هذا البلد

    • زائر 4 | 11:43 م

      النصر للمظلومين

      دعواتنا بالنصر للمظلومين في كل مكان يارب انصرهم وابعد عنهم الهم والحزن ,وكافأهم على أعمالهم الخيرة

    • زائر 1 | 10:35 م

      أحسنت في اسلوب طرح الموضوع

      وأستغرب من عدم الاستحياء بالاستمرار في مهانة الكادر الطبي.

      ...........
      تحياتي لك أخي لك جميل ولكل العقول النيرة من أمثالك.

اقرأ ايضاً