العدد 3748 - الإثنين 10 ديسمبر 2012م الموافق 26 محرم 1434هـ

عالم ساخن... عالم جائع!

العلماء يشدّدون: أسعار المواد الغذائية سترتفع ومئات الملايين من البشر سيجوعون إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة لإجراء تخفيضات كبيرة في انبعاثات غازات الوقود الأحفوري.

هذا هو ما كان على المحكّ حقاً يوم الجمعة (7 ديسمبر/ كانون الأول 2012)، وهو اليوم الأخير رسمياً لإنهاء أعمال مؤتمر الأمم المتحدة للتغيير المناخي المنعقد في العاصمة القطرية (الدوحة) منذ 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والذي تقرّر تمديده حتى يوم السبت (8 ديسمبر الجاري) لمحاولة تضييق ما يمكن تضييقه من الفجوة العميقة القائمة بين الدول الصناعية والبلدان النامية.

إن انبعاثات أكسيد الكربون قد كسرت بالفعل توازن المناخ في العالم؛ ما أدّى إلى تضخم أضرار الظواهر المناخية المتطرّفة مثل الفيضانات والجفاف والعواصف.

كما برهنت عدّة دراسة علمية متخصصة أن الزراعة والإنتاج الغذائي عرضة قوية لآثار التغيير المناخي.

ومع ذلك، فمن «الغريب جداً عدم التركيز على قضية الأمن الغذائي هنا في الدوحة». هكذا حذر العالم بمركز تحليلات المناخ، ميشيل شيفر، الذي أضاف لوكالة إنتر بريس سيرفس «لا شك أن التغيير المناخي ينطوي على مخاطرة كبيرة لقدرتنا على إنتاج الغذاء».

يذكر، أن مركز تحليلات المناخ، جنباً إلى جنب مع معهد بوتسدام في ألمانيا، أعدّا تقرير البنك الدولي المعنون «ارفض السخونة»، الذي يحذر من أجزاء كثيرة من العالم لن تكون قادرة على إنتاج الغذاء إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بنسبة أربع درجات مئوية.

كما حذر التقرير من أن البشرية تسير نحو عالم يسجّل ارتفاع درجة الحرارة بمعدّل أربع درجات. عالم لم يسبق له مثيل من موجات حرارة وجفاف شديدة، وفيضانات كبرى، وتأثيرات خطيرة على النظم البيئية والزراعة.

بمعنى آخر، إن عالماً أكثر دفئاً بهذا القدر، يعني ارتفاع الاحترار على الأرض بمعدّل 4 إلى 10 درجات، وهو ما يتجاوز قدرة العديد من محاصيل الغذاء الضرورية على التحمل.

وقال شيفر، إن أجزاء كبيرة من إفريقيا والصين والهند والمكسيك وجنوب الولايات المتحدة ستعاني من التدهور لهذا السبب، وستكون هناك أيضاً تغييرات كبيرة في أنماط سقوط الأمطار وارتفاع مستويات التبخر.

فبمجرد ارتفاع درجة الحرارة بنسبة 0.8 فقط، انتشرت موجات الجفاف والفيضانات والظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بالتغيير المناخي، وقفزت أسعار المواد الغذائية جراء معاناة مناطق واسعة من حزام الحبوب في الولايات المتحدة من موجة الجفاف هذا العام.

وتدلل الأبحاث أنه حتى في حال زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري بمعدّل درجتين مئويتين، ستقع مشكلات خطيرة في مجال الإنتاج الغذائي على المستويات الإقليمية. أما إذا تجاوزت الحرارة ثلاث درجات، فستصبح المشكلة عالمية.

ومن ثم، ومن دون إجراء تخفيضات كبيرة في انبعاثات الوقود الأحفوري، سيتزامن ارتفاع الحرارة بنسبة ثلاث إلى أربع درجات مئوية، مع ذروة النمو السكاني في العالم. وحذر شيفر قائلاً: «هذه ستكون كارثة».

ستيفن لييهي

وكالة إنتر بريس سيرفس

العدد 3748 - الإثنين 10 ديسمبر 2012م الموافق 26 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً