شهد خام «برنت» وغرب تكساس الوسيط تراجعاً للأسبوع الثالث مع بطء رفع الأساسيات المتغيرة للمخاوف بشأن الطلب الذي يمكن أن يشكل تحدياً لمستوى التوريد المتوافر. ومع حدوث تصحيح بنسبة 17 في المئة من أعلى إلى أسفل بالنسبة إلى مجموعات خام «برنت» وغرب تكساس الوسطين، والتي أدّت خلال العملية إلى خفض حادّ في الأوضاع طويلة الأجل للمضاربين، مع عودة الاهتمام الآن للتركيز على إيران ونواياها النووية. وقبيل انعقاد الاجتماع في بغداد بين إيران والدول الغربية + الصين في 23 مايو/ أيار 2012، أمس (الأربعاء)، أعادت مجموعة الثمانية في عطلة نهاية الأسبوع تأكيد إصرارها على الاستمرار في عقوباتها الحالية، والتي أدّت إلى خفض حادّ في مخزونات النفط الإيراني في السوق العالمية.

إن هذا التصريح يفتح المجال أمام تحرير الاحتياطيات الإستراتيجية إذا ما هدّدت العقوبات بتشديد الخناق على المخزونات؛ الأمر الذي لا يُنظر إليه حالياً على أنه يوفر مستويات إنتاج قوية من العراق والمملكة العربية السعودية في وقت يشهد فيه الاقتطاع العالمي تباطؤاً من جديد. أما بالنسبة إلى المخاطرة الجيوسياسية فقد تم استبعادها من المشهد، بالنظر إلى السعر الحالي لخام «برنت» (3 في المئة دون متوسط سعر 2011). وعلى هذا الأساس وبالنظر إلى خفض المشاركة الطويلة من التجّار المضاربين، يبدو أن حدوث مزيد من الانخفاض أمر محدود وبالإمكان توقع بعض الاندماج قبل الاجتماع مع إيران؛ إذ إن أي فشل يُحتمل أن يؤثر على زيادة المخاطرة مجدداً.

وارتفع سعر قمح مجلس التداول في شيكاغو إلى أعلى مستوى له في أكثر من 8 أشهر مع تمحور التركيز السنوي على التطورات المناخية التي سببت توتراً بشأن مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة وروسيا. إن جفاف المناخ في مناطق الزراعة الرئيسية في هاتين الدولتين يمكن أن يُهدّد المحاصيل في اثنين من مصدِّري القمح الرئيسيين في العالم. إن زخم النشاط الذي حققه القمح وجد مساعدة من الحجم الكبير للتغطية قصيرة الأجل المتوقعة بعد احتلال مديري المال لأقوى الأوضاع قصيرة الأجل بالنسبة إلى السلع كافة، في ظل التوقعات التي تفيد بأن يسجّل المحصول رقماً قياسياً هذا العام.

أُوْل إس هانسن

رئيس استراتيجيات السلع في «ساسكو بنك»