العدد 4040 - السبت 28 سبتمبر 2013م الموافق 23 ذي القعدة 1434هـ

مريم: تسلَّحـت بالإرادة القوية والإيمان

قهرت الإعاقة.. درست.. تفوَّقت .. لتعمل في أحد البنوك

“مريم فؤاد شهاب»، تبلغ من العمر 25 عاماً، أصيبت ـ بعد عام ـ من ولادتها بإعاقة في حاسَّة السمع، حرمتها من السمع بالكامل. كانت تلك هي الحقيقة، التي لم تشعر يوماً باليأس والإحباط منها، بل بالثقة والأمل، وذلك ما أعطاها الدافع الكبير في مواجهة معترك الحياة، مهما كانت العوائق.

في هذا اللقاء، تتحدث عن تجربتها، وتكشف لـ”الطبي”عن مشاعرها على لسانها لتبرهن ألا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.

تقول مريم «أصبت بالإعاقة السمعية، بعد مرور عام من ولادتي، وتمَّ الكشف عن هذه الإعاقة في بريطانيا قبل ذهابي إلى مصر للعلاج وبقائي فيها مدة أربعة أعوام عند الدكتور محمد بركات. عند عودتي إلى البحرين، أكملت العلاج عند الدكتورة رندة، التي أعتبرها «أغلى هدية» حصلت عليها، وبذلت الجهد الكبير لأجلي، وهي حقاً من أعادتني للحياة».

أمي وأبي جناحاي

وتتابع حديثها، «إلا أن الفضل الكبير من بعد رب العباد يعود إلى والديَّ، فهما لم يشعراني لحظة واحدة، أنني أختلف عنهما في أي شي، فهما «جناحاي» ، كلما احتجتهما وجدتهما بجنبي، فهما حقاً سر سعادتي وقوتي، فطالما كانت لديَّ القوة والإرادة فلا شيء مستحيل من حولي. أعتبرهما من ساهما في تأسيسي.

وتضيف شهاب “وجودنا نحن جميعاً، كأسرة متحابَّة ومتكاتفة، هو ما يشعرني بالسعادة والاطمئنان. وأخي صالح، هو ذراعي الأيمن، وشريك طفولتي، هو من ساندني في أحلك الظروف، أمَّا ريم، ومرام أختاي الصغيرتان، وقفتا بجنبي ولم تشعراني أنني مختلفة عنهما، فهما أعطياني الدافع والقوة، وكلما أراهما، كلما تزداد لدي الرغبة في أن أكون الأفضل، وكلما أعلمتهما أن هناك من يسخر مني، حتى تبهراني بجوابهما: «إن الخلل ليس منك وإنما منهم».

المجتمع و المعاق

وتقول متألمة من نظرة المجتمع تجاه الإنسان المعاق «أكثر ما يولم حقاً في الوقت الحالي، هو نظرة المجتمع إلى المعاق، فالغالبية ليس لديهم العلم الكافي بالمصابين بالإعاقة السمعية، وفي نظرهم أن كل من لا يسمع يعتبر متخلفاً، فهم ليسوا بمثقفين بالدرجة المطلوبة حول هذا الموضوع. عن نفسي، أتمنى لو أتمكن من التواصل مع أي فردٍ معاق، سواء كان مشلولاً، لديه مشكلة بدنية أو أيا كان، ليجاهد في حلها، بدلا من أن يستفرد باليأس، ويسمح للانتقادات بأن تطأ أذناه، وتؤثر فيه. فإن كان سيسمح بها، فلابدَّ أن تكن بشكل إيجابي، وذلك عن طريق حل مشكلة يعاني منها ويعالجها”.

وتعبر مريم عن امتنانها لوالديها «طريقة تعامل والدايَّ معي أسهم في إحساسي بعدم الاختلاف عن الآخرين، وهذا الشعور قادني إلى أن أرى شخصي مثل أيِّ شخصٍ سليم، وكنت أرى بين الفينة والأخرى من يتحسس من صوتي وطريقة كلامي، وعلى الرغم من ذلك، إلا أنني لم أتحسس يوماً من ذلك، أو أشعر بالضيق منه، لأن والداي وجميع أحبابي زودوني بالمناعة التي تحول دون أن يؤثـر ذلـك في نفـسـي.كنت إيجابية دائماً، وبذلت من الجهد الكبير، كي أتخرج في المدرسة، ثمَّ الجـامـعـة بتفـوق، ولم يتـم معـامـلـتـي يوماً معاملة خاصة عن الآخرين من حولي”.

طموح فوق العادة

وعن دراستها الجامعية، وعملها، تتحدث مريم بقولها « تمكنت من التفوق في المدرسة والجامعة أيضاً، وأثبت وجودي في عملي بأحد البنوك، حيث أتعامل مع مختلف الزبائن، مكتني من اكتساب ثقة أكبر بنفسي، رغم بعض المصاعب التي واجهتني في البداية، إلا أن القوة التي أمتلكها ساعدتني في تجنب كثير من المعوقات. وهذا ما طوَّر من قدراتي، وصقل شخصيتي. ولازلت أطمح في استكمال دراساتي العليا بعد أن أنهيت شهادة البكالوريوس بتفوق».

وتضيف «نعم تعلمت قوة الإرادة، وليس هناك ما لا نستطيع تحقيقه، فكل شيء ممكن بقوة الإرادة. إيماني بربي ومعرفتي أنه هو سبحانه وتعالى منحني الكثير، و أدركت أنه لن يسلب مني شيئاً إلا وسوف يهبني ما هو أفضل منه». وتوجه الدعوة لتقوية الإرادة عند كل إنسان بقولها «يفترض أن يتمتع الجميع بقدر من الإيجابية والصبر على الابتلاءات”.

رسالتي ...

وتبعث مريم رسالة إلى كل معاق، وتقول فيها “ما أريد إيصاله إلى أي فرد يعاني نوعاً من أنواع الإعاقات، أن يعلم أنه غير معاق، فما يعاني منه إنما مشكلة بسيطة، وبالإمكان إيجاد حلول مناسبة لها، فلا يسمح لعلامات السلبية أن تغزوه، فهو قادر على تحقيق الكثير، يفوق في ذلك الأفراد السليمين.

العدد 4040 - السبت 28 سبتمبر 2013م الموافق 23 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً