يُعرِّف الأطباء المختصون الغرق الجاف بأنه «أن يستنشق الإنسان الماء عن طريق الأنف وليس الفم وبذلك يدخل الماء إلى الرئتين ويكوّن طبقة عازلة تمنع دخول الأكسجين إلى الرئة؛ ما يؤدي إلى ضيق التنفس وبالتالي الوفاة خلال ثوانٍ معدودات حتى في حال لم يدخل الغريق رأسه كاملاً تحت الماء وهو أمر نادر الحدوث”.

وتنحو أعراض الغرق الجاف نحو أعراض الاختناق نفسها تقريباً والاختلاف في سلوكه الطبيعي، أي أن الطفل يكون مرحاً في الماء وفجأة يتغير ذلك وهو ما يظنه المتحلقون حوله بأنه تعب مفاجئ يصاحبه التبول أو أي تصرف غريب على الطفل وظهور الزبد حول فمه وأنفه.

هناك أسباب تؤدي إلى ذلك منها الإهمال وعدم المراقبة وعدم وجود مشرفين ممن لهم خبرة في ذلك، بجانب ممارسة أنشطة أكبر من قدرات من يسبح؛ لذا يجب على الجميع الحرص عند الذهاب إلى المسبح أو البحر أو البانيو أو سطل الماء، وكذلك الانتباه من حمامات السباحة فيمكن أن يحدث هذا مع الماهر في السباحة أو محدود المهارة، فيجب الحذر والانتباه وعدم الاستهتار بالماء وعواقبه.

وينبغي لتجنب تعرض الأطفال لهذا العارض أن نراعي الآتي للسلامة كوجود مشرفين بالغين عند سباحة الأطفال ووضع عامل إنقاذ في مناطق السباحة العامة والتأكد من وجود وسائل الإنقاذ حتى ولو كنت زائراً فقط، بجانب التأكد من وجود مخارج لبرك السباحة والتأكد من وجود أسوار عازلة وأبواب مغلقة حول المسابح، هذا بالإضافة إلى محاولة تعلم الإنقاذ الرئوي ولاسيما مالكو برك السباحة وعدم السباحة بشكل انفرادي أو دون وجود أحد.

غير أنه يجدر بنا عند حدوث الغرق الجاف أن نخرج من فم المصاب بسرعة كل ما يمكن أن يسد مسلك الهواء فنبدأ بالتنفس الصناعي فبمجرد أن يبدأ المصاب بالتنفس ضعه بشكل صحيح وقم بتدفئته فانقله إلى أقرب مستشفى وفي الحال دون تردد.