العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ

مريم الحايكي: ثقافتنا التراثية...ذوق وجمال يُبهر الشعوب أزياء «فينادا»... خيوط الذهب بألوان وعبق التراث الأصيل

بخيوط الذهب وبريق الأحجار الكريمة، تتألق تصاميمها المبتكرة جامعةً عبق التراث البحريني الأصيل وملامح الموضة العصرية... الاسم «فينادا»، والإبداع بيدي المصممة البحرينية مريم الحايكي...


«فينادا»... ابتكار في التصميم وإبداع في العمل

ليس صعباً أن ترسم تصميماً لفستان أو عباءة أو غير ذلك، لكن الصعوبة التي يكمن خلفها الإبداع هو المواءمة بين التصميم وشخصية من سترتديه... بهذه الكلمات بدأت المصممة البحرينية مريم الحايكي حديثها في وصفها لأبرز ما يميز تصاميم فينادا... قد يُبدع المصمم في رسم لوحة فنية راقية تكون محط إعجاب كل من ينظر إليها، والحديث لمريم، لكن التحدي الذي يواجهه يكمن في جعل تلك اللوحة الفنية بالجمالية والتألق ذاتهما عند نقلها من الورق إلى القماش، ومن القماش إلى الفتاة. التناغم بين الألوان ومادة القماش والتطريز والإكسسوارات وغير ذلك من القطع التي تكون في مجموعها تلك التحفة الفنية، أمرٌ في غاية الأهمية، وهو التحدي الأول أمام المصمم، أما التحدي الآخر فيتمثل في مدى ملاءمة تلك القطعة لمن سترتديها بحيث تُظهر جمالها وأناقتها، فلا يوجد تصميم بعينه يناسب الجميع، إذ لكل جسم ملامح جمالية خاصة، ودور المصمم هنا هو إبراز تلك العناصر الجمالية من خلال تصميمه.

بين بريق الذهب وتباين الأحجار الكريمة

عن أسلوبها في التصميم، تقول مريم الحايكي: للذهب بريقٌ يُبرز جمال المرأة وتألقها، ويتضاعف ذلك التألق بمزاوجة الذهب بقطع الأحجار الكريمة التي إما أن تضاعف ذلك البريق أو تخففه من خلال التباين اللوني، فتكون بذلك محط الأنظار... من هنا حرصتُ فيما ابتكره من تصاميم على مزاوجة البريقين، بريق خيوط الذهب وبريق الأحجار الكريمة وتبايناتها اللونية، في تصاميم خاصة تعمل على إضفاء تلك اللمسة الجمالية التي تسعى إليها المرأة. كما تعزز هذه الجمالية، تداخلات الألوان المختارة بالنسبة للقماش وانسيابية التصميم وتناسقه، ليكون لكل جزء من التصميم لمسته الجمالية الخاصة، سواء كان التصميم لجلابية تراثية أو لعباءة.

والأهم من ذلك ان العباءة الآن لم تعد مجرد زي خليجي او عربي للحشمة عند خروج المرأة من منزلها وإنما أصبحت العباءة تحاكي المناسبات المختلفة مثل السهرة أو زواج او عمل او حتى استقبال ضيوف بالمنزل نجد أن العباءة او الجلابية تحتل المركز الاول لذلك نحاول كمصممين ان نبدع في هذا المجال لأنه مطلوب جدا بالأسواق.

أخيراً، الموازنة في التصميم بين الطابع التراثي والابتكار في التصميم. ففي الملبوسات التراثية، ومنها الجلابية والعباءة، هناك عناصر أساسية وأخرى كمالية. غلبةُ أي عنصر على الآخر قد تجعل من التصميم مادة غير مقبولة أو ربما قطعة اعتيادية لا تَميُّز فيها، وهذا ما أحرص عليه بشكل كبير أثناء التصميم أن تحتفظ العباءة والجلابية بهويتها وطابعها التراثي.

من المحلية إلى العالمية عبر بوابة الخليج

من خلال مشاركاتها المحلية والخليجية على مستوى معارض الأزياء في المنامة والدوحة ودبي ومسقط وجدة، رسمت المصممة مريم الحايكي الطريق للوصول إلى العالمية في مجال تصميم الأزياء ذات الجذور التراثية، فانتقلت بتلك التصاميم المبتكرة إلى ليبيا والجزائر وتونس وماليزيا ولندن وعدد من الدول العربية والأوروبية الأخرى، حاملة علامة «فينادا» وبصمات مصممة بحرينية تألقت في إبداعها. فلم يعد «فينادا» اسماً لمحل خياطة نسائية، كما كانت بدايته، بل علامة بحرينية في عالم الأزياء التراثية، تحظى بالتقدير والإعجاب.

عروض الأزياء الخاصة

تعمل مريم الحايكي بعدما حققته من نجاح في خلق هويتها كمصممة للأزياء التراثية والعباءات، على الإعداد لمجموعة من عروض الأزياء الخاصة في عدد من الدول العربية والأوروبية، لتصاحب مشاركاتها المعتادة في معارض الأزياء العامة، والتي كانت طريقها للانتشار. الغرض من هذه العروض بحسب ما ترى مريم هو تعزيز هوية علامتها الخاصة «فينادا» وهويتها كمصممة بحرينية عالمية للأزياء التراثية الخليجية. تقول مريم: بدأت مؤخراً التواصل مع عدد من الشركات المتخصصة لتنظيم عروض الأزياء، ويجري حالياً جدولة تلك العروض، والتي أتوقع لها النجاح بإذنه تعالى، بناء على الانطباعات الإيجابية التي حققتها مشاركتي في المعارض العامة من جانب، والقبول الواسع لتصاميم فينادا سواء من خلال تلك المعارض وما بعدها من تواصل مع زبونات فينادا، أو من خلال التفاعل الإيجابي جداً على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي فتحت بدورها آفاقاً واسعة للانتشار والتواصل بعيداً عن قيود الحدود الجغرافية التي تشكل عائقاً أمام أي عمل تجاري أو غير تجاري.

وتختتم المصممة البحرينية مريم الحايكي حديثها بالقول: أنا فخورة جداً بما حققته من نجاح حتى الآن بفضل الله تعالى، غير أن فخري الأكبر يتمثل في وصول علامة بحرينية للأزياء التراثية والعباءات، ومصممة بحرينية للعالمية، ما يعكس قدرة المرأة البحرينية على صناعة النجاح.

العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً