طريق قصير له نهاية حتمية ككرة الثلج سريعة الذوبان، شريط صغير يحتوي مجموعة من المقاطع من شرفة ذلك الزمن، تلك هي الحياة، هل دعوت نفسك يوماً إلى كرسي الصراحة بينك وبين ذاتك، ما فعلت في دنياك! وما لم تفعل! نستبق الأحداث في تلك الدنيا ونؤجل الأعمال إلى المستقبل!

هل سألت نفسك يوماً إذا كان هناك غد أم لا، تضع رأسك على الوسادة وتغط في نوم عميق، هل اجتاح أعماق ذاكرتك ربما ستكون تلك الغفوة الأبدية! نرى الماضي وقد تكدست فيه مجموعة من عبق الذكريات، أوراق منسية، بصيص أمل قد انطفأ، أناس رحلوا وتركوا لنا على عتبات الدنيا ذكرى جميلة، أناس أصبحوا يشتاقون لتلك الأرصفة لهم وتحن الحياة إلى ذكراهم ، أو فكرت أن تبدو مثلهم!! وآخرون ما زالوا يصارعون الحياة بين قيود آلامهم وآمالهم، نرى مجموعة من انجازات مهملة وأحلاماً تركت على عاتق الطريق، و نلتفت إلى الأمام... إنه المستقبل، أشعل سراجاً في ذلك الطريق من أجل أن تموت خفافيش دربك! اعمل من أجل ذلك المجتمع ومن أجل ذكراك التي ستتركها، قبل أن ترحل... اجعل أناملك الرائعة ترسم عنفوان الأمل للأجيال المقبلة.

كن ذكرى جميلة، أثبت ذاتك بذاتك، ففي داخلك نطفة إبداع مكبوت تحتاج إلى أن تحررها من قيود أحشائك، كن على ثقة بأن ذلك المجتمع ليس سوى لوحة تحتاج إلى بصمات جميع أفرادها، المجتمع يناديك من أجل أن تلبي دعواه وتبصم على لوحته، دع إشراقة الشمس تزرع في داخلك نظرة جميلة للمستقبل، ودع الأمطار تسقي قلبك ليبدو أشد بياضاً ونصوعاً، من أجل أن تشعر بنجاحاتك بأنك تحلق بين سرب الطيور، دع صخب الدنيا جانباً واعزف بقيثارة ذاتك نجاحاتك، ولا تيأس عند فشلك، فها هي حبات المطر تسقط من أجل أن تروي الأرض وتزيد ينعها وخضرتها، وأنت عندما تفشل لست سوى في طريقك إلى النجاح.

زينب رضي أحمد مرضي