أحمد حسن الزيات: (16جمادى الآخرة 1303 هـ/ 2 إبريل/ نيسان 1885 - 16 ربيع الأول 1388 هـ/ 12 مايو/ أيار 1968)
من كبار رجال النهضة الثقافية في مصر والعالم العربي، ومؤسس مجلة «الرسالة». اختير عضواً في المجامع اللغوية في القاهرة، ودمشق، وبغداد، وحاز على الجائزة التقديرية في الأدب العام 1962م في مصر.
مولد الزيات ونشأته
ولد الزيات في قرية كفر دميرة القديم التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية بمصر في 2 إبريل 1885م، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، تعمل بالزراعة. تلقى تعليمه في كتاب القرية، فحفظ القرآن وتعلم القراءة والكتابة، ثم أرسل إلى أحد العلماء في القرية المجاورة ليتعلم القراءات السبع وأجادها في سنة واحدة.
تعليمه الجامعي وعمله
التحق الزيات بالجامع الأزهر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وظل فيه عشر سنوات، تلقى في أثنائها علوم الدين واللغة، إلا أنه كان يفضل الأدب فتعلق بدروس الشيخ سيد علي المرصفي الذي كان يدرس الأدب في الأزهر، كما حضر شرح المعلقات للشيخ محمد محمود الشنقيطي، أحد أعلام اللغة البارزين آنذاك.
اتصل بطه حسين، ومحمود حسن الزناتي، وكانوا يقضون أوقاتاً طويلة في دار الكتب المصرية لمطالعة عيون الأدب العربي، ودواوين فحول الشعراء.
لم يكمل الزيات دراسته بالأزهر وإنما التحق بالجامعة الأهلية فكان يدرس بها مساءً ويعمل صباحاً بالتدريس في المدارس الأهلية. التقى الزيات في عمله بالكثير من رجال الفكر والأدب في عصر النهضة، مثل: العقاد، المازني، أحمد زكي، ومحمد فريد أبو حديد.
اختير من قبل الجامعة الأميركية بالقاهرة رئيساً للقسم العربي بها في العام 1922م، وفي أثناء ذلك التحق بكلية الحقوق الفرنسية، وكانت الدراسة بها ليلاًً، ومدتها ثلاث سنوات، أمضى منها سنتين في مصر، وقضى الثالثة في فرنسا إذ حصل على ليسانس الحقوق في جامعة باريس في العام 1925م.
في 1929م اختير أستاذاً في دار المعلمين ببغداد، فترك العمل في الجامعة الأميركية وانتقل إلى هناك. لم ينتمِ الزيات طيلة حياته لأي حزب سياسي. ظل الزيات محل تقدير وموضع اهتمام حتى وفاته بالقاهرة في صباح الأربعاء الموافق 12 مايو 1968 عن 83 عاماً.
بعد عودة الزيات من بغداد العام 1933م ترك التدريس، وانتقل الى الصحافة والتأليف. وفي 18 رمضان 1351 هـ (15 يناير/ كانون الثاني 1933م) قام بإصدار مجلة «الرسالة»، التي صار لها أثر قوي على الحركة الثقافية الأدبية في مصر.
الزيات أديباً
يعد الزيات صاحب أسلوب خاص في الكتابة، وهو أحد أربعة عُرف كل منهم بأسلوبه المتميز وطريقته الخاصة في الصوغ والتعبير، والثلاثة الآخرون هم: مصطفى صادق الرافعي، طه حسين، والعقاد، ويقارن أحد الباحثين بينه وبين العقاد وطه حسين، فيقول: «والزيات أقوى الثلاثة أسلوباً، وأوضحهم بياناً، وأوجزهم مقالة، وأنقاهم لفظاً، يُعْنى بالكلمة المهندسة، والجملة المزدوجة، وعند الكثرة الكاثرة هو أكتب كتّابنا في عصرنا».
من مؤلفاته: «تاريخ الأدب العربي»، «في أصول الأدب»، «دفاع عن البلاغة»، و «وحي الرسالة» وجمع فيه مقالاته وأبحاثه في مجلة «الرسالة».ومن أعماله المترجمة من الفرنسية: «آلام فرتر» لجوته، و «رواية روفائيل» للأديب الفرنسي لامرتين
العدد 1540 - الخميس 23 نوفمبر 2006م الموافق 02 ذي القعدة 1427هـ