العدد 3812 - الثلثاء 12 فبراير 2013م الموافق 01 ربيع الثاني 1434هـ

البنا: يجب أن ترتقي إنتاجيتنا إلى مستوى الدول الآسيوية والأوروبية

دعا الشركات البحرينية إلى قياس الإنتاجية لديها

ضاحية السيف - علي الفردان 

12 فبراير 2013

قال رئيس اللجنة المنظمة العليا لمؤتمر الخليج للإنتاجية رئيس مجموعة «أورجن» أحمد البنّا، إن دول الخليج بحاجة إلى رفع مستوى الإنتاجية بحيث تقارن مثيلاتها في الدول الآسيوية والأوربية من أجل تعزيز الاقتصاد، لافتاً إلى أن نسب الإنتاجية متدنية في دول المنطقة.

وذكر البنّا، وهو خبير في تنمية الموارد البشرية وتقلّد مناصب مهمّة في القطاعين العام والخاص داخل البحرين وخارجها، أن على الشركات البحرينية العمل على قياس الإنتاجية في شركاتها والتعرّف على المشكلات التي تحول دون رفع مستوى الإنتاجية؛ سواء على المستوى التكنولوجي أو الطبيعي أو البشري وهي ثلاثة عوامل محدّده للإنتاجية.

ولفت البنّا إلى أن مؤتمر الخليج للإنتاجية الثالث والذي تستضيفه البحرين في الفترة مابين 5 و6 مارس/آذار 2013، برعاية وزير الدولة لشئون الدفاع الفريق الركن طبيب الشيخ محمد بن عبدالله بن خالد آل خليفة، وللعام الثالث على التوالي، سيشكّل فرصة للمسئولين والعاملين في القطاعين العام والخاص في دول الخليج للوقوف على الآليات العملية لرفع الإنتاجية في الشركات والمؤسسات؛ وخصوصاً أن المتحدّثة الرئيسية في المؤتمر ستكون الخبيرة الأولى في تحسين برامج الإنتاجية في العالم والمستشارة في عدد من الشركات العالمية العملاقة حول العالم لورا ستاك وذلك في 3 جلسات في اليوم الأول.

ورأى البنّا «أن نسبة الإنتاجية في 22 دولة تمثل العالم العربي متفاوتة؛ لكن دول المنطقة ككل تظل بعيدة عن مستوى الدول الأوروبية وآسيا وهي ليست بالمستوى المطلوب، وعلينا أن نرتقي بمستوى إنتاجيتنا في دول الخليج». وأشار إلى أن أداء الموظف الضعيف قد يكون المسئول أو القائد هو سببه.

وعن أهمية قياس الإنتاجية قال البنّا: «نناشد جميع المسئولين في جميع المؤسسات الاطلاع على الدراسات العالمية في مجال قياس الإنتاجية ويمكن للمنظمات غير الربحية والجمعيات الاقتصادية أن تقوم بدراسات عن مستوى الإنتاجية وألاّ نغرق في العمل الروتيني اليومي ولذلك تأتي أهمية المؤتمرات». كما دعا الشركات إلى قياس أداء التنافسية لديها.

من خلال مؤتمر الخليج للإنتاجية ماذا بحثتم في العامين السابقين وما الذي سيبحثه المؤتمر في نسخته الثالثة هذا العام؟

- مؤتمر الخليج للإنتاجية في نسخته الأولى تناول موضوع «الولاء الوظيفي»، فإنتاجية الموظف الياباني في 8 ساعات تفوق إنتاجية الموظف في دول أخرى في 16 ساعة. اليابانيون يمتازون بالولاء الوظيفي الشديد ومن خلال التجارب التي قمت بها في اليابان رأيت أن هناك ولاء وظيفياً كبيراً لدى الموظفين اليابانيين فحين يقومون بتعريف أنفسهم فإنهم يذكرون الشركة التي ينتمون إليها.

بحث مؤتمر الخليج للإنتاجية الثاني موضوع «بيئة العمل» وكيف تكون بيئة العمل صحية خالية من الشحن في العمل والتجاذبات والشائعات لكي تكون بيئة عمل منتجه.

أما هذا العام فسيكون التركيز على دور القائد أو المدير والمسئول (استراتيجية القيادة) وكيف يمكنه أن يزيد الإنتاجية، ونقول للمسئولين والمشرفين في الشركات والمؤسسات إنه إذا كان موظفك ضعيفاً فقد تكون أنت السبب، فللقائد دور مهم في عملية زيادة الإنتاجية لذلك ستتحدّث لورا ستاك حول تحويل الاستراتجيات من أجل زيادة الإنتاجية إلى واقع ملموس، كما ستتحدّث عن كيفية توفير ساعة ونصف من 8 ساعات عمل يومياً وألاّ يكون عمل القائد مبعثراً.

فبعد إحدى المؤتمرات التي تناولت الإنتاجية، حدّثني مسئول في هذه الشركة أنه قام بتطبيق بعض الأفكار التي عرضها المحاضر في شركته بصورة مباشرة؛ الأمر الذي أدّى إلى تحسّن ملموس وسريع في الإنتاجية، وهذا يظهر أن الحصول على أفكار وتطبيقها، وهو أمر قد يكون سهلاً ولا يأخذ وقتاً في بعض الأحيان، يساهم بشكل كبير في تطوير مستوى الإنتاجية. نحن على ثقة بأن المؤتمر ستكون له قيمة مضافة وسيفيد الاقتصاد البحريني.

الإنتاج مهمّ جداً لجميع دول العالم فكل فرد في المؤسسة يجب أن يكون منتِجاً من المدير حتى أصغر موظف، فحين نتحدّث عن البطالة المقنّعة نتحدث عن خسارة تؤثر بصورة سلبية على الاقتصاد.

ما هو مفهوم الإنتاجية على مستوى الشركات أو المصانع؟

- الإنتاجية هي أعلى مستوى من الإنتاج في أقل وقت ممكن بجودة معينه. مثلاً قطاع المأكولات السريعة موظف (أ) يستطيع في الساعة الواحدة أن يحضّر عشر وجبات بجودة مرتفعة في حين موظف (ب) يستطيع إنتاج 15 وجبة بالجودة والمواصفات نفسيهما في حين موظف (ج) ينتج خمس وجبات في الفترة والمواصفات نفسها، وهنا يعرف مستوى الإنتاجية لكل موظف. كما يمكن ضرب أمثله في قطاع إنتاج النفط فإنتاج براميل نفط في وقت معين وبالمعايير نفسها قد يختلف من مكان إلى آخر أو يمكن أن يكون على مستوى الخدمات والوزارات وإنجاز المعاملات.

لذلك ما يناقشه مؤتمر الخليج للإنتاجية هو معرفة كيفية معالجة تدني الإنتاجية أو طريقة رفع الإنتاج لكي نكون شعوباً ودول منتجة.

تعرف إنتاجية العمل وتقاس بشكل واسع على أنها الناتج من ساعة عمل العامل. وصورة الكسر تتكون من إحدى صيغ قياس GNP بالأسعار الثابتة وعادة ما يؤخذ على مستوى الصناعة، بينما مخرج الكسر هو مدخل العمل مأخوذاً من بيانات الصناعة المعنية للتشغيل والساعات.

وبسبب تعقّد عملية الإنتاج فإن هذه القياسات العريضة للإنتاجية ليست بالضرورة مؤشراً على فعالية العمل. وبحوث أخرى في قياس الإنتاجية تدخل إسهام استثمارات المصانع والأدوات (التجهيزات)، نوعية قوة العمل وتقيس الساعات الفعلية في الشغل. ومن المفترض أن تقدم إحصاءات مكاتب العمل قياسات عن الإنتاجية بشكل دائم.

