العدد 3901 - الأحد 12 مايو 2013م الموافق 02 رجب 1434هـ

شريف يعود إلى قيادة الحكومة في انتخابات تاريخية بباكستان

نواز شريف يعود إلى قيادة باكستان بعد طول غياب - AFP
نواز شريف يعود إلى قيادة باكستان بعد طول غياب - AFP

أطيح بنواز شريف في انقلاب العام 1999 وسجن لكنه حقق انتصاراً في الانتخابات العامة التي شهدتها باكستان وعاد للعمل السياسي ويتجه لتولي فترة ثالثة في منصب رئيس الوزراء.

وتمثل هذه الانتخابات لحظة فارقة إذ إنها المرة الأولى التي تحل فيها حكومة مدنية محل حكومة مدنية أخرى بعد أن قضت فترتها كاملة. لكن انتخابات السبت الماضي لم تحقق آمال الكثيرين في انتهاء سيطرة الأحزاب التي يقوم عملها على المحسوبية على الحياة السياسية بعد سنوات من سوء الحكم والفساد في البلاد.

وشريف (63 عاماً) من أقطاب رجال الأعمال في مجال الصلب من إقليم البنجاب وتمكن من التغلب على نجم الكريكيت السابق عمران خان الذي كان يأمل في إخراج البلاد من إطار هيمنة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف وحزب الشعب الباكستاني الذي تقوده عائلة بوتو.

وأبلى حزب حركة الإنصاف الذي ينتمي له خان بلاء حسناً ومن المرجح أن يظل قوة لها وزن في الخريطة السياسية. وقال نصرة جويد وهو صحافي بارز: «انتصار نواز يدل على أمرين بالنسبة لباكستان.. أولاً أن شعب باكستان يفضل الاستقرار المتمثل في الوضع القائم على التشويش الذي تحدثه الثورات وثانياً أن كل الطرق المؤدية إلى الوسط تمر عبر البنجاب. وفي البنجاب الناس يميلون لليمين ومحافظون». وأضاف «لكن بالنسبة لحزب لم يظهر في المشهد السياسي بشكل جاد إلا قبل عامين... فإن أداء حركة الإنصاف كان رائعاً على أقل تقدير».

وأعلن شريف فوزه في كلمة أمام أنصاره في وقت متأخر أمس الأول (السبت) على رغم أن فرز الأصوات كان مستمراً في ذلك الحين. وقالت قنوات تلفزيونية أمس إن النتائج حتى السبت أظهرت أن حزب نواز شريف حصل على 88 مقعداً من بين 272 مقعداً التي جرى التنافس عليها في الجمعية الوطنية.

وحصل حزب حركة الإنصاف على 34 مقعداً في حين أن حزب الشعب الباكستاني الذي قاد الحكومة خلال السنوات الخمس الماضية حصل على 32 مقعداً.

ويقول شريف وهو محافظ له توجهات دينية إن الجيش - الذي ظل يحكم البلاد لأكثر من نصف تاريخها الذي يبلغ 66 عاماً - يجب أن يظل بعيداُ عن السياسة. لكن سيتعين عليه التعاون مع جنرالات باكستان الذين يحددون السياسة الخارجية والأمنية ويديرون العلاقة العسيرة بين باكستان والولايات المتحدة في الوقت الذي ينسحب فيه حلف شمال الأطلسي من أفغانستان المجاورة العام 2014.

كما يعتقد شريف أن على باكستان إعادة النظر في تأييدها للحرب الأميركية على التشدد الإسلامي والتي أدرت على البلاد مساعدات بمليارات الدولارات. وعلى رغم العنف الذي شهدته البلاد قبل الانتخابات والهجمات التي وقعت أمس الأول (السبت) وأسفرت عن سقوط 40 قتيلاً على الأقل فإن الملايين شاركوا في الإدلاء بأصواتهم.

وربما لا يكون لدى حزب شريف ما يكفي من المقاعد ليحكم البلاد بمفرده وقد يضطر إلى تشكيل حكومة ائتلافية ما يجعل من الصعب عليه إجراء الإصلاحات اللازمة لإنعاش الاقتصاد. ومن المرجح أن يمضي شريف الذي يؤيد سياسات السوق الحرة في الخصخصة وتحرير الاقتصاد لإنعاش النمو.

ويقول إن على باكستان أن تقف على قدميها لكنها ربما تحتاج إلى السعي لخطة إنقاذ أخرى من صندوق النقد الدولي حتى تتجنب أزمة في ميزان المدفوعات.

وسيتعين على شريف الحد من الاستياء العام المنتشر على نطاق واسع بسبب الفساد المستشري ومشكلة انقطاع الكهرباء المزمنة وتدني البنية الأساسية.

ووصف باكستان بأنها في حالة «فوضى». ولم يكن لدى بطل الكريكيت السابق خان الزخم اللازم للتغلب على شريف على رغم شعبيته بين فئة الشبان من سكان المدن والكثير منهم يدلون بأصواتهم للمرة الأولى في انتخابات بلغت نسبة الإقبال فيها 60 في المئة.

واحتشدوا وراء مطالب خان بإنهاء الفساد ووقف الضربات الأميركية بالطائرات بلا طيار والتي تستهدف متشددين مشتبه بهم على أراضي باكستان وينظر لها على نطاق واسع على أنها انتهاك لسيادة البلاد.

وأفسدت سلسلة من التفجيرات يوم الانتخابات واستهدف أحد الهجمات مقراً حزبياً في مدينة كراتشي بجنوب البلاد ما أسفر عن مقتل 11 وإصابة نحو 40. وقتلت حركة «طالبان» الباكستانية المقربة من تنظيم «القاعدة» أكثر من 125 شخصاً في أعمال عنف مرتبطة بالانتخابات منذ أبريل/ نيسان. وتعتبر الحركة التي تسعى للإطاحة بالحكومة الانتخابات منافية للإسلام.

ومن المرجح أن يمضي شريف في التفاوض مع طالبان الباكستانية التي لم تتمكن حملة التفجيرات التي شنتها من عرقلة الانتخابات لكنه ربما يواجه مقاومة من الجيش الذي فقد آلاف الجنود خلال محاربته هذا التمرد.

وعلى رغم ما عرف عن باكستان من انقلابات بقى الجيش خارج العمل السياسي طوال السنوات الخمس التي تولت خلالها الحكومة السابقة رئاسة البلاد وألقى بثقله وراء انتخابات أمس. لكن البعض يخشى من احتمال تدخل الجيش إذا تكررت مظاهر عدم الكفاءة والفساد التي أحبطت الكثير من الباكستانيين خلال الحكومة الأخيرة.

وربما يتخذ شريف الذي أطاح به الرئيس وقائد الجيش السابق برويز مشرف في انقلاب العام 1999 خطوات لتحسين العلاقات مع العدو اللدود الهند. وتعثرت مساع لتعزيز التجارة بين البلدين بسبب الريبة من كلا الجانبين. وفي حالة اضطرار شريف لتشكيل ائتلاف فربما يتطلع لأحزاب إسلامية لتشكيل أغلبية في البرلمان. وإلى جانب 272 مقعداً كان يجري التنافس عليها يخصص 70 مقعداً أغلبها للنساء وللأقليات للأحزاب بناء على أدائها في الدوائر. وستحتاج أي حكومة إلى 172 مقعداً للحصول على الأغلبية من إجمالي عدد المقاعد البالغ 342.

العدد 3901 - الأحد 12 مايو 2013م الموافق 02 رجب 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً