العدد 3551 - الأحد 27 مايو 2012م الموافق 06 رجب 1433هـ

النخبة المصرية تخرج من الدور الأول لانتخابات الرئاسة

بسبب ابتعادها عن الواقع وافتقارها للتواصل مع الشعب

خرجت النخبة السياسية المصرية خالية الوفاض من انتخابات الرئاسة المصرية بعدما عجز المرشحون الذين دعمتهم عن الوصول لجولة الإعادة التي سيخوضها وفقاً للنتائج الأولية كل من مرشح جماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، و المحسوب على نظام الرئيس السابق حسني مبارك، أحمد شفيق.

وقال محللون سياسيون إن السبب في «فشل» النخبة هو ابتعادها عن الواقع وافتقارها للتواصل مع القاعدة العريضة من الشعب التي اختارت إما على أساس ديني وإما لمخاوف تتعلق بالأمن أو رهبة التغيير. وأظهرت نتائج غير رسمية للانتخابات التي جرت يومي الأربعاء والخميس الماضيين حصول مرسي على المركز الأول بحوالى 25 في المئة من الأصوات يليه قائد القوات الجوية السابق، شفيق. وجاء المرشح اليساري، حمدين صباحي في المركز الثالث بفارق ضئيل يليه المرشح الإسلامي المستقل، عبد المنعم أبو الفتوح. وحظي الرجلان بدعم وتأييد قطاع كبير من النخبة المتمثلة في مفكرين وفنانين وسياسيين وأحزاب من الاتجاهين الليبرالي واليساري فضلاً عن عدد من حركات شباب الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق، حسني مبارك مطلع العام الماضي. ويخوض المرشحان الحاصلان على أعلى نسبة من الأصوات جولة الإعادة التي ستجرى يومي 16 و17 يونيو/ حزيران. وقال وحيد عبد المجيد من مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية «النخبة السياسية بكل أطيافها أثبتت فشلها وأنها غير قادرة على الحوار والتواصل وبناء أي قدر من التوافق». وأضاف «الانطباع الذي أخذه الرأي العام عن النخبة السياسية من أحزاب وحركات سياسية وشبابية ومثقفين أنها لا تجيد غير الصراع والانقسام وصناعة الكلام... وكانت النتيجة أننا وصلنا إلى هذا الوضع». وفي الانتخابات البرلمانية التي أجريت أواخر العام الماضي ومطلع العام الجاري تعرض مرشحو النخبة لموقف مشابه لتسفر النتيجة عن برلمان يهيمن عليه الإسلاميون وحقق فيه الليبراليون واليساريون مكاسب ضئيلة وأرجع محللون السبب إلى بعدها عن العمل على الأرض.

وقال المحلل السياسي، نبيل عبد الفتاح «النتيجة كانت أمراً متوقعاً تماماً لأن النخبة لم تقيم أوضاع القوة التصويتية لكل طرف. فقد جرت النخبة وراء مجموعة من الأوهام وكانت بعيدة عن الجماهير. وتصارعت حول من سترشح وكان ظهورها يقتصر على الإعلام وابتعدت عن الحركة على الأرض». وأضاف « تفتقر النخبة لوجود شبكات تنظيمية على الأرض. في المقابل يعمل المرشحان المتصدران على الأرض من خلال شبكات الحزب الوطني فيما يخص شفيق ومن خلال شبكات الإخوان على الأرض فيما يخص مرسي». وقضت محكمة بحل الحزب الوطني الحاكم سابقاً بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك في 11 فبراير/ شباط العام الماضي، لكن يرى مراقبون أن الحزب لا يزال يتمتع بوجود شبكات تنظيمية في الشارع من خلال أعضائه المنتشرين في أنحاء البلاد. وقال عبد الفتاح إن شفيق «اعتمد على مخاوف الطبقة الوسطى من وصول الإخوان للسلطة والتي تتمثل في احتمالات التضييق على مصر دولياً من قوى دولية وإقليمية كما حدث مع حماس في غزة وهو ما سيؤثر على الاستقرار والاقتصاد وعلى صعيد وظائفها والخوف من غياب الأمن». وقال المحلل السياسي، عبد المجيد «المرشحان الأعلى تصويتاً أحدهما اعتمد على النظام القديم والآخر اعتمد على تنظيم قوي، والاثنان لم يكونا بمعزل عن ملايين المصريين».

وأثار الاختيار بين مرسي وشفيق والذي يمثل كل منهما القوى التي تصارعت على مدى الستين عاماً الماضية استياء كتلة المصريين الذين صوتوا لمرشحين يمثلون تيار الوسط. ويخشى هؤلاء أن يؤدي فوز شفيق (70 عاماً) وهو آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك إلى القضاء على الآمال في التغيير التي أشعلتها الانتفاضة ضد مبارك بينما سيدفع التصويت لمرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لإخوان مصر نحو تجربة الحكم الإسلامي. وقال الكاتب الصحافي، محمد ابو الفضل «النخبة مسئولة عما آل إليه الوضع أثناء نظام مبارك وهي مسئولة الآن عما آلت إليه الثورة من إخفاق يكاد يقضي عليها». وأضاف «النخبة الآن في مأزق أشد صعوبة عما كانت عليه قبل الانتخابات وفي مأزق تاريخي لأنه أصبح عليها أن تختار بين خيارين كلاهما مر». وأعرب عن اعتقاده بأن عدداً من النخبويين سيصوتون لشفيق بسبب خلافهم الفكري مع الإخوان لكنهم يخشون إعلان ذلك حتى لا يتهمون بأنهم انحازوا إلى «الثورة المضادة». وقال إن النخبة «لم تفشل في إقناع الناخبين بمرشحيها فحسب بل فشلت في إقناع أكثر من 25 مليون مصري بالمشاركة في التصويت».

وقالت لجنة الانتخابات الرئاسية إن نسبة التصويت بلغت حوالى 40 في المئة من عدد الناخبين المسجلين الذي يتجاوز 50 مليون ناخب.

العدد 3551 - الأحد 27 مايو 2012م الموافق 06 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً