العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ

رئيس المنظمة الدولية للعلاقات العامة لولا زقلمة: الكلام في الدين والسياسة منطقة محرمة

على مدى 40 عاماً من الجهود المتواصلة والابتكار والتحديث في مجالي الإعلام والعلاقات العامة، تمكنت لولا زقلمة من ترك بصمة لا يمكن للعالم أن ينساها أبداً... الأمر الذي دفع العاملين في مجال العلاقات العامة إلى ترشيحها لمنصب رئيس المنظمة الدولية للعلاقات العامة لتفوز به، ولتؤكد بذلك أن المرأة أكثر قدرة على الخلق والابتكار والمثابرة وتحقيق النجاح في مجال العلاقات العامة والإعلام.

وعن الجهود التي قامت بها زقلمة حتى وصلت إلى هذا المنصب، كان معها هذا الحوار، الذي أكدت خلاله أن المرأة في العالم العربي قادرة على اقتحام كل المجالات، وأنها الأكفأ والأكثر قدرة على التحمل وخصوصاً في مجال العلاقات العامة، وأكدت أن هذا المجال مازال حديثاً في العالم العربي؛ لأن هناك خلطاً كبيراً بين الإعلانات والعلاقات العامة، وهذا الخلط يسيء إلى المهنة.

كيف نشأت فكرة إنشاء منظمة في مجال العلاقات العامة؟

- بدأ مفهوم إنشاء منظمة دولية للعلاقات العامة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 1949، خلال اجتماع عقد في لندن بين ممارسين للعلاقات العامة من هولندا وبريطانيا، ومن خلال هذا الاجتماع نشأت فكرة إنشاء منظمة للعلاقات العامة تضم خبراء من جميع أنحاء العالم، وتهدف هذه المنظمة إلى رفع مستوى ممارسات العلاقات العامة في مختلف البلدان وتحسين الجودة والفاعلية والممارسات الأخلاقية العالمية للقائمين عليها.

هل اعترفت منظمة الأمم المتحدة بمنظمة العلاقات الدولية؟ وما مدى علاقتها بالمنظمات الدولية الأخرى؟ وما البرامج التي تشارك فيها؟

- طبعاً اعترفت منظمة الأمم المتحدة بها منظمةً دوليةً غير حكومية، وتم منح منظمة العلاقات العامة الدولية صفةً استشاريةً من الفئة (ج) من قبل المجلس الاقتصادي والثقافي، كما أقرت منظمة اليونسكو بتصنيفها ضمن الفئة (ب)، وصرحت منظمة اليونسكو لمنظمة العلاقات العامة الدولية بالمشاركة في البرامج المدعومة من قبل اليونسكو، كما اتسع نشاط المنظمة بشكل كبير، وزاد التركيز على التعليم، وأيضاً أنشطة الترويج للمهنة في البلدان النامية ودول شرق أوروبا، وأخذت تركز أيضاً على التعامل مع القضايا الرئيسية، مثل: قضية البيئة وتقييم جودة أنشطة العلاقات العامة، والمنظمة تضم 1200 عضو يمثلون نحو 91 دولة.

الترشيح والانتخاب

كيف كان مشوارك في مجال العلاقات العامة؟

- مارست العمل في مجال العلاقات العامة وعلم الاتصال منذ نحو 40 عاماً، وعملت في مجال التسويق وتحليل المعلومات وإدارة حملات التوعية والعلاقات العامة، وأشغل حالياً منصب رئيس مجلس إدارة منظمة العلاقات العامة الدولية، وأيضاً عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الأميركية، وعضو مجلس إدارة هيئة جالوب العالمية، وعضو مجلس إدارة المنظمة العالمية للإعلان، ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية العلاقات العامة العربية.

كيف تم اختيارك رئيساً للمنظمة الدولية للعلاقات العامة؟ وما مردود اختيار امرأة عربية على المستويين الإقليمي والدولي؟

- منذ ثلاث سنوات تمت تزكيتي للمنصب وهذه التزكية تعرض على مجلس الإدارة وبعد ذلك يتم الترشيح والانتخاب، وتمكنت من الفوز بمنصب رئيس المنظمة بعد خوضي انتخابات عنيفة، لأكون أول سيدة عربية تصل إلى منصب رئيس مجلس إدارة المنظمة على مدى 25 عاماً.

