العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ

مساحة حرة - من أجل الـوطن.. كل الوطن

في ظل أوضاع مجتمعنا الراهنة، نقف، ونطيل النظر إلى طريق كان موحد وانشق أمام ناظرنا، أوراق راهن الكثير عليها وخسر الرهان، وأخذ الجميع يمشي في كهف أسـود أدى بنا في نهاية الطريق إلى خندق واحد.. «الطائفية».

عنوان دمّر أمماً وبلداناً، قضى على مستقبل أوطان، وأوقف مشاريع الإبداع، وشق روح عمل الشباب، قضية تدفقت أرجلها كالإخطبوط بيننا، إلى أن وصلت لأهم فئة قد ينشل بسببها المجتمع، ألا وهم الشباب.

عراقيل وعقبات لابد أن يمر بها أي بلد، ولكن العبرة هنا كيف للمجتمع كأفراد السيطرة على تدفقها، وخلق الثقافة والوعي الكافيين لتصدي هذا الـدع « الطائفي» البغيض، الذي لم ينتج إلا من المتسلقين والمتمصلحين الذي وضعـوا مصالحهم الشخصية نصب أعينهم ناسيين أو متناسين «لا يهم» المصلحة العامة والمصلحة الأسمى في رقي ونهوض الوطن كل الوطن؟

نقطة البداية، يكون الطفل في كنف الوالدين، أي أن ينشأ الطفل في بيئة أسرية تربي أطفالها على الوحدة والتسامح وتقبل الآخر، وتصنيف الطائفية من سلم أولويات الممنوعات لدى الطفل، حتى يكبر وتتبلور أفكاره وقناعاته على مفاهيم الوطنية الحقة، ولا يمكن أن نكمل مشوار الوطنية بلا وجود دور الحي «الفريج» في تثبيت تلك القناعات الرافضة للتفرقة على أساس المذهب، ونستمر بالتسلسل إلى المدرسة التي يقضي فيها ساعات من يومه فلها دور لا يقل عن دور الأسرة، فالطفل إما أن يكتسب مبادئ وقيم تترسخ فيه، وإما أن تخلق فيه أداة لنشـر الطائفية، بعد أن ترعرع طفل الأمس بين الأسرة والمدرسة، يدخل في مرحلة جديدة مغايرة يكسب فيها مهارات ويخرج عن الإطار التقليدي، فقد يلتحق بنادٍ أو جمعية أو مؤسسة تركز على جوانب اهتماماته وهواياته، وهنا تبدأ المهمة الصعبة بتأقلم شاب المستقبل وتأهيله للمجتمع ينادي بالمحبة وتوحيد الصف والعمل من أجـل وطن ينبذ الطائفية، عمق المشكلة يكمن في النشأة وتوزيع الأدوار لجهات وأفراد مؤمنين أن لا يمكن لأية أمة أن تمضي قدماً لنهوض مستقبلها ما دامت تعاني من مشاكل في التفرقة، والمجتمع متى ما وحد صفوفه يستطيع أن يفتح آفاق الإبداع لحاضره ومستقبله وبناء حضارة تليق بأبنائه، وكل هـذا يكون كلمات في عالم المثالية، حيث إن تهيئة الأفراد والأسر والقائمين على جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات ورجال الدين والإعلام الرسمي، ودور الدولة كدولة هو من سينقذنا من الكابوس المزعج الذي نراه كل ما غفت أعيننا، وبهذا الشكل كل فئات المجتمع وجهاته تستطيع أن تسلك طريقها لأجل وطن.. لا لأجل الطائفية.

شيماء عبدالله جمعة عبد الحسين

العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً