العدد 3598 - الجمعة 13 يوليو 2012م الموافق 23 شعبان 1433هـ

مساحة حرة - تأملات في الوضع السياسي

أحمد فرج
أحمد فرج

لا يخفى علينا بأن البحرين قد أصبحت أمام واقع سياسي معقد ولا يملك فك عقدته إلا السلطات العليا في الدولة, فبعد الاحتجاجات الشعبية في العام الماضي (ولا تزال مستمرة) انقسم الشارع البحريني إلى عدة أقسام فمنهم من يؤيد النظام ويحبذ الاستمرار على نفس الحال والآخر يعارض ويطالب بديمقراطية أكثر لمعيشة أفضل.

عند النظر لكل طرف على حدة سوف تتضح الصورة جلياً وقد حرصت كل الحرص ان أكون حيادياً بأقصى ما يمكن. فمثلاً المؤيد للنظام يكون شخصاً لا يحب المغامرة في الأمور السياسية وقنوع بأن الوضع الحالي قد لا يكون الافضل بالنسبة له ولكنه في أسوأ الاحوال جيد وأحسن من حال غيره. ومن خلال استطلاعي وجدت بأن المؤيد يعتبر أي انتقاد للسلطات هي بمثابة إساءة لشخصه وليست عملية تقييم شاملة. قد تكون هذه القناعات قد تولدت نتيجة لوصول المؤيد لمرحلة الأمان وذلك بحصوله على بعض من أبسط حقوقه ( كالوظيفة والمسكن) ولكن في الوقت نفسه قد يفتقر الى حقوق أخرى يغض الطرف عنها بسبب حصوله على الحقوق التي ذكرتها سالفاً. في المقابل نرى المعارض غير راضٍ عن أداء السلطات وينتقدها لأنه لا يملك أبسط الحقوق (مثل الوظيفة والمسكن) لذلك يشعر بالظلم من افتقاره لهذه الحقوق ونتيجة لتراكم هذه المشاعر عمدت مجموعة من الشباب الى الخروج في مظاهرات سلمية لكي يعبروا عن انتقادهم للسلطة ومطالبتهم بحقوقهم. بينما اعتبر المؤيدون هذه الاحتجاجات خروجاً عن النص وخطأ لا يمكن المرور عليه مرور الكرام.

الحل في البحرين من وجهة نظري يجب ان يكون سياسياً بغض النظر عما حدث في الماضي فالدولة تحتاج أبناءها المخلصين من جميع الاطراف وهم قادرون على أن يبنوا بحرين المستقبل دون اللجوء الى استقدام خبرات من الخارج. الحوار بين السلطة والفئتين المؤيدة والمعارضة شيء لابد منه بدلاً من الصراعات التى نعيشها حالياً في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ولكن يستوجب التعاون من جميع الاطراف، فمثلاً السلطة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ان تُقدم تنازلات كالإفراج عن ناشطين سياسيين، والمؤيدون يجب ألا يعتبروا هذه الخطوة تنازلاً.

الوضع السياسي في البحرين قد يستمر في التعقيد أكثر طالما استمر البعض في التماطل عن الحل السياسي وتهميش طرف على آخر, لأن البحرين بحاجة إلى جميع الأطراف وليس المعارضة فقط للنهوض بمستقبل البحرين، والحديث عن الوضع السياسي قد يطول ولكن هذه نقاط من وضعنا السياسي الذي نتمنى أن يحل بأقرب ما يمكن. كلنا البحرين.

العدد 3598 - الجمعة 13 يوليو 2012م الموافق 23 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 7:32 م

      مقال رائع

      الاخ أحمد شهادتي فيه مجروحة لم يرقص على جروح الأخرين وقال رأيه المحايد تحية من الأعماق لك يا حُر\\r\\nسعدت جدا بمقالك ياخوي \\r\\nالله يحفظك\\r\\n

    • زائر 8 | 8:25 ص

      قارئ

      مقال جميل ونظرة محايده فيها من الإنصاف الشيء الكثير والبعيد عن التقوقع .

      بارك الله فيك وعساك عالقوة دوم

    • زائر 7 | 7:58 ص

      الله يرحم والديك

      عاشت هذه الاصوات الحقانية والشريفة فهنيئا لاهل البحرين بهكذا انواع من الرجال الذين يقولون كلمة الحق ولا اجاملك اخي احمد لقد دمعت عيني عندما قرأت مقالك الرائع والذي يفترض ان يكتب من ذهب حاله حال المقالات الوطنية النابعة من القلب الى القلب فشكرا لكم اخوك احمد

    • زائر 6 | 6:03 ص

      منك و فيك

      ترانى منك و فيك خوى فرج و عساك على القوة و التكاتف بعيد عن ما يرمى لة اعداء البلد من تفرقة سوداء مظلمة . و حدة شعب و حدة مطالب و الى الامام . و المتمصلحين ترة يعرفون كل شىء .

    • زائر 5 | 4:03 ص

      رجل و الرجال قليل

      كلام محايد و واقعي

    • زائر 2 | 11:39 م

      ياليت ايفهمون ان تهميش المعارضه

      لايلغي وجوده لايمكن نفي شعب اونصف اوربع شعب ولايمكن ان تلغي حقوقه واحتياجاته اذا لم تلبى طبيعي يطالب بها واذا لم تلبى سيخرج للشارع للتظاهر

    • زائر 1 | 11:33 م

      عشت

      كلام معقول صراحة و منصف

اقرأ ايضاً