العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ

رغم أنها أثبتت وجودها بجدارة... لاتزال المرأة تواجه...«سلب الحقوق»!

ترى، إلى أي مدى يمكن القول إن المرأة البحرينية والخليجية والعربية استطاعت أن تدخل تخصصات جديدة إدارياً وإعلامياً وفي مجالات الصناعة عما كانت عليه في السابق؟ وهل هناك تخصصات لم تتمكن المرأة اليوم من أن تترك بصماتها فيها؟ وماذا عن دور الأسرة وشريك الحياة... الرجل، في تشجيع المرأة لكي تصل إلى مستوى الإدارات العليا في الوزارات والشركات والمشاريع الخاصة أيضاً؟

ربما تكون تلك التساؤلات مدخلاً جيداً لرصد الآراء حول الموضوع، وهنا، نبدأ بإجابة اختصاصية أولى شئون مجتمع بالمحافظة الشمالية حياة الحليبي التي ترى أنه من المهم أن نركز على تصاعد اهتمام الأسرة العربية عموماً والخليجية خصوصاً، طوال العقود الثلاثة الماضية بتعليم البنات، ولهذا نجد اليوم ثمار هذا الاهتمام حيث تبوّأت المرأة العربية والخليجية - رغم العديد من المصاعب والمعوقات - مناصب إدارية عليا في قطاعات متعددة.

حضور لا يمكن تجاهله

ومن تلك القطاعات المهمة، تقول حياة، قطاعات التعليم النظامي والتعليم العالي وقطاعات التنمية وكذلك في المجال الاستثماري والاقتصادي، وعلى المستوى الإعلامي، ساهم الاتساع التقني في تعريف المجتمعات بالإنجازات التي تحققها المرأة فيما المرأة ذاتها مثلت ركناً مهماً في مجالات الإعلام والثقافة والعلوم، وهناك نماذج عربية وخليجية كثيرة نفخر بها، وهي اليوم تعمل لتحقيق المزيد من المكتسبات للقطاع النسائي، فعلى سبيل المثال، نحن في مملكة البحرين نفخر بالدور الكبير الداعم للمرأة البحرينية والخليجية والعربية كذلك من جانب قرينة جلالة الملك، سمو الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة والتي وضعت سموها العديد من المشاريع الرائدة للقطاع النسوي، وخلاصة القول، إن هناك حضوراً لا يمكن تجاهله لمشاركة المرأة في شتى شئون الحياة.

نفتقر للدراسات الميدانية

وفيما يتعلق بدور الأسرة والزوج في دعم مسيرة المرأة لتحقيق طموحها، تعتقد الحليبي أن ذلك يعتمد بشكل أساسي على البيئة التي تعيش فيها المرأة... البيئات المتعلمة صعدت فيها المرأة بشكل واضح، أما البيئات الأقل تعليماً فلاتزال فيها المرأة تعاني حتى من سلب حقوقها الطبيعية! وتشير التقارير المتخصصة في شئون المرأة إلى أن هناك مجتمعات عربية تعاني من مشكلات البطالة والفقر وسوء الخدمات الاجتماعية، لكن بالنسبة لمجتمعنا البحريني، فإنه لا توجد دراسات ميدانية تثبت بالبيانات الإحصائية مستوى الدعم للمرأة، إلا أنه يمكننا القول، إن وجود المرأة في قطاعات التعليم والصحة والخدمات العامة والتجارة والهندسة بل وحتى في مجالات البيع والأعمال الحرة... هذه كلها تعكس اهتمام أسرة المرأة بأن يكون لها حضور لإثبات وجودها.

