ظلامٌ، ونجومٌ، واتساع!.. مساحةٌ لا يمكن أن نتخيلها بمداركنا الحسية، ولا حتى بالمدارك التكنولوجية الأخرى. كلُ ما ندركهُ عن «تلك العتمة الباهرة» أنها ليست سجن تازمامرت، كما في رواية الطاهر بن جلون، وإن شيئاً بسيطاً مقارنةً بالحجم الهائل، هو ما نعرفهُ عن هذهِ العتمة!

بعد قرون من التطور العلمي، أيقنّا بأن الأرض ليست مركز الكون، ولا الشمس كذلك، و«إن المنظومة الشمسية لا تعدو مجرد ذرة تافهة داخل هذا الاتساع الشاسع (الكون)»... فهل نحنُ وحدنا في هذا الوجود المطلق؟

هنالك العديد من النظريات التي تحاول الإجابة على هذا السؤال. عن نفسي، لا أتخيل بأن الأرض هي الوحيدة التي تحتوي على الحياة، ولا أتخيل بأن هذا الكم الكبير جداً من الأجرام السماوية تخلوا من أشكال الحياة... ولكن ماذا يقول العلماء؟

«لو كانت هنالك كائنات ذكية في الكون، لكانت هنا الآن (الأرض)»، هذا ما افترضهُ أحد العلماء، انطلاقاً من كون مجموعتنا الشمسية قصيرة العمر نسبياً، ما يعني بأنهُ لو كانت هنالك كائنات، فأنها ستكون أكثر تطوراً منا، وستستطيع اكتشافنا، أو الوصول لنا!

نظرية أخرى تفترض بأن كائنات حية موجودة بالفعل، وهي تقوم بمراقبة سلوكياتنا، كونهم متقدمين حضارياً وتكنولوجياً، بل وأن أحد أشهر علماء الفيزياء، وهو ستيفن هوكينغ، افترض منطقية وجود كائنات أخرى، وإن لم يؤكد ذكاءها من عدمه، إلا أنهُ حذر من محاولة الاتصال بها!

وقد تصور «هوكينغ» بأن هذهِ الكائنات موجودة على سفن فضائية ضخمة تجوب الفضاء، وأنها استنفذت جميع الموارد الموجودة على كوكبها، مما يجعلها تبحث عن كوكب آخر، للاستفادة من موارده! وشبه ما إذا اكتشفت هذه الكائنات كوكبنا، باكتشاف كولومبوس لأميركا!

ومن العلماء من قال: لو لم يوجد غيرنا، فستكون هذه مضيعة للفضاء الواسع في الكون!

فريق من العلماء أكد على أن هنالك العديد من الكواكب التي من الممكن أن تحتضن الحياة، بالإضافة لوجود العديد من الافتراضات التي تؤمن بأن كائنات فضائية زارت الأرض سابقاً، وتبين زيف، وعدم حقيقية الكثير من هذه الافتراضات.

كل ذلك ليس أمراً خيالياً، لخلق الأفلام، وكتابة القصصن بل هو حقيقة يجري بحثها، وصرفُ المليارات لأجل تأكيدها، أو نفيها، وإن كنتُ أشكُ في قدرة العلماء على نفيها ما لم توجد وسيلة باستطاعتها أن تجوب أو تكتشف كل هذا الكون.

يوجد تلسكوبات ومراصد، أبحث في جوجل عن SETI، مهمتها رصد أية أشارة تأتينا من كائنات ذكية خارج كوكبنا، وهذا يؤكد على عدم كون المسألة مجرد لعب، وخيال! فاجأني أحد الأصدقاء قبل وقت قصير، عندما قال بأنهُ لا يؤمن بحقيقة وجود الديناصورات!على رغم يسر التأكد من ذلك الآن!

ملاحظة: هذا المقال ليس مقالاً علمياً، ولستُ أنا بالمتخصص، وإنما أردتُ من ذلك، العرض لمسألة علمية يجري التحقق منها... حتى أنهُ في أداة التحكم الرئيسية في المرصد التابع لـ SETI، توجد شاشة مكتوب عليها «هل نحنُ وحدنا؟» ولازال العلماء ينتظرون إشارة من كائنات أخرى تجيبُ بـ «لا!».

السيد أحمد رضا حسن