العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ

سورية وتصاعد الخلافات

بعد انقشاع ضباب الحرب العالمية الثانية، وفي ظل استمرار الحرب الباردة بين "الكبريين" وأفول نجم الاتحاد السوفياتي السابق ما عرف بروسيا لاحقاً، وبروز الولايات المتحدة الأميركية كقوة عظمى على مستوى دول العالم بلا منازع ولا منافس لسنوات عديدة، كانت هي المحرك الداعم لثورات الربيع العربي، وقوفاً مع الشعوب الثائرة ضد الأنظمة القمعية والمستبدة.

فموقف الولايات المتحدة لم يتغير بداية بثورة البوعزيزي في تونس وتلتها مصر وليبيا، وصولاً لسورية الحدث الأكثر بروزاً في خضم الثورات المتلاحقة، وذلك لاستمرار رفض نظام بشار الأسد التنحي والذي وضع الوضع الدولي أمام تجاذبات وتموجات دولية.

فبرزت دول مؤيدة لإسقاط نظام الأسد ومنها الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وقطر وتركيا، وبالمقابل روسيا وإيران ولبنان والعراق، وموقفهم الصريح والواضح إزاء القوة العظمى في دعم نظام الأسد والتهديد من التدخل العسكري في سورية.

فتصاعد الأحداث ليس على المستوى الداخلي الذي راح ضحيته أكثر من 20000 قتيل ومفقود وأكثر منهم مهجرون ومبعدون ونازحون عن منازلهم، ما ينذر بكارثة إنسانية مع استمرار الحرب القائمة بين الطرفين وصعوبة دخول منظمات الإغاثة ووصول المساعدات للمحاصرين بالداخل من الأهالي.

وبالنسبة للمستوى الاقليمي والدولي فالوضع في أخذ ورد فتصريحات كبير الباحثين الدوليين بالشرق الأدنى ديفيد بوبوك الليلة الماضية على قناة العالم الإخبارية، "لابد من خلق قوى متوازنة بين المعارضة ونظام الأسد"، وعدم نفيه من القيام بتسليح المعارضة لامتلاك أسلحة ثقيلة، وتصريحات علي لاريجاني على قناة العالم بتاريخ 22 يوليو/ تموز 2012 "أعتقد بأن دعوات الكثير من دول المنطقة وخارجها إلى التدخل العسكري في سورية خارج إطار مجلس الأمن سيكون ثمنها غالياً جداً لهذه الدول لأنها تعطي الإذن لكل الدول للقيام بتجاوزه" هل هذا ينذر بحرب إقليميه؟ وتصريحات ديفيد بوبوك إزاء النظام الروسي "بمن يأخذ بالتصريحات الروسية"!

فهل هذا فوران لتصاعد الخلافات بين العظميين علناً من جديد؟ وهل هذا ينذر بحرب عالمية أم ماذا؟

عبير عبدالأمير العرادي

العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً