يصادف يوم 26/11/2006 مرور 20 عاماً على افتتاح جسر الملك فهد الذي تم في نفس التاريخ من عام 1986 حيث دشن افتتاحه الرسمي أمير البلاد الراحل المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة والمغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود في حفل أرّخ لمنعطف مرحلة جديدة في علاقات البلدين الشقيقين عندما أصبح الحلم الذي كان يراود البلدين 21 عاماً حقيقة بعد طرح الفكرة في العام 1965. وقد لعب الجسر دوراً هاماً على جميع الأصعدة الاقتصادية الاجتماعية فهو من جهة ربط البحرين براً بدول مجلس التعاون وبالدول العربية وبالعالم لأول مرة لكون البحرين جزيرة تقع في الخليج ومحاطة بمياهه من جميع الجوانب مشكلاً مشروعاً حضارياً يشار إليه بالبنان .

وسهل الجسر حركة البضائع الواردة والصادرة إلى ومن مملكة البحرين في تبادلها التجاري مع دول مجلس التعاون واستيراد الخضروات الطازجة من المملكة العربية السعودية أو غيرها ما يسهل وفرتها وتكاليف شحنها وبالتالي انخفاض أسعارها على المواطن المستهلك بأرخص مما كان عليه الحال عندما كانت تنقل جواً . ومكن الجسر مواطني دول مجلس التعاون من الانتقال إلى البحرين ومكن البحرينيين من التنقل في دول مجلس التعاون الأخرى... وسهل حركة التواصل بين العائلات والأهل والأقارب هنا وهناك فكانت له فائدة اجتماعية كبيرة في لم الشمل والتزاور والارتحال بكلفة أقل من السفر جواً.

وانعش الجسر الحركة السياحية التي شهدت نقلة نوعية منذ انشائه وافتتاحه أمام تدفق المسافرين وأصبح يشكل ?94 من القادمين إلى مملكة البحرين من مواطني دول مجلس التعاون والمقيمين فيها الذين يترددون على البحرين يومياً ... ومكن أعداداً كبيرة من الطلبة السعوديين بالالتحاق بالجامعات الحكومية والخاصة الذين يأتون للدراسة صباحاً أو مساء ثم يعودون أدراجهم بعد تلقي المحاضرات اليومية... كما مكن الجسر سعوديين ممن لهم مصالح وأعمال في البحرين من التنقل لرعاية مصالحهم هنا في البحرين وهناك في السعودية وأتاح الفرصة لأعداد من الأجانب العاملين في السعودية من الإقامة في البحرين بجانب أبنائهم الملتحقين بالمدارس في مملكة البحرين من التوفيق بين مزاولة عملهم اليومي في السعودية وبين مواصلة أبنائهم تلقي العلم في مؤسسات التعليم في البحرين . وللتدليل على أهمية هذا الجسر ودوره الايجابي على الاقتصاد والسياحة والتواصل المجتمعي الخليجي نورد إحصائيات بحركة المسافرين القادمين والمغادرين عن طريقه حيث تبين الإحصائيات المجمعة منذ افتتاح الجسر في 26/11/1986 وحتى نهاية يونيو 2006 انه قد دخل إلى البحرين وغادرها 129045924 مسافراً ... وبلغ عدد المركبات التي عبرت الجسر في الاتجاهين 48104066 سيارة منذ بداية 1978 وحتى نهاية يونيو 2006.

وبنظرة فاحصة ومعمقة يتضح لنا مدى الجهود الحثيثة التي تبذلها الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية والقيام بأعمالها وتحمل مسؤلياتها بجدارة واقتدار في سرعة وانجاز المعاملات وتقديم أفضل الخدمات الأمنية تنفيذاً لتوجيهات الفريق الركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية واستناداً على الخطة التي وضعها معاليه لتطوير وتحديث المرافق الأمنية والارتقاء بمستوى الموارد البشرية لرفع الانتاجية وتوظيفها في خدمة الوطن والمواطن والمقيم والزائر .

ويشهد الجسر الآن إنشاء مبنى جديد للعمليات تم الانتهاء ومن وضع قواعده ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من بنائه خلال 6 شهور ، وسوف يزود بكافة المتطلبات من أحدث الأجهزة والكاميرات التي تمكن مديرية شرطة الجسر من السيطرة والرقابة الشاملة المرئية .

نبذة عن الجسر

في الخمسينيات ومن خلال اللقاءات الأخوية بين قادة البلدين تم بحث فكرة إقامة جسر بحري يربط بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين لتسهيل عملية الاتصال البحري بين الشعبين الشقيقين .

بدأت هذه الفكرة تتبلور بصورة رسمية وذلك خلال زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز للمنطقة الشرقية ولقائه بسمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء ، وقد أعرب جلالة الملك فيصل عن رغبته في بناء هذا الجسر لتأكيد التلاحم والترابط بين البلدين .

في عام 1966م قام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بزيارة أخيه صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز وقد تم التباحث في هذا اللقاء عن فكرة بناء الجسر واتخاذ السبل الكفيلة لإنشائه .

في يناير عام 1968م تم تشكيل لجنة مشتركة لدراسة إمكانية تنفيذ المشروع وقامت بإجراء الدراسات والاتصالات مع البنك الدولي للمساهمة في اختيار أفضل السبل لتنفيذ هذا المشروع الكبير .

في عام 1973م عقد اجتماع في جده ضم جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز وسمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وقد طلب جلالة الملك فيصل من اللجنة أن تتجاوز في دراستها النواحي الاقتصادية والمالية وإعتبار المشروع ذا طابع قومي .

في عام 1976م قام جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز بزيارة البحرين واجتمع مع أخيه الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ، وقد تم في هذا الاجتماع الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية من البلدين للعمل على تنفيذ هذا المشروع. في عام 1979م قررت وزارة المالية والاقتصاد الوطني بالمملكة العربية السعودية توظيف البنك الدولي كمستشار للمشروع ، وطرحت الاستشارات السعودية الدنماركية المخططات والتصاميم للجسر للمناقصة ، وفي شهر يوليو 1980م كانت «22» مجموعة من كبار المقاولين قد قدمت عطاءاتها التي مرت بعمليات تقييم ومراجعة من لجنة فنية مشتركة.

في فبراير 1981م وجهت دعوة لعقد اجتماعات توضيحية مع مقدمي العطاءات في باريس مع خبراء من البنك الدولي ، وفي مايو 1981م بدأت في الرياض المباحثات الختامية واتفق على ترجيح التصميم الذي قدمته شركة «بلاست نيدام».

في 8 يوليو 1981م وقع معالي الشيخ محمد أبا الخيل وزير المالية ورئيس اللجنة بأسم المملكة العربية السعودية ونيابة عن اللجنة المشتركة عقد إرساء المشروع على شركة «بلاست نيدام» لتنفيذ القسم ألأول والرئيسي منه وهو المسار البحري بين الساحلين السعودي والبحريني ، وفي نفس اليوم قام سعادة يوسف أحمد الشيراوي وزير التنمية والصناعة ومعالي الشيخ محمد أبا الخيل وزير المالية والاقتصاد الوطني بتوقيع اتفاقية الجسر البحري بين البلدين .

بدأ العمل في المشروع في 29 سبتمبر 1981م وتم تثبيت أول قاعدة من قواعد الجسر في يوم الأحد 27 فبراير 1982م .

في عام 1982م قام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بوضع حجر الأساس لبدء العمل في هذا المشروع .

وفي 26/11/1986 تفضل العاهلان المغفور لهما صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البلاد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود بافتتاح الجسر.

يعتبر من أهم الجسور في العالم ... ويبلغ طوله 25 كيلومتر واستغرق التفكير فيه والدراسات اللازمة 25 عاماً ونفذ خلال 4 سنوات ونصف السنة ويعد أطول جسر بحري في الشرق الأوسط .

بلغت تكاليف الجسر 564 مليون دولار أمريكي ... استخدم في بنائه 345 ألف متر مكعب من الكنكريت و25 ألف طن من الخرسانة المسلحة و10 آلاف طن من الفولاذ مسبق الاجهاد وذلك لعمل انشاءات الركائز والقواعد الأساسية والتجسيرات ... وبلغت كميات التربة التي رفعت أثناء الانشاء 9 ملايين ونصف المليون متر مكعب ... وبلغت تكاليف الكيلومتر الواحد من السدود الركامية المكونة للجسر 18 مليون دولار ... كما استخدم لتثبيت الدعامة الواحدة بالجسر 6 كيلومترات من المواد الجوفية و 9 آلاف عينة و16 ألف تجربة وعملية مختبرية و 8 آلاف صفحة لتسجيل النتائج . ووصل عدد القوى العاملة بالجسر في دورة عمليات تنفيذ التشييد 1500 عامل في البحرين .

والجسر بضخامته وأهميته الحيوية يتطلب إدارة تديره وأجهزة أمنية لحمايته ومجموعة من الإدارات الأخرى ذات العلاقة التي تسير العمل فيه كمنفذ يمر عبره القادمون والمسافرون في الاتجاهين وتمر به البضائع والمركبات التي تقل المسافرين ، ونعرض لها هنا موضحين الأعمال التي تختص بالقيام بها .

مديرية شرطة جسر الملك فهد

تختص بفرض النظام والمحافظة على الأمن والاشراف العام على الجانب الحدودي البحريني أي جزيرة الحدود الممتدة إلى البوابات المؤدية إلى دخول الجسر إضافة إلى الجزر المحيطة به .

جوازات جسر الملك فهد

تعمل على مدار الساعة وتعتمد في عملها على ادخال بيانات جميع المسافرين في الحاسوب الآلي وذلك لإنجاز المعاملة بشكل أسرع وبمنتهى الدقة ، بالإضافة إلى تعاونها مع مختلف الجهات ذات العلاقة في منع الأشخاص الممنوعين من السفر وتسليمهم إلى الجهات المختصة .

قسم المرور بالجسر

يختص عمله بتنظيم حركة العبور في جميع المسارات بالجسر ... والتدقيق الأمني على المركبات والتأكد من تأمينها وصلاحية تسجيلها ومعاينة معايير الأمن والسلامة الخاصة بالحافلات المخصصة لنقل المسافرين وسواقها ومباشرة الحوادث المرورية واعتماد البلاغات الواردة من جميع المديريات الأمنية والقبض على السواق المتورطين في حوادث وهاربين .

قسم الدفاع المدني

يعد هذا القسم من الأقسام المهمة بالجسر وهو في حالة استعداد دائم للتعامل مع أي ظرف في الأعمال التي تقع في دائرة اختصاصاته ... ومزود بالآليات والمعدات الخاصة التي تعينه في عمليات المكافحة والإنقاذ .

مركز خفر السواحل

يقوم بواجباته على مدار الساعة ويسير دوريات عامة بقواربه الأمنية في المياه الأقليمية المحيطة بالجسر وتفقد تحت الجسور ... ويتصدى لأي عملية تهريب أو تسلل بواسطة شاطئ البحر .

مكتب مكافحة المخدرات

يعمل على مدار الساعة في التحري ومراقبة تحركات المشبوهين ومكافحة تهريب جميع أنواع المواد المخدرة والحد من دخولها البلاد من خلال التنسيق مع الجهات المختصة بالجسر ?