العدد 3752 - الجمعة 14 ديسمبر 2012م الموافق 30 محرم 1434هـ

مساحة حرة - نحو زراعة الأمل

كثيرون من وصلوا لمبتغاهم وأهدافهم في هذه الحياة؛ حيث إن الكثيرين قفزوا من سيمفونية الحزن والاكتئاب إلى أنغام الفرح والسعادة؛ لأنهم عرفوا الطريق المؤدي نحو ما يريدون الوصول إليه، كل ما في الأمر أنهم امتلكوا "الأمل" وحركوا وقوده بالمضي نحو ما يريدون لأنهم واجهوا التحديات الحياتية التي تطرتت لهم، ولكنهم استطاعوا إبعادها جانباً واستطاعوا تغيير حياتهم بالنمط الذي يرغبون.

لا أستطيع، لست قادراً على الوصول، حظي تعيس ولن أصل نحو أهدافي وطموحاتي، كلمات شاعت في عالم اليأس والتشاؤم، ولكنها نُفِيت من عالم الأمل والطموح والتفاؤل؛ لأن الراكب في قارب الأمل وقد مضى فيه بصبرٍ وتفاؤلٍ وطموح فلن تجده يغرق في بحر اليأس والتشاؤم.

الأمل هو أحد أسرار النجاح والبقاء. استحضرتني مقولة المفكر والفيلسوف الإغريقي "أفلاطون"؛ حيث قال: "الحياة أملُ، فمن فقد الأمل، فقد الحياة"، إن نبض الحياة هو الأمل والتمسك به، ولو كان الفرد يملك بذرةً منه، فأنت حينما تغرس البذرة في التراب -على أمل أن تزرع وتُثمر- وتتركها وتأتي لها بعد سنين عديدة فسترى البذرة أصبحت شجرة، هكذا هو صاحبُ الأمل فهو يتمسك ببذرةٍ منه وثم يجني ما يريده.

الناجحُ ليس من حالفه الحظ، وليس من يمتلك الفكر والعقل النادر، بل هو من زرع الأمل في محيط مزرعة الحياة وجنى ثمرها بعد الصبر والجهد والتعب وترك مصطلح اليأس وابتعد عن مقبرة التشاؤم.

لا فرق بين الناجح والفاشل من الناحية الوجودية للعقل؛ حيث إن الاثنين يتمتعان بعقلٍ يفكران به، ولكن الأول وضع في مساحة عقله الأمل والصبر والاجتهاد للحصول على المُنى، والثاني ضاع بين جبال اليأس والفشل والتشاؤم لأنه لا يملك الأمل، لذلك... يجب أن نزرع الأمل في نفوسنا ونملك الطموح ونسعى نحو ما نريد لأن الأمل لا يأتي لك ويعرض نفسه عليك بل أنت من تذهب له.

مهما واجهك الإحباط الذي يجعل نظرتك للحياة تصبح تعيسة، تذكر أن الأمل والتعب والصبر والاجتهاد هو مخرجٌ لذلك، وأن لا أمل بدون حياة ولا حياة بدون أمل، هذا هو المنهجُ إن أردنا أن نعيش حياتنا بأحلامنا. تذكرت مقولةً للكاتب المسرحي الروماني "تيرنيس"؛ حيث يقول: "إذا وُجِدت الحياة وُجِد الأمل"، لنجعل طريقنا يتجه دائما نحو زراعة الأمل.

عمار المحسن

العدد 3752 - الجمعة 14 ديسمبر 2012م الموافق 30 محرم 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 4:17 ص

      من افضل المقالات

      بكل صراحة هو افضل مقال لهذا الشهر ... نتمنى ليه التوفيق والاستمرار بـ هذا الاسلوب ... فعلاً اعطاني دافع امل قوي وغذاني بالطموح والتفاءل

    • زائر 6 | 2:29 ص

      بالتوفيق

      بالتوفيق أخي عمار .. مقال رائع

    • زائر 5 | 2:25 ص

      كلمات راقية

      عمار المحسن صاحب كلمات راقية، ينتظر مستقبل راقي ومشرق أيضاً، جداً أبدع في هذا المقال.. موفق..

    • زائر 4 | 2:22 ص

      رائع

      بداية موفقة،أسلوب سلس و موضوع شييق،أتمنى لك التوفيق الاستمراية على هذا النحو.

    • زائر 3 | 1:56 ص

      من الأصدقاء النادرون

      عمار المحسن حقيقة من اصدقائي النادرون والمبدعون واتمنى له التوفيق في المستقبل القريب ... مقالة اتحفنا فيها واستمتعنا بقراءتها..

    • زائر 2 | 1:54 ص

      إبداااع

      جداً رائعة هي احاسيس وكلمات وتعابير عمار المحسن.. أبدع حقيقةً.. أتمنى له التوفيق :)

    • زائر 1 | 1:53 ص

      مبدع

      عمار المحسن شاب مبدع جداً ولديه قدرات كبيرة في الكتابة ويدرس الإعلام حالياَ، مقالة جميلة جداً تبعث التفاؤل.. سلم قلمك.. موفق يا صديقي

اقرأ ايضاً