العدد 3532 - الثلثاء 08 مايو 2012م الموافق 17 جمادى الآخرة 1433هـ

مطالبات بنهضة إعلامية جديدة بمشاركة كل الأطراف

خلال جلسة «الإعلام العربي وصدمة التغيير»

الحضور في منتدى الإعلام العربي 2012  في جلسته الأولى أمس (الثلثاء)
الحضور في منتدى الإعلام العربي 2012 في جلسته الأولى أمس (الثلثاء)

أكد المشاركون في الجلسة الأولى لمنتدى الإعلام العربي 2012 التي عقدت أمس الثلثاء (8 مايو/ أيار 2012) وتنتهي اليوم (الأربعاء) تحت عنوان «الإعلام العربي وصدمة التغيير» أن مسئولية النهوض بالإعلام تقع على عاتق عدة أطراف، بدءاً من الإعلاميين المهنيين مروراً بالمجتمع والحكومة وانتهاء بالمؤسسات التعليمية وذلك إلى جانب ضرورة وضع التشريعات المتلائمة مع مرحلة التغيير والنهوض.

وتحدث خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية، نوفر علي من مؤسسة دبي للإعلام، كل من وزير الثقافة التونسي، مهدي مبروك، و الرئيس السابق لقطاع الأخبار في التلفزيون المصري، عبد اللطيف المناوي، و رئيس تحرير صحيفة «في المرصاد» الإلكترونية، موسى برهومة، و مديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة وكالة الصحافة الفرنسية، رندا حبيب، و الكاتبة في صحيفة «الوطن» البحرينية، سوسن الشاعر.

وبحثت الجلسة في تطلعات الجمهور اليوم من وسائل الإعلام العربية، وواقع الثقة بين الطرفين في ظل طوفان القنوات الفضائية والصحف الجديدة. كما سطلت الجلسة الضوء على تنامي البيئة التقنية الكفيلة بكسر احتكار المعلومة إنتاجاً ونقلاً.

وقال مهدي مبروك إن هناك حالة فريدة من نوعها يمارسها الإعلام العمومي في تونس الآن، فقد أصبح الإعلام العمومي مستقل تماماً عن الحكومة لدرجة أنه حتى لم يعد ينصفها، مشيراً إلى أن الانتقال الديمقراطي في الدول العربية التي شهدت تحولات سياسية يقتضي مرور الإعلام بمرحلة من التقلبات والصراعات قد تستغرق عدة سنوات حتى يصل إلى مرحلة الاستقرار.

وأكد مبروك أن مسئولة النهوض بالإعلام مشتركة بين كافة أطراف المجتمع، حيث ينبغي أن يقوم المهنيون بالدور الأساسي في هذا الشأن، كما أنه يجب على الحكومة أن تتوقف عن استخدام الأساليب القديمة، وينبغي أن تقوم المؤسسات الأكاديمية بدور رئيسي في عملية التعليم والإعداد، كما أن المسئولية ملقاة كذلك على عاتق المجتمع لكي يساهم في جعل الساحة الإعلامية مستقلة وبعيدة عن الضغوط الرسمية. مؤكداً الحاجة إلى عقد إعلامي جديد تشارك فيه كل الأطراف.

بدوره قال عبداللطيف المناوي إن هناك حاجة لتحديد مفهوم مسئولية الإعلام وأن تكون للمجتمع وسيلة ما للتداخل مع هذا الإعلام وهو ما يستدعي تفعيل مفهوم ميثاق الشرف الإعلامي والمواثيق الإعلامية في التعامل مع الأخبار، مؤكداً أنه ينبغي أن يشعر الإعلاميون بمسئولية تجاه المجتمع وهو الأمر الذي يتطلب مستوى مهنياً متقدماً تفتقده الساحة الإعلامية بشكل عام.

وقال المناوي إنه في حالة المجتمعات غير المستقرة يصعب تحقيق المفاهيم وفي هذه الحالة فإن عملية الفرز ينبغي أن يقوم بها القارئ أو المشاهد.

أما موسى برهومة فأكد أن مسئولية ضبط الإيقاع الإعلامي هي مسئولية المجتمع بكل قواه الاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها حيث يمر المجتمع الآن بمرحلة المخاض والوصول إلى مرحلة المفاهيم قد يستغرق بعض الوقت، قائلاً إن المجتمعات العربية تمر الآن بمرحلة إعادة البناء ليس فقط للنظام السياسي ولكن أيضاً للبنية التحتية للمواطن العربي، داعياً إلى منح الإعلام الجديد الوقت الكافي حتى يحقق النمو والنجاح المطلوب.

وأضاف برهومة أن الإعلام صدى للتحولات التي تحدث حالياً إلا أن الإعلام الإلكتروني ما زال في حاجة لضوابط تعمل على توجيهه، كما أن هناك معرفة جديدة بعد عقود طويلة من الاستبداد السياسي، وهذه التحولات الإعلامية لابد أن تسغرق وقتاً حتى يتم الوصول إلى ضوابط نابعة من احتياجات المجتمع بمنأى عن العقل الأبوي المسيطر، مؤكداً أن الإعلام لم يعد يتنزل رأسياً وإنما أفقياً.

وتطرقت الجلسة إلى مدى نجاح وسائل الإعلام في مواكبة التغييرات. وناقش المتحدثون دور وسائل الإعلام الجديد وممارساتها. وقد تركز النقاش بشكل خاص على مسألة ما إذا كان صوت الإعلام الموجه وإعلام التبجيل والهجاء قد خفت.

من جانبها قالت رندا حبيب: «هناك كم كبير من المعلومات والوسائل المتعددة ما خلق حالة من القلق من تسيس الإعلام حيث ينبغي أن يكون الإعلام أداة لنقل الخبر وليس صنعه، مشيرة أنه لا يمكن للصحافة والإعلام أن يتواءموا مع التشريعات الحالية خاصة أن هناك حالة من الانفتاح جاءت بدون تحضير وفي هذه الأوضاع لا ينبغي أن يعمل الإعلام تحت تأثير ما يطلبه المواطن، فالأوضاع تتطلب الجرأة في طرح الحقيقة والمنطق وليس مجرد ما يتناسب مع أمزجة الجمهور.

أما سوسن الشاعر فقد تحدثت حول أوضاع الإعلام في البحرين خاصة بعد الأزمة الأخيرة التي أحدثت حسب قولها انقساماً في المجتمع البحريني مع غياب الإعلام الرسمي، داعية إلى ضرورة وجود إعلام حر مستقل يسمح للجميع بإبداء آرائهم بحرية كاملة.

هذا، وينعقد منتدى الإعلام العربي الذي تتواصل فعالياته من 8 - 9 مايو، تحت عنوان « الإعلام العربي: الإنكشاف والتحول». وقد استقطب الحدث أكثر من 3000 إعلامي من المنطقة العربية ومختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى نخبة من صناع القرار، وقادة الرأي، ورواد الأعمال. ويتضمن برنامج المنتدى ثماني جلسات وأربع ورش عمل تسلط الضوء على آراء وأفكار أكثر من 65 متحدثاً من الأوساط الأكاديمية والإعلامية والبحثية في المنطقة العربية.

العدد 3532 - الثلثاء 08 مايو 2012م الموافق 17 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً