العدد 3500 - الجمعة 06 أبريل 2012م الموافق 15 جمادى الأولى 1433هـ

ارتفاع أسعار البنزين... وهبوط مفاجئ في أسعار الغاز الطبيعي

في تقرير ساسكو بنك...

مع إشراف الربع الأول من العام 2012 على الانتهاء استعرض تقرير ساسكو بنك الخاسرين والرابحين خلال هذه الفترة التي امتدت على ثلاثة أشهر. وكان المحرك الرئيس خلال هذا الربع المخاطرة الجيوسياسية والمخاوف بشأن الديون السيادية والإشارات المتضاربة بشأن التقدم الاقتصادي الذي تحققه مختلف المناطق. في حين شهدت سوق الأسهم الميركية حركة سريعة؛ إذ أعادت تحقيق مستويات ما قبل إفلاس ليمان، تُركت أوروبا غارقة في حالة الفتور التي وقعت فيها، في حين بدأت الشكوك تجد طريقها إلى الاقتصادات الآسيوية بشأن التأثيرات المحتملة للتباطؤ الملحوظ والمتزايد الذي تشهده الصين.

أظهر مؤشرا السلع الأساسية ضعفاً عاماً في العوائد مع بدء تراجع الأداء خلال مارس/آذار 2012، عندما بدا واضحاً أن الصين تشهد تباطؤاً في أدائها؛ إذ تُمثل الصين أكثر من 40 في المئة من الاستهلاك العالمي وأكثر من 50 في المئة من النمو في الاستهلاك العالمي. ارتد مؤشر أس آند بي جي أس سي آي بنسبة 1.7 في المئة والسبب الرئيس في ذلك انكشافه بنسبة 68.4 في المئة على قطاع الطاقة - باستثناء الغاز الطبيعي - في حين خسر مؤشر داو جونز يو بي أس الزاخر بالأسهم 2.9 في المئة وذلك بسبب ضعف أدائه الإجمالي في قطاع الزراعة وانكشافه المشترك بنسبة 11 في المئة على اثنين من كبار الخاسرين وهما القهوة والغاز الطبيعي.

المضاربون يعيدون تشكيل صورة الانكشاف

تركت المبيعات العامة للسلع مع نهاية 2011 صناديق التحوّط والمضاربين الآخرين في وضع آخذ بالتراجع مع دخول العام 2012. ومع ارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية والحد من المخاوف بشأن الديون السيادية وحالة الجفاف التي عصفت بمجالات زراعية رئيسة، وجد المضاربون أنفسهم أمام خيار البدء بإعادة اتخاذ مراكز من شأنها مضاعفة الانكشاف خلال الربع الأول؛ الأمر الذي يُساعد في تحريك الأسعار. إن من بين أكبر عشرة مراكز مضاربة النصف فقط يرتبط بقطاع الطاقة في حين أن المركز الأكثر تحريكاً للمؤشر من بين المراكز الأخرى كان فول الصويا.

ارتفع البنزين بأكثر من ربع مدعوماً بارتفاع أسعار النفط الخام وانخفاض القدرة الاستيعابية للمصافي في شمال شرق الولايات المتحدة لعدم قدرتها على تحميل مستهلكي البنزين التكاليف المرتفعة للنفط الخام. ومع ذلك، فقد ارتفع سعر بيع البنزين بالتجزئة بنسبة 20 في المئة خلال هذا الربع ليصل إلى ما يقارب 4 دولارات للغالون. ومع توقع حدوث مزيد من الارتفاع مع اقتراب فصل الصيف ووصول الطلب إلى أعلى مستوياته خلال هذا الفصل، فإن من شأن ذلك أن يصبح الموضوع الأكثر سخونة مع ترقب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة والتي تفصلنا عنها شهور معدودة؛ الأمر الذي قد يُشكل عقبة كبيرة على طريق إعادة انتحاب الرئيس أوباما.

وفي هذه الأثناء هبط الغاز الطبيعي هبوطاً كبيراً بعد أن خسر 29 في المئة ووصل إلى أدنى مستوى له خلال أكثر من عشر سنوات؛ إذ واصلت ثورة غاز حجر الاردواز توفير الإمدادات لنظام يشهد ركوداً بسبب الارتفاع غير الطبيعي لدرجات الحرارة خلال فصل الشتاء.

إلى ذلك، فقدت شهدت أسعار النفط الخام على جانبي الأطلسي اختلافاً كبيراً في الأداء مع تراجع أداء خام غرب تكساس الوسيط أمام خام برنت بنحو 10 في المئة؛ الأمر الذي أدى إلى خلق فجوة بينهما اتسعت لتصل إلى 20 دولاراً لتقترب من الرقم القياسي المسجل بين أسعارهما. إن الأسباب الكامنة وراء ضعف أداء خام غرب تكساس الوسيط معروفة جيداً. مع تضاؤل الإنتاج العالمي والتأخر في التوريد بين الدول المنتجة الرئيسية والثانوية، تنعكس الكلفة الحقيقة للنفط في أوضح صورها من خلال كلفة خام برنت.

