العدد 3598 - الجمعة 13 يوليو 2012م الموافق 23 شعبان 1433هـ

عنصر التواصل غائب في السنة الدولية للتعاونيات (2-2)

في كوستاريكا تمثل التعاونيات ما يعادل أكثر من أربعة في المئة من إجمالي الناتج القومي، وأكثر من 10 في المئة من إجمالي الناتج المحلي الزراعي.

وتضيف تشينتشيا «بفضل الحركة التعاونية وضع في كوستاريكا نموذج للاندماج الاجتماعي. وإلى جانب النشاط الاقتصادي، تلعب التعاونيات دوراً مهماً في نظام التعليم وتوفير الخدمات الصحية. وعلى سبيل المثال، تدير التعاونيات 23 في المئة من نسبة الالتحاق بالمدارس».

وفي الوقت نفسه، يقول الخبير البرازيلي في الحركة التعاونية روبرتو رودريغيز: «إن العولمة الاقتصادية تزعج السلام والديمقراطية لأنها تخلق الإقصاء الاجتماعي وتمركز الثروة، في حين أن التعاونيات تعمل كذراع اقتصادي للتنظيم الاجتماعي وتسعي للتصدي لهذا الاتجاه... التعاونيات تعمل على سد الفجوة بين السوق والرفاهية الجماعية، وبالتالي فهي أداة للدفاع عن السلام والديمقراطية».

يتجلي من هذا أن السنة الدولية للتعاونيات قد فشلت في إحياء اهتمام عالم التواصل الإعلامي، على رغم أهمية التعاونيات كأداة بديلة للنماذج الاقتصادية الراهنة.

ويكمن ذلك إلى حد ما في تشتت الرسالة على رغم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والسنة الدولية للتعاونيات ووسائل الإعلام التعاونية العديدة في جميع أنحاء العالم. وقد لوحظ عدم وجود تنسيق فعال بين الجهات التعاونية الفاعلة ووسائل الإعلام من خلال تعاون حقيقي.

وبغض النظر عن هذه المناسبة، تتضح حاجة الحركة التعاونية لتبني استراتيجية للتواصل الاجتماعي، وتزويد نفسها بوسائل لنشر رسالتها عن أنشطتها، وبدرجة أكبر من ما فعلته حتى الآن المنظمات المختلفة.

ينبغي إنشاء تجمع حقيقي لوسائط الإعلام التعاونية. فيتعلق الأمر بالتقاء وسائل الإعلام التعاونية أو المنظمة مثل التعاونيات، للتوافق على تنسيق المعلومات والجهود المبذولة لتحقيق أثراً أكبر من الرسائل الجوهرية.

كذلك فينبغي خلق أدوات مشتركة لتعميم المحتويات التقليدية والجديدة التي تنتجها وسائل الإعلام الاجتماعية.

وترتهن فعالية مثل هذه الأدوات بتأهيل الصحافيين وتدريبهم على الحركة التعاونية. فكما هو الحال بالنسبة لغيرها من التخصصات الإعلامية، يتطلب التخصص في قضايا التعاونيات مهنيين مدربين على هذا النوع المحدد من الإعلام.

الواقع هو أنه لا توجد احتياجات اقتصادية أو اجتماعية في جميع أنحاء العالم لا تمثل الحركة التعاونية عاملاً حاسماً فيها. ولذلك، تفرض الحركة التعاونية نفسها كضرورة لمواجهة التحديات الكبرى للبشرية، ولكن أيضاً باعتبارها شكلاً من أشكال الإدارة التشاركية والأفقية القادرة على توليد عائدات أعلى.

وختاماً يمكن القول إن الحركة التعاونية أكثر من أي وقت مضي تقوم كعامل تنظيمي حاسم وكوسيلة للإنتاج بديلة للشركات عبر الوطنية. فليس هناك ما هو أكثر حداثة وأكثر ضرورية من المشروع التعاوني.

ماريو لوبتكين

مدير عام وكالة إنتر بريس سيرفس

العدد 3598 - الجمعة 13 يوليو 2012م الموافق 23 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً