شجعت السلطات الإيرانية الشعب أمس على المشاركة الكثيفة في الانتخابات البلدية وانتخابات مجلس الخبراء التي تشكل أول اختبار لشعبية الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد منذ انتخابه العام 2005.
وكان المرشد الأعلى للجمهورية السيد علي خامنئي أول شخصية تدلي بصوتها قائلاً انه يؤدي بذلك «واجباً دينياً وثورياً»، وذلك بعيد فتح مكاتب الاقتراع في صباح الأمس.
وصرح بأن هذه الانتخابات بشقيها تعطي «كل الشعب الشعور بأنه ضالع في إدارة البلاد». وسيختار الناخبون الذين يتجاوز عددهم 40 مليوناً أعضاء مجلس الخبراء البالغ عددهم 86 عضواً من أصل 164 مرشحاً ونحو 113 ألفاً من أعضاء المجالس البلدية من أصل 247 ألف مرشح.
وقالت السلطات إن النتائج الأولى للعمليات الانتخابية متوقعة اعتباراً من الأحد.
من جهته، أكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أن «الشعب الإيراني سيظهر للعالم عظمته وكرامته».
كما أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني غلام على حداد عادل أن كل صوت يدلي به الإيرانيون في الانتخابات المحلية هو بمثابه قول «لا» في وجه أميركا ورفضها.
جاء ذلك فيما سجل إقبال شديد على الاقتراع في عدد من المراكز في جنوب العاصمة ووسطها. بينما تبقى نسبة المشاركة مجهولة في هذه الانتخابات في غياب استطلاعات الرأي الموثوق بها.
وتعتبر الانتخابات البلدية فرصة للإصلاحيين لمحاولة العودة إلى الساحة السياسية.
وكان المحافظون فازوا في الانتخابات البلدية العام 2003 والتشريعية العام 2004 والرئاسية العام 2005 في ظل تراجع التيار الإصلاحي. وعلى الصعيد الدولي، أعلن نائب بارز في مجلس الشورى الإيراني أمس ان بلاده قد تحصر عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال إقرار عقوبات ضد برنامجها النووي.
وقال رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان علاء الدين بوروجردي إن «تبني مجلس الأمن قراراً يفرض عقوبات على إيران قد يدفعها إلى حصر عمليات التفتيش التي تطاول برنامجها النووي».
ويأتي تصريح النائب الإيراني في وقت تحاول فيه الدول الست الكبرى التوافق بشأن مشروع قرار اثر رفض إيران تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم استجابة لمطالبة مجلس الأمن.
جاء ذلك فيما، اتهم الاتحاد الأوروبي إيران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط ببرنامجها النووي وتهديداتها لـ «إسرائيل» في تشديد واضح لموقف الاتحاد تجاه طهران.
وأدانت مسودة بيان شديد اللهجة تنتظر موافقة زعماء الاتحاد في قمتهم تشكيك إيران في محارق النازي التي استهدفت اليهود.
وأفادت مسودة البيان الختامي للقمة «المجلس الأوروبي يبدي قلقه إزاء التأثير السلبي للسياسات الإيرانية على الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط».
وعكس البيان خيبة أمل تجاه طهران بعد سنوات من المفاوضات غير المثمرة بين ثلاث قوى رئيسية من الاتحاد هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبين إيران بشأن برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في انه يهدف إلى تطوير أسلحة نووية?
العدد 1562 - الجمعة 15 ديسمبر 2006م الموافق 24 ذي القعدة 1427هـ