العدد 4037 - الأربعاء 25 سبتمبر 2013م الموافق 20 ذي القعدة 1434هـ

بأفكارنا يمكننا هزيمة الأمراض

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

ربما يعترض كثيرٌ من الجرّاحين والأطباء وعلماء الأحياء على ما سيرد في هذا المقال؛ إن لم يكونوا قد اطلعوا على آخر النتائج العلمية للبحوث الكثيرة التي أُجْرِيَت في هذه المجالات، لكنني سأبدأ كتابتي هذه بدراسة أجرتها كلية طب بايلور، ونُشِرت في العام 2002 في مجلة «New England Journal of Medicine»، وكان القائم الرئيس على الدراسة الدكتور بروس موسلي، يؤمن تماماً بأن العمليات الجراحية بالركبة تساعد الذين يعانون من الآلام الحادة، وأن جميع الجراحين الماهرين يعلمون أن «الدواء الوهمي» مجرد كذبة في مجال الجراحة، لكنه كان يحاول اكتشاف الجزء الأكثر تأثيراً في العملية الجراحية، فقسَّم المرضى إلى ثلاثة أقسام، فقام بكشط الغضروف المتهتك في ركب المجموعة الأولى، وغمر مفصل ركب المجموعة الثانية للتخلص من المادة التي يُعتقد أنها تسبب الالتهاب، وهاتان وسيلتان معروفتان للتخلص من آلام الركبة لدى المرضى، لكنه في المجموعة الثالثة قام بإجراء عملية جراحية زائفة إذ خدَّر المرضى، وأحدث ثلاثة شقوق جراحية، وتحدَّث كمن يجري عملية حقيقية للركبة، ثم قام بتخييط تلك الجروح.

ثم خضعت المجموعات الثلاث للعناية نفسها والتمارين الرياضية نفسها، لكن الصدمة أن المجموعات التي خضعت للعمليات جميعها تماثلت للعلاج، بما فيها أولئك الذين أجريت لهم عمليات زائفة، على رغم الحقيقة التي تقول إن هناك 650.000 عملية جراحية تجرى سنوياً لعلاج الركب بتكلفة تصل إلى 5000 دولار للعملية الواحدة، فاكتشف الطبيب أن مهارته كجرّاح لم تفد المجموعة كلها، بل إن هناك من استفاد من مهارة عقله عن طريق استخدام قوة العلاج الوهمي من غير علم بها، ولم يعرفوا بأمر هذه العملية الزائفة إلا بعد سنتين من إجرائها.

هذا النوع من العلاج يستخدم أحياناً من قبل المرضى أنفسهم، ولكن من غير عمليات وهمية، خصوصاً مرضى القلب والاكتئاب والسرطان؛ إذ بإرادتهم ومقاومتهم وشعورهم بأنهم ما عادوا مرضى يستطيعون هزيمة أمراضهم، وقد صادفتُ بنفسي نماذج تثبت هذا الكلام، حتى أن بعضهم هزم خلايا السرطان بإرادته بشكل أكثر فاعلية من العلاجات الكيماوية، وشفي منها تماماً.

ما يثير الاستغراب هو ما توصل إليه بعض الباحثين والأطباء، وما لم أسمع عنه لدى عربي واحد، إما لقصور مني وعدم الاطلاع الكافي على تجاربهم أو لتقصير منهم بالفعل؛ إذ وصل بعضهم إلى دحض المعلومات التي تؤكد عدم قدرتنا على تغيير طبيعتنا البيولوجية وخرائطنا الجينية، وذهبوا إلى إمكانية ذلك بالفعل عن طريق استخدم علاج الدواء الوهمي وتغيير الأفكار السلبية، كما حدث مع الدكتور بروس لبتون، صاحب كتاب «The Biology Of Belief»، حيث أقام التجارب والبحوث والدراسات واستخلص مئات النتائج البحثية له ولغيره، والتي تؤكد أن العلاج بالأدوية والعقاقير وحدها يتطلب إعادة تمحيص، وبناءً على هذه النتائج استقال من كلية الطب بجامعة ويسكونسن، لأنه أدرك أن جسم الإنسان والكون عقلي وروحي، وأن الخلايا المادية تتكون من طاقة غير مرئية أيضاً بإمكانها فعل المستحيل، بل وذهب إلى أن معتقداتنا يمكنها تغيير بنيتنا الجينية وحمضنا النووي أيضاً، وهو ما يحتاج إلى دراسات كثيرة لتأكيده أو نفيه.

وإلى حين نفيه أو تأكيده، لابد أن نفكر ملياً في عبارة د. واين دبليو داير: «كل ما نحن عليه هو نتاج الأفكار التي راودتنا. فماهيتنا تقوم على أفكارنا، فإن فكَّر المرء وتصرَّف من منطلق أفكار نقية، فسوف تلاحقه السعادة مثل ظله دون أن تغادره قط».

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4037 - الأربعاء 25 سبتمبر 2013م الموافق 20 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:05 ص

      بسم الله وبسيماهم يعرفون كما بأسمائهم ينادون لكن

      قد يختلف الإسم عن المسمى أو السمة الإسم كما يختلف الطبع عن الطباع بسبب التطبع. وهذا ليس بسر ولكن من الناس من لا تعرف طباعها إلا عندما تعاشرها. فالمعاشرة ليست زوجيه ولا فرديه لكنها كذلك. فالإثنان قد يكون يوم من أيام الإسبوع وصار يوم ألإثنين لكن الأربعاء والجمعة والسبت من المزدوجات وليست من المنفردات أو المفردات. فالفرد في المجتمع عنصر وليس عنصري. أي جزء من المجتمع وليس فرع أو فرخ دجاج يبيض ويتكاثر أو كما البقرة تلد وتتكاثر. فا لوظائف هنا تختلف من الحيون عن الإنسان. أليس كذلك؟

    • زائر 3 | 4:41 ص

      كلام سليم

      يروى عن الامام علي عليه السلام انه قال:"بما معناه"
      ما عجزت الابدان عما عقدت عليه العزائم
      و مقالك هو بنفس المعنى

    • زائر 2 | 3:26 ص

      من جرب

      مقال رائع ولو في مسابقه اكثر واحد في العالم انا مسوي عمليات في ركبتي وكلهم عمليات فاشله باشوف من جرب نصيحتك مو خاسرين شي الله يعطيك الصحه والعافيه

    • زائر 1 | 1:36 ص

      الطب قديما والطب المعاص والطب الحديث

      يقال الغرب فيه غروب كما يقال شروق الشمس من المشرق – هنا حركة أو حركة دوران الأرض حول الشمس يتراءى لنا أن الشمس التي تتحرك بينما الأرض ثابته. الطب ببابيه نفس وجسد وبابه الآخر الروحي لقي رعاية وبيان خاص لدى الأئمة الأطهار والأبرار عليه أفضل الصلاة والسلام. كما كان لإبن سيناء في الأمراض وأعراضها وعلاجها كذلك. فالمرجع في الطب كتاب القانون في الطب لمؤلفه العالم الجليل والفيلسوف والمربي والحكيم أبو علي بن سيناء. وهذا مشهور في أوربا لكن لا يعرف هل المسلمون يرجعون الى مثل هذه المراجع في الطب أولا

اقرأ ايضاً