لن نكتفي بما تحقق

ومن زاوية أخرى، ترى نورة سالم (أعمال حرة) أن الصورة الناصعة التي أشعر بالتفاؤل معها هي أن كل المجالات التي تناسب المرأة اليوم، وضعت فيها بصماتها وهذا ما يبعث على السرور قطعاً، ولا أرى في الحقيقة أن هناك مجالاً لا تستطيع المرأة أن تقدم إبداعاتها فيها متى ما أتيحت لها الفرصة والدعم والتمكين، ويمكننا أن نستعين بالتقارير العربية والدولية التي تصدر سنوياً للوقوف على المستجدات والتطورات التي تعكس مسارات مساهمة المرأة الفعالية في الحياة العامة، وهو مؤشر مهم لتحقيق الأهداف التنموية، وكما قلت، لقد تمكنت المرأة العربية عموماً من دخول مجالات الإدارة والثقافة والاجتماع والسياسة والعمل البرلماني وتقلدت وظائف وزارية ودبلوماسية، إلا أن كل ذلك يدفعنا لئلا نكتفي بما تحقق... بالنسبة لي، إن التحدي الأكبر هو تحقيق مزيد من المكتسبات للمرأة خلال العقود المقبلة تفوق ما تحقق في السابق... وقد تسألني كيف؟ وهنا أجيبك: «بالنظر الدائم لكون المرأة تمثل فرصة دائمة لدفع التنمية والحصول على المشاركة الكاملة ضمن الميزة التنافسية وهذه تتفاوت من بلد عربي إلى آخر... ولا يجب الاكتفاء بما تحقق».

الاستهانة بدور المرأة

لكن، متى تشعر المرأة بأن هناك عقبات أمام إثبات وجودها وإنتاجها في العمل؟ حول هذه الجزئية تتحدث ابتسام علي (ناشطة اجتماعية) فتقول إن ذلك يحدث حينما يكون هناك خطاب أيديولوجي يهدف إلى الاستهانة بدور المرأة وتوظيف تلك الأفكار بطريقة خاطئة تخالف حتى تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي منح المرأة كل ما يضمن عيشها بكرامة، فهي نصف المجتمع وهي التي تقع على كاهلها مسئولية تربية الأجيال، لكن مع ذلك، وهذا ما عايشته شخصياً، فالكثير من النساء اليوم يعملن بجد واجتهاد ولا يكترثن للمعوقات... هذا أمر رائع في الحقيقة.

دعم المرأة للمرأة

وعن مساهمة المرأة العربية في تقديم أفكارها في مجالات العمل المختلفة كدراسات وأبحاث تسهم في تطوير العمل تجيب دون تردد: «نعم... ربما رجعنا إلى تقرير مؤسسة المرأة العربية في تقريرها السنوي لعام 2010 على سبيل المثال، فقد رصد واقع مشاركة المرأة العربية في الحياة السياسية والاقتصادية، لكن هناك بعض المؤشرات التي تلفت إلى التراجع في بعض البلدان، ولهذا نجد أن هناك الكثير من الباحثات العربيات بحثن في الأسباب وأصدرن دراسات وتقارير بل وبعضهن خصصن رسائل الماجستير والدكتوراه لبحث قضايا تهمُّ المرأة، لكن ربما يتوجب علينا أن نشارك نحن كنساء في دعم بعضنا البعض، وخصوصاً على مستوى الخليج العربي، ذلك أن المرأة تبقى مواطنة، لها حقوق وعليها واجبات، ومن واجباتنا الرئيسية تجاه أوطاننا أن نعمل ونساهم في عجلة التنمية والنهضة، ولهذا أستطيع أن أقول للنساء اللواتي يمتلكن الإمكانيات ولا يمتلكن العزيمة، إن عليهن أن يبذلن ما يستطعن من جهد بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، فالتوفيق يأتي مكللاً بالعمل الدؤوب وفق النوايا... وأقول باختصار لكل امرأة تمتلك إمكانيات في مجال ما: «أسرتك ومجتمعك في حاجة إلى أيسر جهد منك... فواصلي الدرب».

العدد 4041 - الأحد 29 سبتمبر 2013م الموافق 24 ذي القعدة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً