العدد 3689 - الجمعة 12 أكتوبر 2012م الموافق 26 ذي القعدة 1433هـ

مساحة حرة- حتمية العيش المشترك في البحرين... حقيقةٌ لا تقبل الإنكار

السيد جابر عدنان
السيد جابر عدنان

لاشك أن العيش المشترك في البحرين بات حقيقة واضحة لا يختلف عليها اثنان، وإن كان هناك أمر يحق للبحرينيين أن يفتخروا به؛ فهو التماسك الاجتماعي الذي تتصف به بحريننا الغالية، فكثيراً ما عصفت بهذه البلاد أزماتٌ أثرت على استقرارها السياسي والأمني، ولكن يبقى تماسك النسيج الاجتماعي بارزاً كما هو منذ مئات السنين، إذ ورثه لنا آباؤنا وأجدادنا على مر العصور.

ولعل وضع البحرين الاجتماعي معروفٌ بتميّزه عن غيره من البلدان الأخرى، وذلك نظراً إلى صغر حجم هذا البلد واحتوائه على مختلف الطوائف، وتأتي في مقدمتها الطائفتان الكريمتان، ولهذا كان ذلك الوضع فرصةً كبيرة لجميع من لا يحب الخير لهذه البلاد، من خلال إطلاق سهامهم المسمومة بالفتن وتوجيهها للتفريق بين أبناء هذا الوطن والنخر في جسم المجتمع؛ سعياً إلى تحقيق مآرب ومصالح شخصية أثبت الزمان أنها لا يمكن أن تتغلب على تماسك ذلك المجتمع.

وحينما جاء الربيع العربي انتفضت الشعوب قهراً وغيرةً على أوطانها؛ ليبزغ فجرٌ جديدٌ استنشقت فيه الشعوب نسيم الحرية والكرامة، وتزامناً مع هذا الفجر، كُتب على هذا البلد أن يتعرض لأزمة سياسية وأمنية مؤسفة حاول البعض تصويرها بأنها صراعٌ طائفيٌ من خلال أساليب عدة، فيما راحت الأقلام المريضة تبثُّ سمومها وتمارسُ عهراً إعلاميّاً مخزياً يفتقد أبسط أخلاقيات الإعلام والصحافة، ولكنَّ اللافت أن جميع تلك الأقلام جفّ حِبرُها ولم يكن لها أيُّ تأثير.

شواهد كثيرة حدثت لتثبت أن لا مجال للتفريق بين أبناء هذا الوطن، منها المجالس الرمضانية، التي امتدت من مئات السنين وعاصرها أجدادنا، ولاتزال على نمطها القديم الذي يجمع بين جميع الأفراد بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم ومذاهبهم، لتعلن أن الوحدة الوطنية خطٌّ أحمر لا يمكن لأيِّ أحدٍ أن يتجاوزه، فلا مجال للفرقة بين الطائفتين الكريمتين، وأنه كُتِبَ على هذا الوطن ألا يسير إلا بهما.

شاهدٌ آخر نشرته إحدى الصحف المحلية عن مشاركة عدة مواطنين من الطائفتين في إنقاذ حياة أم وأطفالها بعد أن حاصرتهم النيران في منزلهما بمنطقة عراد، وكان لافتاً أن الجميع هرع للمنزل وكان همّهم الأول هو إنقاذ ما فيه من أشخاص، وبالفعل تم إخراجهم من المنرل، ليثبت هذا الموقف أن أصل ومعدن المواطن البحريني تجاه أخيه يظهر في الشدائد والصعاب.إن من الضرورة بمكان؛ أن يعي كل الذين ينشرون البغضاء والضغينة، أن هناك حقيقة واضحة تكمن في حتمية العيش المشترك لجميع أبناء الوطن، وبالتالي؛ فأية خسارة أو فوز فهما من نصيب الوطن كلِّه بجميع فئاته، وإنه بإمكاننا أن نرى اليوم الذي يرفع فيه جميع أبناء البحرين وطنهم عالياً شامخاً، مخلّفاً وراءه المحاولات الفاشلة لإرساء الطائفية بين أبنائه.

السيد جابر عدنان الموسوي

العدد 3689 - الجمعة 12 أكتوبر 2012م الموافق 26 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً