العدد 3544 - الأحد 20 مايو 2012م الموافق 29 جمادى الآخرة 1433هـ

العالم يأتي إلى أوباما ولكن الدعم السياسي غير محتمل

بدت ثالث أكبر مدينة أميركية في أحسن حلة لها وكذلك الرئيس باراك أوباما يسير على نفس النهج حيث يحل زعماء العالم على شيكاغو مسقط رأسه لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ولكن في الوقت الذي يستضيف فيه قمة مزدوجة - قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد وقمة «الناتو» في شيكاغو - يأمل أوباما في حدوث تأثير إيجابي، ليس فقط لصالح المدينة ولكن من أجل صورته داخل الولايات المتحدة. وتوفر قمة «الناتو» التي بدأت أمس (الأحد) وقمة مجموعة الثماني التي أختتمت أمس الأول (السبت) تركيزاً نادراً على السياسة الخارجية حيث يضع أوباما معظم اهتمامه على محاولة إعادة انتخابه التي تحكمها المخاوف الاقتصادية. وتوضح استطلاعات الرأي أن أوباما يتمتع بتأييد قوي لتعامله مع السياسة الخارجية في ضوء مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن وانسحاب القوات الأميركية من العراق. وأظهر استطلاع رأي سياسي أخير أن 53 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع يوافقون على تعامل أوباما في السياسة الخارجية وأن أكثر من النصف يعتقدون أنه سيؤدي بشكل أفضل من منافسه الجمهوري ميت رومني. وأشار ماثيو جودمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن هذا الأسبوع إلى أنه رغم أن الانتخابات تتدخل في كل شيء يفعله أوباما هذا العام، فإن الرئيس من غير المحتمل أن يوجه القمتين نحو محاولة إعادة انتخابه. إلا أن أوباما لا يزال يمكنه استغلال الاجتماعات لتحقيق مكاسب. فقمة «الناتو» سوف تهتم بسياسة أفغانستان التي ستشهد إنهاء أوباما العمليات القتالية غير المرغوبة في العام 2014، كما أن قمة مجموعة الثماني فرصة له لتأكيد ما حققه العالم اقتصادياً منذ توليه السلطة. واستخدم أوباما تعليقات بعد ختام قمة مجموعة الثماني للإشارة إلى النمو والوظائف وهي تمثل أولوية كبرى لكل القادة، ولكن أيضاً بالنسبة لفرص إعادة انتخاب أوباما. وقال «نفترض ببساطة، إذا أضطرت شركة إلى تخفيض عمالتها في باريس أو مدريد، فهذا يعني فرص أعمال أقل للمنتجين في بيتسبروه أو ميلواكي».

وغالباً ما أنتقد رومني أوباما لسياساته المشابهة للديمقراطيات الاشتراكية في أوروبا، وفرصة صورة إلى جوار الرئيس الاشتراكي الفرنسي الجديد، فرانسوا هولاند قد تؤجج هذه النيران. ولكن رومني يأمل أيضاً في تسجيل نوع مختلف من الهدف السياسي مع قمة «الناتو». فالجمهوريون عادة ما ينظر إليهم على أنهم الحزب الأقوى في مسائل الدفاع وأن المرشح وبخ أوباما يوم الجمعة بشأن إضعاف «الناتو». وقال»ومن المؤسف أن إدارة أوباما أتخذت إجراءات من شأنها فقط تقويض الحلف. ويواجه الجيش الأميركي ما يقرب من تريليون دولار تخفيضات على مدى السنوات العشر المقبلة. والرئيس أوباما بعث رسالة - بقصد أو بدون قصد - مفادها أن قيمة «الناتو» تضاءلت في عيون الأميركيين». ولكن التركيز على الوضع العالمي من المحتمل أن يكون حملة قصيرة الأجل حيث يظل التركيز بدرجة أكبر على الموضوعات القريبة من الداخل. ولم يشر أوباما في رسالته الإذاعية الأسبوعية السبت إلى مزاحه مع زعماء العالم. ولكنه أستغل الفرصة لانتقاد الكونغرس. وبمجرد انتهاء القمة، سيتوجه أوباما إلى مسرح مختلف تماماً حيث يلقي كلمة حفل تخرج طلاب المدرسة العليا في مدينة جوبلين التي ضربها إعصار في ولاية ميسوري.

العدد 3544 - الأحد 20 مايو 2012م الموافق 29 جمادى الآخرة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً