العدد 3689 - الجمعة 12 أكتوبر 2012م الموافق 26 ذي القعدة 1433هـ

مساحة حرة-شكسبير كانت محقة!

عزيزتي ابنتي هذه اول مقالة كتبتها عندما كنت في سن المراهقة لأشارك في مسابقة في صحيفة محلية؛ وعلى رغم أنني لم أفز بها فإني أريدك أن تقرئيها، أظن أنها مفيدة بعض الشيء.

أذكر أنه عندما كنت في الثانوية كنت أكره حصة اللغة العربية وخصوصاً عندما كانت تطلب منا المعلمة أن نكتب تعبيراً حرّاً حالي كحال الكثير من الطالبات. في الحقيقة لم أكن احب هذه الحصة يوماً ولكن كان هناك شيء وحيد كنت أحب فعله وهو كتابة التعبير الحر.

أذكر انني كنت أحب الكتابة منذ صغري وبينما الكل يتأفف كنت الوحيدة التي كانت تفرح كلما نطقت كلمة «تعبير». كنت أحب الكتابة ولنقل أنني كنت أؤمن بشدة، بأنني موهوبة كما قيل لي من بعض المعلمات، ولكن عندما أصبحت في الثانوية؛ أصبح الأمر مختلفاً، فقد قامت بتدريسنا معلمة؛ ولنلقبها «بشكسبير»... لا تعلمين كم كرهتني في حصتها وخصوصاً عندما كانت تطلب منا ان نكتب تعبيراً. كنت كلما أسلمها تعبيراً كانت تنتقده وكأنها تقول لي «هراء». مع مرور الوقت بدأت أؤمن بأن كل ما أكتبه هراء. والآن وبعد فترة أعدت قراءة بعض من كتاباتي فماذا وجدت؟ بعضاً من الهراء ممزوجاً ببعض الكلام المبتذل مع بقايا كلام عادي. نعم وعلى رغم أنني أكره الاعتراف بذلك؛ فقد كانت شكسبير محقة! أغلب تعبيراتي كانت عادية ولا يوجد فيها شيء مميز. أدركت الآن وبعد فترة؛ أنها لم تكن تحاول احباطي او إعدام ثقتي بنفسي بل العكس، كانت فقط تقدم لي نقداً بناء، كانت فقط تقدم لي رأيها الصريح. أدركت أن الكلمة التي كانت تحاول إيصالها لي ليست هراء وإنما عادي، أي أن كتاباتي بالطبع لم تكن ككتابات شكسبير او اغاثا كريستي، لكنها في الوقت نفسه ليست تافهة بالكامل. أظن أن ما أحاول قوله لك هو أنه أعرف أنه يصعب على الكثير منا تقبل النقد والتمييز بين النقد البناء والنقد المقصود منه إحباطنا. النقد المحبط سيكون صادرا من شخص حاقد، حاسد، فاشل، الخ... عزيزتي في حياة كل منا شكسبير يحبنا وينتقدنا لمصلحتنا، والواجب علينا ان نهتم لانتقاداته ونصغي إليها، لأنها صادرة من قلب يريد لنا الأفضل.

ليلى عبد الواحد أحمد

العدد 3689 - الجمعة 12 أكتوبر 2012م الموافق 26 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً