كشف الرئيس التنفيذي لشركة باينبريدج للاستثمارات الشرق الأوسط، طلال الزين، عن خطط الشركة لتأسيس صناديق استثمارية وتحوّط جديدة في البحرين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) قريباً بهدف الاستفادة من السيولة المتوافرة في هذه المنطقة، والتي ذكر أن حجم الأصول فيها تبلغ نحو 3 تريليونات دولار.

وأوضح الزين، أن نشاط الشركة يشمل العديد من القطاعات المالية من ضمنها إدارة الأصول والاستثمارات، والاستثمار المباشر، وتوظيف الأموال في الأسواق المالية الإقليمية والعالمية، بهدف مدّ جسور التواصل والتفاعل بين المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط ودول آسيا.

وأبلغ الزين «الوسط» في أول مقابلة منذ تأسيس شركة «باينبريدج» (PineBridge) المقر الإقليمي في البحرين لتغطية منطقة مينا وتركيا، أن نشاط الشركة يتركز على 3 محاور أولها «الاستثمارات المباشرة، أو private equity، والمحور الثاني إعداد محافظ واستثمارات للمستثمرين ليس في المنطقة وإنما عالمياً أيضاً، في أسواق التداول، مثل أسواق الأسهم والسندات».

وبيّن أن الأسواق في المنطقة تتمتع بفرص واعدة وخاصة أن أغلب السندات المتوافرة هي سندات حكومية، وأنه بسبب الثروات الموجودة في المنطقة، فإن المجازفة (في السندات) قليلة بالمقارنة مع المناطق الأخرى في العالم، وبالتالي فإن المستثمرين العالميين يمكنهم الاستثمار في هذه الأدوات».

وأضاف «سنقيم صناديق استثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والفريق الذي سيدير هذه الصناديق سيكون مقره البحرين. منطقة الخليج تتمتع بفرص كثيرة، ويمكن تسجيل هذه الصناديق في البحرين أو في دولة الإمارات العربي المتحدة وقطر، أو أي دولة أخرى، لخدمة المؤسسات والأفراد».

أما المحور الثالث، بحسب ما أفاد به الزين، فهو توزيع الاستثمار والذي ينقسم إلى ثلاثة من ضمنها «الفرصة الاستثمارية الموجودة حالياً مع باينبريدج للاستثمار عالمياً مثل أسواق الأسهم العالمية والأسواق الناشئة، والسندات الحكومية وسندات الشركات، وكذلك الاستثمارات المباشرة في الاقتصادات المتطورة والأسواق الناشئة، بالإضافة إلى صناديق التحوّط».

وبيّن الزين، الذي كان الرئيس التنفيذي السابق لشركة ممتلكات البحرين القابضة، أن الشركة تقوم في الوقت الحاضر بالتحدّث إلى مؤسسات في المنطقة لتعريفها بالخدمات التي تقدمها «باينبريدج» في الأسواق العالمية والناشئة، «والتركيز الأكبر سيكون على الأسواق الناشئة في آسيا وجنوب أميركا، وأوروبا الشرقية، وإفريقيا، ومنطقة مينا».

من جهة أخرى رد على سؤال مكتوب بشأن مستقبل الاستثمار في المنطقة فقال: «تبلغ معدّلات النمو السنوي المتوقعة في المنطقة 4,5 في المئة بالمقارنة مع 3,3 في المئة معدّل النمو المتوقع في جميع الأسواق العالمية».

وأفاد «لا ننسى أن دول المنطقة تحظى بسيولة كبيرة؛ إذ يقدر حجم الأصول فيها بنحو 3 تريليونات دولار؛ ناهيك عن التصنيفات المشجّعة التي منحتها وكالات التصنيف الائتماني العالمية لمعظم المؤسسات المالية والاستثمارية في المنطقة».

وأضاف «لهذا نتوقع أن تواصل دول الخليج تحقيق أرقام ايجابية؛ الأمر الذي ينعكس على المناخ الاستثماري العام خلال السنوات المقبلة».

وتطرق إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط فذكر أنها توفر «فرصاً استثمارية واعدة؛ إذ تعدّ من أهم الأسواق الناشئة التي باتت تستقطب مستثمرين يبحثون عن مكان آمن للاستثمار وخاصة في ظل الأجواء الاقتصادية السائدة».

وقال الزين: «لم يكن لحال عدم اليقين التي تعيشها الأسواق العالمية، وخاصة أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، أي أثر كبير على الأسواق الخليجية، وذلك بفضل ما تشهده تلك الأسواق من استثمارات كبيرة في مشاريع تطويرية وإنمائية من شأنها أن تحسّن النمو الاقتصادي وتجعله أقل عرضة للأزمات الاقتصادية العالمية».

كما أجاب على سؤال عن التحديات التي تواجهها الاستثمارات في المنطقة فشرح أنه مع كل فرصة جديدة في قطاع الاستثمارات يأتي تحد جديد، «ففي الوقت الذي تتوافر فيه السيولة الكافية في المنطقة، لا ينعكس هذا الأمر بشكل واضح على أداء أسواق المال والبورصات المحلية».

وأضاف «أعتقد أن هناك نقصاً في حجم الأسهم المطروحة في بعض أسواق المال في المنطقة. فالمستثمرون في منطقتنا معتادون على امتلاك الأسهم أكثر من تداولها والتجارة بها؛ الأمر الذي يضع بعض القيود على الأداء العام لتلك البورصات».

وقال الزين: «انطلاقاً من مقرنا الرئيسي في البحرين، سنغطي أعمال الشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى جانب مكاتب الشركة الحالية في دبي وإسطنبول».

وأضاف «هدفنا من خلال افتتاح مكتبنا الإقليمي إلى تسهيل الوصول إلى زبائننا في أسواق المنطقة بالإضافة إلى اغتنام الفرص الاستثمارية والسيولة المتاحة وتعزيز حضورنا في سوق حيوية تعد من أهم الأسواق الناشئة في العالم».

ورد على استفسار عن القطاعات التي ستركز عليها الشركة فأفاد الزين «سنركز من خلال عملنا على تقديم خدمات بمواصفات عالمية في مجال الاستثمار المباشر وإدارة الاستثمارات وسنسعى إلى إتاحة الفرصة أمام زبائننا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للاستثمار في منتجات «باينبريدج» العالمية».

كما ذكر أن دور الشركة لن ينحصر في توظيف الاستثمارات العالمية فحسب؛ بل سيشمل أيضاً الاستثمار في أصول في المنطقة؛ إذ «تقوم عملياتنا في الشرق الأوسط على ثلاثة محاور رئيسية: يرتكز المحور الأول على الاستثمار المباشر بالمنطقة، ويشمل المحور الثاني إدارة الاستثمارات الإقليمية والعالمية التي تضم إدارة الثروات وتطوير المنتجات».

ويتلخص المحور الثالث في توظيف الأموال في الأسواق المالية الإقليمية والعالمية، «وستركز باينبريدج للاستثمارات - الشرق الأوسط على دول منطقة الخليج العربي، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالإضافة إلى تركيا، وسنعمل من خلال موقعنا على تطوير آفاق العمل والتعاون من خلال مد جسور التواصل والتفاعل بين المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط ودول آسيا»..

وبالنسبة إلى المجالات الاستثمارية، قال الزين: «سنركّز على القطاعات الحيوية في المنطقة مثل قطاع خدمات النفط والغاز، وأيضاً القطاعات التي نتوقع أن تشهد طلباً لافتاً على المدى القريب والمتوسط، مثل قطاعي الصحة والتعليم».

يذكر، أن شركة باينبريدج للاستثمارات، هي شركة متخصصة في إدارة الأصول وتعمل لصالح زبائنها من شركات وأفراد عبر شبكة واسعة من الأسهم المدرجة، والدخل الثابت، والاستثمارات المباشرة، وصناديق التحوّط.

وبدأت الشركة نشاطها بشكل رسمي في شهر يوليو/ تموز العام 2012، بعد حصولها على رخصة من الفئة الأولى من مصرف البحرين المركزي.

ويبلغ حجم الأصول التي تديرها شركة باينبريدج للاستثمارات العالمية نحو 69 مليار دولار أميركي، وتتمتع بخبرة تزيد على 60 عاماً في هذا المجال، ويعمل لديها 760 موظفاً في 28 دولة حول العالم.

وتركّز «باينبريدج للاستثمارات» على إدارة الأموال، وتولي مزيداً من الاهتمام للأسواق الناشئة بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، وتعود ملكية «باينبريدج للاستثمارات» لمجموعة الاستثمارات الخاصة (PCG) والتي مقرها هونغ كونغ وللجهاز التنفيذي للشركة.