حافظ خام برنت على سعره ثابتاً عند 125 دولاراً للبرميل مع استمرار المحادثات بشأن احتمالية تحرير احتياطات النفط الاستراتيجية وصدور بعض التصريحات المطمئنة من العربية السعودية التي كان لها تأثير بسيط على الأسعار. وفي هذه الأثناء، يُعزز ارتفاع الأسعار مخاطرة إبطاء الطلب العالمي مع بدء المستهلكين بخفض الإنفاق؛ الأمر الذي أدَّى إلى الحد من حدوث المزيد من الارتفاعات في الأسعار، على رغم استمرار التركيز على إيران وتراجع مستويات صادراتها.

شهدت المواد المعدنية الصناعية ارتفاعاً قوياً في بداية السنة في ضوء التوقعات بارتفاع الطلب مدعوماً بمشكلات العرض التي تُحركها المنازعات العمالية والأحوال الجوية غير الملائمة. إن الركود الذي يجتاح أوروبا وتدني توقعات النمو في الصين أدى إلى إيقاف تحقيق مزيد من التقدم، مع التنبؤ خلال الأشهر القليلة الماضية بالتداول بالتوازنات هبوطاً وصعوداً. ومع ذلك، تمكن النحاس من الارتداد بنسبة كبيرة وصلت إلى 11.3 في المئة في حين ارتدت بورصة لندن للمعادن بنسبة 7.3 في المئة.

الذهب

يميل الذهب والفضة إلى تحقيق تقدم في هذا الربع، والذي يعتبر الأول في هذه السنة بالنسبة إلى الفضة التي احتلت مكانة بين المعادن الثلاث الأقوى في نهاية التداول. كما قفز الذهب خلال هذا الأسبوع أملاً بوجود حافز أميركي إضافي، ليصل تقريباً إلى 1,700 قبل أن يُخفِّض البائعون من سعره. وفي أعقاب البداية القوية التي شهدها بحلول 2012، تأثر الذهب بعدة جولات من خفض المخاطر من قبل صناديق التحوط، التي بحثت في أماكن أخرى عن فرص أفضل. إلى هذا، تُحافظ الاستثمارات من خلال المنتجات المتداولة في البورصة على مرونتها، على رغم ملاحظة بعض الانخفاض أيضاً خلال مارس.

من الناحية الفنية، يجري التداول بالذهب فوق مستوى الدعم المهم 1,639، وهو ما يُمثل متوسط الخط المتحرك على مدار 55 أسبوعاً. تعرَّض هذا الخط للانكسار في عدد قليل من المناسبات خلال السنوات العشرة الأخيرة. إن أي إغلاق أسبوعي أقل من ذلك من شأنه أن يشير لمزيد من الخسائر، على رغم أنه وفي كل مرة يحدث فيها انكسار يتمكن السعر من معاودة الارتداد بشكل سريع نسبياً والبدء بالارتفاع.

التصحيحات في قطاع الحبوب

تكبدت الذرة والقمح خسائر فادحة هذا الأسبوع قبل صدور اثنين من أهم التقارير عن وزارة الزراعة الأميركية؛ إذ يُسلط هذان التقريران الضوء على مستويات المخزونات الفصلية والمحاصيل التي ينوي المزارعون زراعتها خلال الفصل المقبل. إن قدرة وزارة الزراعة الأميركية على إصابة السوق بصدمة يحتمل أن تكون قد ساهمت كثيراً في الحد من هذه المخاطرة، مع القلق الذي ينتاب مدراء الصناديق من إمكانية إثبات عدم صحة التوقعات كما حدث في عدة مناسبات خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. لقد تسببت الأحوال المناخية المعتدلة التي سادت مؤخراً ببعض الإرباك من ناحية المحاصيل التي سيزرعها المزارعون. إن ارتفاع أسعار فول الصويا تجعل منه أكثر جذباً للمزارعين، حتى وإن لم يكن قد آن أوان زراعته بعد، فقد يجد المزارعون أنفسهم أمام إغراء زراعته مبكراً؛ الأمر الذي قد يعود بالفائدة على الذرة.

فول الصويا يحافظ على الدعم

حالما خرج التقرير إلى العلن لم تكن المفاجأة التي انطوى عليها أقل مما كان متوقعاً، وخاصة بالنسبة إلى مستويات المخزونات من المحاصيل الثلاث التي تراجعت أكثر مما كان متوقعاً مع تراجع المساحة المزروعة من القمح وفول الصويا. ستزيد المساحة المزروعة بالذرة لتصل إلى أكبر حجم لها في 75 عاماً؛ الأمر الذي يترك عقود المحاصيل الجديدة عرضة للخطر مقارنة بالمحاصيل الأخرى. قد تُبقي المساحة المتدنية المزروعة بفول الصويا على ارتفاع الأسعار خلال الصيف، على رغم تراجع أسعاره هذه السنة بنسبة 14 في المئة.

من المحاذير المتعلقة بهذا التقرير أنه تم تجميعه تقريباً قبل شهر مضى، ولذلك فإن استمرار ارتفاع الأسعار خلال مارس يمكن أن يكون قد أقنع بعض المزارعين في التغيير والانتقال إلى شيء يمكن أن تتضح معالمه هذا الربيع.

العدد 3500 - الجمعة 06 أبريل 2012م الموافق 15 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً