قال مصرفيون في البحرين إن شركة نفط البحرين (بابكو)، التي تشغّل مصفاة النفط الوحيدة، وقعت اتفاقات «سرية خاصة» مع بعض البنوك الرئيسية في المملكة في وقت تسعى إلى تعيين مستشار مالي بهدف تطوير المصفاة، بكلفة تصل إلى 6 مليارات دولار، لمضاعفة إنتاجها.

جاء ذلك في وقت بدأت فيه «بابكو»، المملوكة إلى الحكومة البحرينية، المرحلة الثانية من خطة رئيسية لتطوير المصفاة التي بنيت في العام 1936، وتحويلها إلى مصفاة جديدة عن طريق تغيير الأجزاء الرئيسية، في خطة تستمر حتى العام 2017، لإنتاج منتجات عالية الجودة.

فقد أبلغ مسئول كبير في إحدى المصارف في المنامة أن «بابكو» تريد الحصول على مستشار مالي لتطوير المصفاة، وأنها اتصلت بالعديد من المصارف الرئيسية، ووقعت اتفاقات «سرية خاصة» بهذا الشأن مع بعض البنوك في البحرين في الآونة الأخيرة.

وذكر المسئول، الذي رغب في عدم ذكر اسمه، «نحن من ضمن بنوك أخرى قامت الشركة بالاتصال بها. الخطوة التي قامت بها بابكو هدفت على ما يبدو إلى ضمان سرية تامة في جهودها في عملية تمويل تطوير المصفاة التي تبلغ كلفتها نحو 6 مليارات دولار، وتعد أكبر عملية تمويل في تاريخ البحرين».

وقالت «بابكو» إن المرحلة الثانية من تطوير المصفاة بدأت في نهاية سبتمبر/ أيلول العام 2012؛ بعد اكتمال الخطة الرئيسية (Master Plan)، وهي المرحلة الأولى، وقام بها فريق من الفنيين في «بابكو»، وهدفت إلى إدخال تغييرات كبيرة في المصفاة، التي تنتج في الوقت الحاضر نحو 265 ألف برميل من المنتجات المكررة يومياًً.

وكان من المفترض أن يتم اتخاذ قرار بشأن خيارات الخطة الرئيسة لتطوير مصفاة النفط في وقت سابق من هذا العام، ولكن تم إرجاء اتخاذ قرار حتى الآن، في ظل آمال بمزيد من الاكتشافات النفطية، وزيادة الطاقة الإنتاجية الحالية، المتوقع أن تبلغ أكثر من 50 ألف برميل يومياً في نهاية العام 2012.

وكان الرئيس التنفيذي للشركة، غوردن سميث، قد أفاد بأن تطوير مصفاة النفط هو أكبر مشروع يتم تنفيذه في تاريخ البحرين، ولذلك سيأخذ وقتاً لكي يكون المشروع صحيحاً، ودراسة الجدوى والنظر في الخيارات ستستمر هذا العام، وسيتم في الربع الأول من العام 2013 تعيين شركة للتصاميم الهندسية.

وتنتج البحرين، وهي مصدر صغير للنفط، نحو 45 ألف برميل يوميّاً من حقولها البرية، وتتسلم كذلك نحو 150 ألف برميل يوميّاً من حقل أبوسعفة المشترك مع السعودية. كما تستورد نحو 200 ألف برميل من النفط الخام السعودي لتكريره في المصفاة.

وبدأت «بابكو»مسعى للحصول على تمويل يصل إلى 6 مليارات دولار لتغطية كلفة تحديث المصفاة الحالية بحيث يتم تحويلها إلى مصفاة جديدة عن طريق تغيير معظم وحدات الإنتاج والوحدات المساندة لها في مشروع يستغرق 6 سنوات، وتكتمل في العام 2018.

وتعتزم «بابكو» تغيير نحو 17 وحدة في مختلف الأقسام، ويبلغ سعر الوحدة الجديدة بين 250 مليون دولار إلى مليار دولار. وتتوافر هذه الوحدات في اليابان، وكوريا الجنوبية، والهند، وإيطاليا، والولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، والمملكة المتحدة.

وأفاد سميث، أن أحد الخيارات المتاحة للشركة هي السعي «للحصول على شريك، والذي سيقوم بجلب التكنولوجيا والخبرة والتمويل، بالإضافة إلى تأمين سوق لمنتجات المصفاة، وهذا أمر ضروري. من المفيد أن يكون لديك شريك لديه المعرفة والخبرة وكذلك التسويق».

وأضاف «قد يكون هناك أكثر من شريك. لكن من الأفضل أن يكون شريكاً واحداً، وأن حصته تبلغ بين 20 إلى 40 في المئة في المصفاة الجديدة. مجموع كُلَف الوحدات الجديدة تبلغ بين 5 إلى 6 مليارات دولار».

ومشروع تمويل «بابكو» من ضمن العديد من المشروعات التي تهدف البحرين إلى طرحها إلى المصارف العاملة في المملكة؛ إذ ذكرت تقارير أن شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) تسعى كذلك إلى الحصول على قرض يبلغ 167 مليون دولار لتمويل سندات يحل موعدها في العام 2013.

كما ذكرت نشرة «ميد» أن البحرين تعمل كذلك على وضع خطة طويلة الأمد تمتد إلى 15 عاماً لضمان توفير الطاقة والمياه إلى المستهلكين، والبحرين «تقيّم مقترحات» بهذا الشأن.