العدد 3692 - الإثنين 15 أكتوبر 2012م الموافق 29 ذي القعدة 1433هـ

مفتاح دمشق... هل يكمن في مناطق الحدود اللبنانية؟

مشاريع القاع (الحدود اللبنانية السورية) - آي بي إس 

15 أكتوبر 2012

ينصت ستة رجال لأصوات القرقعة الصادرة من جهاز اللاسلكي وهم يجلسون في مزرعة بشمال لبنان على بعد أقل من كيلومتر واحد من الحدود السورية. يتردد صوت إطلاق النار والقصف المتقطع القادم من بعيد ليضفي مناخاً درامياً على الموقف. ويعود أحد الرجال إلى الغرفة بعد تلقيه مكالمة هاتفية ليخبر رفاقه وهو يبتسم: «الأخبار جيدة من المعركة».

كل هؤلاء الرجال إما أعضاء أو أقارب لأعضاء في الجيش السوري الحر المعارض، الذي يقاتل معارك شرسة من أجل السيطرة على عدد من القرى والمناطق الريفية المحيطة بها على الجانب الآخر من الحدود.

يواصل الرجل سرد تفاصيل الخبر للمجموعة،»تم قتل القائد العسكري لحزب الله في زارعات، وكذلك رئيس المخابرات السورية في حي القصير».

فى وقت سابق من هذا اليوم تلقى الرجال أنباء بأنه تم القبض على ما لا يقل عن 13 من مقاتلي حزب الله واعتقالهم داخل سورية.

وقد تحدثت المعارضة السورية ومؤيدوها في لبنان منذ وقت طويل عن كون حزب الله يساعد بشكل فاعل الأسد على سحق قوات المتمردين، لكن الحزب كان ينفى دائماً أي تورط مباشر.

ومع ذلك، فقد أثار الغموض المحيط بمقتل عدد من مقاتلي حزب الله، بما في ذلك بعض القادة من المراتب العالية، في الأسابيع الأخيرة اتهامات تؤكد عكس ما يدعيه الحزب.

ففي أعقاب وفاة بعض كبار القادة العسكريين في شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول، صرح الحزب بأنهم قتلوا أثناء أداء «واجبهم الجهادي»، ولكن لم يقل أين.

وظهر زعيم حزب الله، السيد حسن نصر الله، أخيراً على التلفزيون مساء الخميس لينفي تماماً أن يكون القادة قد قتلوا في سورية، كما نفى أيضاً القبض على 13 من مقاتلي حزب الله.

ويقول أبو أحمد، المقاتل في الجيش السوري الحر على الجانب اللبناني من الحدود، إن الجيش السوري ضعيف على طول الحدود الآن... وخائف من أن يسيطر الجيش الحر على كل المنطقة.

وكان أبو أحمد يحارب على بعد أقل من خمسة كيلومترات من الحدود اللبنانية في زراعات في اليوم السابق في معركة هدفها الأول هو تأمين خطوط الإمدادات.

فالجيش السوري الحر يحتاج للحفاظ على طرق لتدفق اللاجئين والمقاتلين الجرحى من سورية في حين يتحرك الدواء والوقود والأسلحة في الاتجاه المعاكس. والطرق من شمال لبنان إلى بلدة القصير السورية، عبر قرى مثل زراعات وجوسي، لها أهمية خاصة لأن المتمردين في مدينة حمص التي دمرتها الحرب يعتمدون عليها بشكل كبير كممر للذخائر والأسلحة.

وبالمثل، فتعتمد قدرة الجيش في السيطرة على المناطق على خطوط إمداداتها من قلب البلاد. ويقول أبو أحمد... لقد تمكنا من قطع أهم طرقهم. وهم في حاجة ماسة للغذاء والذخائر، وهذا هو السبب في وجود مثل هذه المعركة الصعبة في القرى عبر الحدود...

هذا ويدعي اللاجئون ومقاتلو الجيش السوري الحر داخل لبنان أن حزب الله يقوم باستخدام حوش السيد علي، وهي منطقة على الحدود خاضعة لسيطرته إلى الشمال مباشرة من مدينة الهرمل، لتوفير الإمدادات إلى الجيش السوري ولإرسال مقاتلين لدعم في قواته الواهنة.

ويقولون إن مقاتلي الحزب يطلقون النار عبر الحدود من لبنان إلى سورية وذلك لتشكيل كماشة حول الجيش الحر من نيران مدفعية الجيش السوري من الجبال في الشرق ولقطع طرق الهرب إلى لبنان.

وكان السيد نصر الله قد نفى في كلمته المتلفزة أن حزب الله قد أرسل مقاتلين إلى سورية، لكنه اعترف بأن أعضاء الحزب يقاتلون هناك بمحض إرادتهم على من أجل حماية منازلهم وأسرهم.

فمنطقة الحدود غير محددة بشكل أساسي، فهناك العديد من منازل المواطنين اللبنانيين ومزارعهم التي تقع ضمن الأراضي السورية. ويدعي نصر الله بأن أنصار حزب الله الذين يعيشون هناك تعرضوا للهجوم والمضايقات وحتى القتل من الجيش السوري الحر، وفي حين إن العديد فروا، بقي آخرون ليقاتلوا.

هذا المبرر معقول من الناحية الفنية، ولكنه لا يبشر بالخير والاستقرار على الحدود. فكون أعضاء حزب الله يقاتلون داخل سورية بدعم من الحزب، إن لم يكن بأوامره، يبين كيف أن أزمة سورية تهدد أمن لبنان الهش على نحو متزايد.

ويذكر أن مشاريع القاع هي شريط من المزارع على طول الحدود إلى الشرق من حوش السيد علي، ولكنها خالية من سكانها الأصليين.

ويقول مسئول بلدية عرسال الحدودية اللبنانية، أحمد فليتي إن قوات النظام السوري تدمر البيوت على طول الحدود حتى لايتمكن مقاتلو الجيش السوري الحر من اللجوء إليها أو استخدامها للقناصة.

هذا ويستخدم الجيش السوري الحر المناطق الحدودية اللبنانية لتوفير ملجأ للمقاتلين وعمليات التهريب مما يزعزع استقرار المنطقة ويوقع الجيش اللبناني في مأزق صعب. ومع ذلك، إذا كان تم دخول حزب الله في النزاع عبر الحدود، فإن تداعيات ذلك قد تكون خطيرة.

العدد 3692 - الإثنين 15 أكتوبر 2012م الموافق 29 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً