العدد 3752 - الجمعة 14 ديسمبر 2012م الموافق 30 محرم 1434هـ

مساحة حرة - غداً نموت...

ها نحن نشيخ فتختبئ تفاصلينا الصغيرة بين قسمات وجهنا وسط تجاعيد وجهنا البارزة الدقيقة، فننوح غداً كما، قال الشاعر أبوالعتاهية: "ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب"، ترنو السنون لترتمي فيأكلنا التراب تحت حفرة صغيرة، يا تُرى ما فعلنا لتلك الحُفرة من أعمال؟ علنا تخاذلنا فضاقت علينا فأصبحنا ننوح ولا من مجيب وعلنا عملنا وتقربنا لفاطر السماوات والأرض ففي تلك الحُفرة سعدنا.

غالباً ما تسرقنا عقارب الساعة فننسى حُفرة سنوضع فيها يوماً ما، نعتقد أن الحياة سرمدية على رغم أننا نعلم أن هناك أرواحاً ترحل ونتأثر بذلك لفترة وجيزة ثم يرحل ذلك التأثير، واقعناً مؤلماً نتقرب إلى الله وقت الحاجة فنتذلل له وبعد قضاء الحاجة نرحل!. وغالباً ما نعتبر الصلاة والعبادات هي أمر روتيني وهذا ما يُفقدها طعمها الروحاني وينتزع منها شذر الخشوع، نسهو ليلعب الشيطان بعقولنا كما يسهو الطفل في ألعابه، وعندما نقف لولهة نرى أنفسنا ضعفاء أذلاء نريد العودة إلى وعينا نريد إكمال حياتنا بقرب الله فغداً سنرحل غداً سنحاسب غداً سينطق ثغرنا ومقلتينا يدنا وأرجلنا وكل جزء من أبداننا بما كنا مقصرين به، غداً ستضيق بنا تلك الحفرة فلا منفذ فلم لا نعمل نجتهد نخشع من أجل أن نكون أقرب إلى الله، الحياة كرة صوفية حتى لو افتل نصفها على ذنوب ومعاصي أخطأنا بها باستطاعتنا أن نُمسك بتلك الكرة قبل أن تفتل كُلها فنُصلي بخشوع ونتقرب إلى الخالق أكثر، نأمر بالمعروف وننهي عن المنكر، نجعل حسناتنا تغسل سيئاتنا لتبدو صحيفتنا في يوم القيامة أشد نصوعاً وبياضاً، فقد قال برتولت بريشت: "لا تخف كثيراً من الموت بل من الحياة الناقصة".

ومن هنا لنجعل أنفسنا نخشى من حياتنا الناقصة من لذة العبادات الخاشعة من أجل أن نستطيع نغير تلك الحياة فلا نخشى من الموت فها نحن صحيفتنا مكتنزة بالحسنات ومستعدين للقاء الله تعالى.

لم نجعل الحياة تُكمل نفسها بنفسها فندع الذنوب تتشحنا فتلتحف قلوبنا بسواد داكن؟ فلنكفر عن ذنوبنا ولنتقرب من الله أكثر من أجل لا نخشى من الموت.

زينب رضي مرضي

العدد 3752 - الجمعة 14 ديسمبر 2012م الموافق 30 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:06 ص

      فديت اختي المتألقة - أم ملاااااك

      مقاااال رائع بالتوفيق زنابي والله يحفظش

    • زائر 1 | 3:22 ص

      رائع

      مقال رائع يستحق القرائه
      في تقدم مستمر ان شاء الله و بنتظار جديدك

اقرأ ايضاً