العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ

المرأة والعمل والصحة النفسية

يشرح استشاري الطب النفسي الباحث السوري حسان المالح في بحث له بعنوان «المرأة والعمل والصحة النفسية» أن إحدى الدراسات حول أسباب الاكتئاب في بريطانيا بينت أن عمل المرأة خارج المنزل هو من العوامل المهيئة للاكتئاب في حال وجود عوامل أخرى، ومن تلك العوامل وجود ثلاثة أطفال على الأقل يحتاجون إلى الرعاية داخل المنزل، وعدم وجود الزوج المتعاون الذي يساعدها ويعينها، إضافةً لفقدانها للأم أو الأب عندما كانت قبل الحادية عشرة من العمر.

ويتطرق إلى أنه من المتوقع في مجتمعاتنا أن الضغوط المتعددة التي تواجهها المرأة من النواحي الاجتماعية وتناقض النظرة إلى عملها أن تتسبب في زيادة القلق والتوتر والإحباط وسوء التكيف واضطراباته! وأما المشكلات الزوجية فهي من المشكلات الشائعة لدى المرأة العاملة (ومثلها في ذلك المرأة غير العاملة)... وبعض هذه المشكلات يتعلق بعدم وضوح الأدوار والمسئوليات التي يقوم بها كلا الزوجين، ويرجع ذلك إلى حداثة عمل المرأة في مجتمعاتنا وعدم وجود تقاليد خاصة تنظم وتحدد مشاركة الزوجين في أمورهما الحياتية من حيث المشاركة والتعاون في الأمور المالية وشئون المنزل ورعاية الأطفال وغير ذلك مما يتصل بتفاصيل الحياة اليومية المشتركة، ويتطلب ذلك مزيداً من الحوار والتفاهم بين الزوجين للوصول إلى حلول مشتركة مناسبة تتوافق مع الحياة العملية.

ويضيف «نجد في مجتمعاتنا أشكالاً من ظلم المرأة وابتزازها حيث يتصرف الزوج أو الأب أو الأخ براتب المرأة ويهضمها حقوقها المتنوعة، مما يمكن أن ينشأ عنه أشكال من القلق والاكتئاب والشكاوى الجسمية نفسية المنشأ وغير ذلك، وفي بعض المهن التي لايزال ينظر إليها المجتمع بشكل سلبي شديد مثل التمريض والتمثيل وغيرها، يمكن لضغوط العمل نفسه مع الضغوط الاجتماعية أن تساهم في ظهور اضطرابات القلق والاكتئاب وسوء التكيف وغيرها».

أما عن الوقاية فيقول: «وإذا تحدثنا عن الوقاية من سوء التكيف والاضطرابات النفسية الأخرى لابد من الإشارة إلى ضرورة تقديم الدعم الكافي والمناسب (المعنوي والعملي) للمرأة العاملة ومساعدتها على التخفيف من الأعباء الكثيرة التي تتحملها، وتوفير الظروف المناسبة والتي تتوافق مع عاداتنا وقيمنا وديننا، وأيضاً المساهمة في حل المشكلات العملية التي تواجهها ولابد للمرأة من النقد الذاتي، والتعلم من أخطائها، وتطوير نفسها واكتسابها للمهارات اللازمة، ولابد لها من تنظيم وقتها، وإعطاء كل ذي حق حقه».

وأخيراً... لابد من دراسة مشكلات المرأة بالتفصيل وتطوير الخبرات والممارسات العملية الإيجابية وترسيخ التقاليد المفيدة والمناسبة لعمل المرأة وما يرتبط به من مختلف الجوانب النفسية والاجتماعية.

العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً