العدد 3514 - الجمعة 20 أبريل 2012م الموافق 28 جمادى الأولى 1433هـ

زيارة مفتي مصر إلى القدس تثير الجدل

أثارت زيارة مفتي مصر، علي جمعة إلى القدس مؤخراً جدلاً في بلدان لا تزال فيه مسألة التطبيع مع إسرائيل بالغة الحساسية.

ومن المقرر أن يجتمع مجمع البحوث الإسلامية التابع لمؤسسة الأزهر الخميس لبحث الموضوع واتخاذ موقف إزاء هذه الزيارة التي انتقدتها جماعة الإخوان المسلمين بشدة واصفة إياها بـ «الكارثة» للقضية الفلسطينية.

وكانت مصر أول بلد عربي وقع معاهدة سلام مع إسرائيل في العام 1979 ولكن المثقفين والمصريين عموماً ما زالوا يعارضون أي تطبيع مع إسرائيل طالما لم يحصل الفلسطينيون على حقوقهم بعد.

وزار المفتي علي جمعة بصحبة الأمير الأردني، غازي بن محمد الأربعاء لأول مرة المسجد الأقصى في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها في العام 1967.

كما قاما بزيارة كنيسة القيامة وبطريركية الروم الأرثوذكس في مدينة القدس.

وفي تصريحات نشرتها الخميس صحيفة «الأهرام» الحكومية، دافع المفتي عن نفسه مؤكداً أنها لم تكن زيارة رسمية.

وقال الشيخ علي جمعة «الزيارة تمت تحت الإشراف الكامل للسلطات الأردنية ودون الحصول على تأشيرة أو ختم دخول إسرائيلي».

ويعتبر الأردن تقليدياً مسئول دينياً عن المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة ويقوم بالإشراف عليهما بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.

وأضاف المفتي أن «الاحتلال الإسرائيلي ينظم رحلات مكثفة لليهود من أنحاء العالم لزيارة القدس حتى بدأوا المطالبة بالتوسع على حساب المسجد الأقصى».

وتابع أن «أي شخص يزور القدس سيزداد رفضاً للظلم والاحتلال ويعود من الزيارة وقد استيقظت القضية في قلبه من جديد».

وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب إنه لم يستشر قبل اتمام هذه الزيارة وإنه فوجئ بها في وسائل الإعلام.

ونقلت الأهرام عن الطيب قوله إن «الأزهر لم يوافق قط على زيارة القدس تحت الاحتلال».

وأكد ناطق باسم الأزهر لوكالة «فرانس برس» أن مجمع البحوث الإسلامية سيجتمع الخميس لبحث هذه الزيارة واتخاذ موقف منها.

ومن جانبه، أعلن حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين (أكبر قوة سياسية في البلاد) في بيان «رفضه بشكل قاطع للزيارة مهما كانت المبررات والأسباب» مؤكداً أنها «كارثة حقيقية وضربة موجهة للجهاد الوطني الذي نجح في إفشال كل محاولات التطبيع طوال السنوات الماضية».

ودعا البيان إلى «مساءلة» المفتي «بالشكل الذي لا يسمح بتكرار مثل هذه المواقف من أي شخصية اعتبارية رسمية بما فيه إضرار بالقضية الفلسطينية».

وفي الأردن الذي وقع معاهدة سلام مع إسرائيل في العام 1994، قالت وزارة الوقف إن الزيارة «تأتي تشجيعاً للمسلمين القادرين على الوصول للمسجد الأقصى المبارك للتواصل مع قبلة المسلمين وأحد أقدس ثلاثة أماكن في الإسلام» وتأتي تلبية لنداء أخير بهذا الشأن من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.

وفي العام 2009 دعا وزير الأوقاف المصري في تلك الفترة محمد حمدي زقزوق المسلمين «إلى زيارة القدس والمسجد الاقصى بمئات الآلاف سنوياً حتى نؤكد للعالم أجمع بأن القدس قضية كل المسلمين» ما أدى إلى اتهامه بـ «التطبيع» مع إسرائيل. غير أن دعوة زقزوق قوبلت بالرفض في بلد تعارض غالبية سكانه التطبيع مع إسرائيل. وتقيم مصر علاقات سياسية وأمنية مع الدولة العبرية ولكن ليس هناك تبادل حقيقي بين البلدين وخصوصاً في المجال الثقافي. وجددت الكنيسة القبطية المصرية في 14 أبريل/ نيسان منعها لاتباعها من زيارة القدس بعد وفاة البابا شنودة الثالث الذي أصدر أمر المنع، وذلك إثر قيام مئات المسيحيين المصريين بزيارة الأراضي المقدسة بمناسبة عيد الفصح.

العدد 3514 - الجمعة 20 أبريل 2012م الموافق 28 جمادى الأولى 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 4:09 ص

      ايمن

      الله اكبر ما شاء الله
      نحن معك فضيلة المفتى د على جمعة

اقرأ ايضاً