ما هي المؤثرات التي تساهم في تدني أو زيادة الإنتاجية؟

- تتأثر الإنتاجية بمجموعات من العوامل يمكن تلخيص أهمها بما يأتي: مجموعة العوامل التكنولوجية (تطوير أدوات الإنتاج وصيانتها، تنظيم العمل، البحث العلمي والتقني، وتأثير انتشار التقانة وتطبيقها، الاستثمارات المادية، مجموعة العوامل البشرية القيم تجاه العمل والحوافز المادية والمعنوية، التعليم والتدريب، الصحة والتغذية، شروط العمل الإنسانية... المشاركة والمبادهة، الأمن الصناعي، التنظيم النقابي والمهني، فرص القيادة، الإدارة وتنظيم استخدام وقت العمل، وإدارة أدوات الإنتاج، مراقبة الجودة، فرق العمل)، مجموعة العوامل الطبيعية والمادية والمجتمعية (مواد الإنتاج وأنواع المنتجات، الخدمات الاجتماعية المحلقة بالعمل، الظروف الطبيعية والمناخية، البنى المؤسسية، المشروع الحضاري التنموي للأمة وللمنشأة، الفقر ونمط توزيع الدخول).

كانت الإنتاجية ومازالت من أهم الموضوعات التي تفرض نفسها على ساحة البحث أمام الباحثين من المتخصصين والمهتمين بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ سواء في الدول المتقدمة أو النامية لذا كان لابد أن أتناولها هنا عموماً مع التركيز على إنتاجية العمل الذي يعتبر من أهم المحدّدات الرئيسية للإنتاجية.

كيف تطور مفهوم الإنتاجية؛ وخصوصاً أننا بدأنا نسمع بهذه الكلمة بصورة واسعة متكررة في منطقتنا في السنوات الأخيرة؟

- شهد مفهوم الإنتاجية تطوراً ملموساً مع تطور الفكر الاقتصادي والإداري خلال الفترة الماضية، فلقد اهتم الاقتصاديون في البداية بإنتاجية العمل؛ وخاصة المتأثرين منهم بالفكر الماركسي الذي يرجع جميع الانجازات المحققة إلى الجهد البشري، بينما اهتم المتأثرون بالفكر الرأسمالي بعلاقة الإنتاج بالنسبة إلى كل عنصر من عناصر الإنتاج على حدة، أو علاقة كمية الإنتاج بجميع العناصر التي ساهمت في العملية الإنتاجية، أما الإداريون والمهندسون فقد اهتموا بالتقنية وذلك من خلال تبسيط طرق العمل وترشيد طرق الأداء في المرحلة الأولى ثم بإشباع دوافع الأفراد وتحقيق الرضا في المرحلة الثانية وبالتكامل العضوي والاشتراك في تحديد الأهداف ووضع الخطط والإثراء الوظيفي والإدارة بالأهداف في المرحلة الثالثة.

هل هناك أمور تحد من الإنتاجية أو تعيق تحقيق المستوى المنشود للإنتاج في الشركات الخدمية والصناعية؟

- قبل أن أتطرّق إلى محدّدات إنتاجية العمل فلابد من الإشارة في البداية إلى محدّدات الإنتاجية الكلية أو ما تسمى بالعوامل التي تعوق نمو الإنتاجية عموماً؛ سواء كان ذلك عل مستوى الاقتصاد الوطني ككل أو على مستوى القطاع أو الوحدة الاقتصادية أو الفرد.

أولاً هناك محدّدات الإنتاجية الكلية، ونظراً إلى تعدد العوامل التي تؤثر على الإنتاجية الكلية فقد قام المهتمون في هذا المجال بتصنيف هذه العوامل إلى مجموعات متشابهة وفقاً لأسس معينة ومن هذه المجموعات مجموعة العوامل الفنية ومجموعة العوامل الإنسانية.

بالنسبة إلى العوامل الفنية، تلعب مجموعة العوامل الفنية دوراً أساسياً في التأثير على الإنتاجية فكمية ونوع المعدّات المستخدمة التي تعرف برأس المال الثابت وكذا جودة المواد الأولية وطرق وأساليب الإنتاج المتبعة والمواصفات المختلفة للمنتجات.

أما مجموعة العوامل الإنسانية، فتتسم هذه العوامل التي تؤثر على أداء العنصر البشري بالتعدّد والتشابك؛ ما يجعل تحديد أثر كل منها على الإنتاجية بصورة منفردة أمراً صعب التحقيق. وعلى رغم أن مجموعة العوامل الفنية ومجموعة العوامل الإنسانية تعدّ أهم العوامل التي تؤثر على الإنتاجية الكلية إلا أن هناك عوامل أخرى لا يمكن إغفالها عند دراسة محدّدات الإنتاجية ومن أهم هذه العوامل النظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي القائم والتشريعات السائدة في المجتمع؛ إذ تؤثر هذه الأنظمة على الإنتاجية وذلك من خلال القيود التي تضعها على أنواع معينة من النشاط الاقتصادي.

كما أن هناك محدّدات إنتاجية العمل، ويمكن القول إن العوامل التي تؤثر على إنتاجية العمل لا تقتصر فقط على مجموعة العوامل المكونة للقدرة ومجموعة العوامل المكونة للرغبة وإنما أيضاً تتأثر بحجم العمالة المتاحة في المنظمة أو القطاع خلال فترة زمنية معينة؛ إذ تؤثر هذه العوامل مجتمعة على إنتاجية العمل نظراً إلى وجود علاقة بينهما وهي العلاقة التي يمكن التعبير عنها بالمعادلة التالية.

تحدثت بصورة مبسّطة عن قياس الإنتاجية، لكن على المستوى العملي كيف يتم قياس الإنتاجية بصورة دقيقة؟

- يقصد بقياس الإنتاجية دراسة العلاقة بين المخرجات وإجمالي المدخلات أو إحداها خلال فترة زمنية معينة وذلك بهدف التعرف على النتائج التي تم التوصل إليها في تلك الفترة وتتطلب دراسة هذه العلاقة تحديد كل من أهداف القياس وأساليبه وذلك حتى يمكن التوصل إلى المؤشرات الكمية المطلوب توفيرها، فالهدف من القياس ليس فقط الوصف والتفسير للإنتاجية وإنما أيضاً تحديد المسبّبات التي أدّت إلى انخفاض الإنتاجية أو ارتفاعها وتمكين الإدارة من اتخاذ القرارات المناسبة.

وعلى رغم تعدّد طرق قياس الإنتاجية وتباينها فإنه يمكن أن نورد أهم الطرق وذلك على النحو الآتي:

طرق قياس الإنتاجية الكلية والتي تستخدم هذه الطريقة لدراسة وتحليل العلاقة الكلية بين المخرجات وبين المدخلات ويعطي هذا المقياس صورة إجمالية للإنتاجية التي تعبّر عن كفاءة الإدارة وفاعليتها في توظيف الموارد المتاحة.

وطرق قياس الإنتاجية الجزئية؛ إذ إنه لصعوبة تحديد التأثير الذي يسبّبه أي تغيير يحدث لأي عنصر من عناصر الإنتاج على المحصّلة النهائية للإنتاجية في ظل المؤشرات الكلية ولعدم القدرة على تحديد مسبّبات هذا التغيير في هذه الحالة فإنه لابد من قياس الإنتاجية الجزئية وذلك حتى يمكن الحصول على المؤشرات المتعلقة بكل عنصر من عناصر الإنتاج موضع القياس على حدة وبالتالي التعرف على مدى كفاءة وفاعلية استخدام هذا العنصر في العمليات الإنتاجية.

العدد 3812 - الثلثاء 12 فبراير 2013م الموافق 01 ربيع الثاني 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً