صافحت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية أمس الأربعاء (27 يونيو/ حزيران 2012) مارتين ماكجينيس القومي الأيرلندي الشمالي خلال لقاء يمثل دفعة رمزية للمزيد من المصالحة لدفع عملية السلام في إيرلندا الشمالية.

وجرت المقابلة التي تحظى بتغطية إعلامية كبيرة في معرض للفنون في بلفاست عاصمة إيرلندا الشمالية، ثم تصافحا مرة أخرى أمام الكاميرات بعد وقت قصير.

وتعد هذه المصافحة مهمة في ظل التاريخ المرير بين العرش البريطاني والقوميين الإيرلنديين والحرب الأهلية التي استمرت لثلاثة عقود بين البروتستانت الموالين لبريطانيا والكاثوليك الجمهوريين الموالين لإيرلندا. ويشغل مارتين ماكجينيس الآن منصب نائب الوزير الأول لإيرلندا الشمالية بعد أن كان قائداً بالجيش الجمهوري الإيرلندي، الذي كان يعد جماعة إرهابية مسلحة شبه نظامية موالية لإيرلندا.

وقال خلال لقائه بالملكة: «من المهم أن نعترف جميعاً أننا في مكان مختلف». وأكد أن «جميع الأطراف» عانت من الصراع، مشيراً إلى البعد الشخصي للقاء أمس.

وقبيل الاجتماع مع الملكة البريطانية، التي ظل القوميون الإيرلنديون لعقود يرونها أنها تجسد الاحتلال البريطاني للإقليم، قال ماك جينيس إن قراره يشكل خطوة مهمة تجاه المصالحة بين القوميين والوحدويين الموالين لبريطانيا. وقال: «عندما أصافح الملكة إليزابيث الثانية فأنا أصافح فعلياً وعاطفياً مئات الآلاف من الوحدويين. وأعتقد أن هذا أمر جيد». وبدأ الصراع في إيرلندا الشمالية أواخر ستينات القرن الماضي وبدأت عملية السلام العام 1998، وحصد الصراع أرواح أكثر من 3500 شخص.