ما الفرق بين ممارسة المرأة والرجل مهنة العلاقات العامة؟

- المرأة مثل الرجل تماماً لا اختلاف بينهما، والفرق بينهما يكمن في مدى الصدقية في أداء المهنة والكفاءة؛ لأن ممارس مهنة العلاقات العامة يجب أن تتوافر فيه عدة الشروط، منها العلم والصدق، أي كيفية إيصال الرسائل الصادقة إلى الناس وأن تكون المعلومات صحيحة؛ لأن هذا هو الأساس في ممارسي مهنة العلاقات العامة. ولكن نجد أن المرأة أكثر تحملاً وقدرةً على إدارة العمل في مجال العلاقات العامة أكثر من الرجل، لذلك فهي تتميز منه في هذا المجال، فأنا على سبيل المثال أطلقوا عليّ لقب «المرأة الحديدية للإعلان المصري»؛ لأني مارست العمل الإعلامي على مدار 40 عاماً واكتسبت خلالها أهم قواعد وأسس الاحتراف والمهارات الإعلامية، وكثير من الناس يعتقد أن نجاح المرأة في مجال العلاقات العامة ناتج عن كونها تمتلك الجمال فقط من دون الخبرة، وهذا اعتقاد خاطئ بالمرة، ولكن المرأة أكثر تحملاً للعمل في مجال العلاقات العامة، وذلك لكي تثبت وجودها، كما أنها تعمل أكثر من الرجل، وتتقدم خطوة عليه حتى تتساوى معه، وفي هذا المجال يعد العلم هو سلاح المرأة ، كما أنها تعتبر أكثر مرونة في التعامل من الرجل، وهذا ليس في مصر والعالم العربي فقط وإنما في العالم أجمع.

بعد توليكِ رئاسة المنظمة، ما الأمور التي تشغلك الآن؟ وماذا ستقدمين إلى المنطقة العربية؟

- أهم ما يشغلني الآن هو تطوير المهنة، والعمل على الارتقاء بها على كل المستويات وخصوصاً في دول العالم العربي، ولكن من خلال عملي ومنصبي لا أستطيع توجيه الاهتمام إلى مصر خصوصاً أو العالم العربي عموماً؛ لأن هذا من وجهة نظرهم يعني التحيز، ولكني سأحاول من خلال مكاتب «الابيرا» الموجودة في عدد من الدول العربية، عن طريق عقد الاجتماعات معهم وتوجيههم لعقد الندوات وورش العمل للارتقاء بالمهنة وبمستوى ممارسيها، وذلك في محاولة منا لإيصال المفهوم الصحيح عن العمل في مجال العلاقات العامة.

هل الدين والسياسة من المحظورات في مجال العلاقات العامة داخل المنظمة؟

- طبعاً، فالسياسة من المحظورات التي لا نتطرق إليها في عملنا في «الإبيرا»، وأيضاً الدين فلا يمكن أن نتحدث عن دين بعينه، ولكننا نتحدث عن الأديان بصفة عامة، وكممارسين نتحدث عن دورنا مثلاً في عملية الاستثمار والتنمية، ونقوم بعقد الاجتماعات للقضاء على الايدز وحماية البيئة، ودور العلاقات العامة في التنمية والتواصل، ووجدنا في منظمة «الإبيرا» أنه يجب علينا خلق أرضية مشتركة لطرح الحقائق الصادقة والتواصل.

ماذا عن توجهاتك خلال المرحلة المقبلة بالنسبة إلى المنطقة العربية؟ وهل يمكننا أن نرى شبكة من العلاقات العربية القوية قريباً؟

- أتمنى أن يكون هناك تحرك عربي، فأنا سيدة مصرية عربية، ومن المفترض أن تجتمع الدول العربية لعمل شبكة للعلاقات العامة العربية، وإذا تم ذلك فسيكون هناك اختلاف كبير. فهناك فعلاً جمعية عربية للعلاقات العامة، ولكن يجب أن يكون هناك توسع في نشاط هذه الجمعية، وحضور عربي في عمل «الابيرا» مهم جدا، بالتأكيد سأحاول خلق هذا الحضور، وخصوصاً أن هذا لن يحدث في الفترة المقبلة من تاريخ المنظمة؛ لأن الرئيس القادم للعام 2007 بلجيكي، و2008 أميركي.

العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً