العدد 3598 - الجمعة 13 يوليو 2012م الموافق 23 شعبان 1433هـ

مساحة حرة - «كجيرو تويودا»

حسين ناصر الحبيب
حسين ناصر الحبيب

في عالمنا الواسع لدينا يقين بمبدأ التغيير من خلال الآية الكريمة «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ» ولكن اليقين لا يتعدى قراءة هذه الآية الكريمة، فالمبدأ منتشر ولكن المنهجية مازالت بطيئة وغير واضحة. كما أن الحذو نحو النموذج الأميركي في إدارة الأعمال أثبت فشله خلال السنوات الماضية مقارنة مع النموذج الياباني لإدارة الأعمال. إذ إن التغيير يتطلب التعرف على مبدأ التحسين المستمر.

يعود ذلك البطء في التغيير لعدة أسباب أبرزها أنه ينتج لنا خاسرين وكاسبين كما أنه يحتاج إلى وقت لكي تظهر النتائج ما يفقد الحماسة في مسيرة التغيير، إضافة إلى رصيد التجارب الفاشلة في المنطقة.

عوداً على نموذجي إدارة الأعمال، فقد بدأت الجامعات الأميركية بتدريس النظريات اليابانية في مقررات «إدارة الأعمال»، بعد أن أثبت اليابانيون تميزهم في هذا المضمار خاصة بعد الهزات الاقتصادية العنيفة التي تأثر بها العالم بسبب سوء إدارة الأعمال الأميركية، وعدم قدرة الاقتصاد الغربي على الصمود خلال النكسات الاقتصادية الماضية. يتمثل نجاح إدارة الأعمال اليابانية في شركة تويوتا كمثال واضح للعالم، فبعد الكثير من التجارب والمعوقات، تمكن «ساكيجي تويودا» وابنه «كيجيرو» من تأسيس (شركة تويودا للحياكة) في العام 1918م. لم يكن الابن «كجيرو» مجّردَ حائك، كان يُحب الاختراع والتجارب، فبعد زيارة لمصانع السيارات في أميركا وأوروبا، بدأ يفكر جدياً بتأسيس مصنع للسيارات في اليابان يضاهي العالم المتطور آنذاك، في حين كان الاقتصاد الياباني هشاً ويشكو ضعفاً كما أن الثقافة المنتشرة المعيقة للتطور الاقتصادي شبيهة بعالمنا المحيط.

إن سر اليابانيين يقع في مفهوم «كايزن» و«هانساي»، التحسين المستمر والتفكّر المستمر، اذهب وانظر وفكر بالخطأ، وتعد فكرة التخلص من الهدر والتبذير في العمليات هي أساس التغيير من خلال كايزن ولذلك تعتبر كايزن عملية تحسين مستمرة ودائمة.

العدد 3598 - الجمعة 13 يوليو 2012م الموافق 23 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً