العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ

مساحة حرة - إنجاب الإناث بين الواقع والطموح

جميلة هي الحياة بالاختلاط مع البشر والاجتماع معهم في السراء والضراء سواء كانو من الأهل، الجيران، الأصدقاء، زملاء العمل وزملاء الدراسة.
ولكن لكلٍّ ظروفه التي ربما بها يبتعد عن المحيطين به ولو كانوا مقربين فما ظنكم بذوي العلاقات البسيطة.
أشعر بالسعادة عندما أقضي مشاويري الخاصة سواء تسوق أو غيرها فأرى أناساً قد طال الغياب بيني وبينهم فنبدأ بالسلام ومنها الكلام عن الأحوال وما جرى خلال الفترة التي لم نلتق فيها، ذات مرة رأيت واحدة من معارفي فبدأنا بألقاء التحية وتبادلنا الكلام، ولكن فاجأتني بخبر لم أتوقعه وهو أن علاقتها مع زوجها قد تدمرت كلياً بسبب إنجابها للإناث، حيث أن زوجها يهددها بالطلاق في كل مرة ويلقي اللوم عليها وكأنها هي من يحدد نوع المولود.
الظواهر الطبية تثبت أن تحديد النسل يكون بسبب الزوج وليس الزوجة ولا ننسى أن نتطرق الى ظاهرة مهمة في الموضوع وهي أن الله تعالى هو الأول والآخر الآمر في هذا الموضوع كما قال تعالى في كتابه العزيز ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ﴾
إذا كان لديك اعتراض أيها الزوج فوجه عتابك الى الله وليس الى زوجتك التي ليس لها يد في الموضوع.
ومن هناء سأتطرق الى الناحية الدينية في الموضوع، وهي الالتفات الى اقتداء المسلمين برسول الله (ص) في كثير من جوانب الحياة ومن خلالها يبادرني هذا السؤال:
هل رسول الله (ص) قدوة لشباب المسلمين؟
خلق الله تعالى البشر كما خلق رسوله الكريم محمد (ص) وأعطاه ميزة أنه أفضل البشر وأفضل مخلوق على وجه الأرض، وذكر ذلك في أكثر من آية في كتابه العزيز تبين فضله ومكانته ومنها ضرورة الاقتداء به والسير على نهجه.
إن كان رسول الله (ص) قدوة لنا فلماذا نطبق هذا الأمر في الجانب الديني ونتغاضى عن الجوانب الأخرى ومنها حياة الرسول (ص) الأسرية؟ ألا يحب أن نأخده عبرة لنا في جميع الأمور؟
عندما نلقي نظرة بسيطة لشباب اليوم نجدهم يعترضون على زوجاتهم في حال يلدن لهم أكثر من بنت، رسول الله (ص) لم يعترض على ربه على هذه المسألة! هذه نظرة الجاهلية كما قال تعالى "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بالأُنثَى ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّاً وَهُوَ كَظِيمٌ"، لهذا تجاهلها الرسول (ص).
لماذا يا إخوتي؟ هل نسلكم سيبقى الى آخر العمر مخلداً بأبنائكم وأحفادكم أم بسمعتكم وذكراكم الطيبة التي ستبقى كشهادة لكم بعد مماتكم؟
والآن أين هم المسلمون الذين يدعون اقتداءهم برسول الله (ص)؟
إن لم تكونوا قادرين على الاقتداء بالرسول (ص) في هاتين الميزتين اللتين ميزهما المولى جل وعلا في أفضل خلقه إذاً كيف لكم أن تتبعوا دينه بالوجه الصحيح؟
وأخيراً نظرة بسيطة أحبتي من عقولكم وأعينكم لحياة الرسول والاقتداء به تمنحكم الراحة الدنيوية والأخروية وترزقكم الرضاء بقضاء الله و قدره.
 

العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً